مصر... هل يمكن الحوار مع «الإخوان»؟

الدار البيضاء اليوم  -

مصر هل يمكن الحوار مع «الإخوان»

مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخراً، دعوة للحوار الوطني الشامل، في مناسبة جماهيرية سابقة، ووجه السيسي إدارة «المؤتمر الوطني للشباب» التي تعمل تحت مظلة «الأكاديمية الوطنية للتدريب» لإدارة «حوار سياسي» مع كل القوى من دون استثناء ولا تمييز. معلقاً على دعوته تلك بالقول: «التحديات كانت عظيمة لكن نجاحاتنا أعظم».
هذه الدعوة «التي بلا استثناء» طرحت سؤالاً كبيراً: هل يشمل ذلك جماعة الإخوان ومتفرعاتها، أم هي محصورة ببعض المعارضين من خلفيات غير إخوانية؟
لاحظ أن «كبار» الجماعة يخضعون للمحاكمات اليوم بتهم خطيرة ترقى لإعلان الحرب على مصر، وتنوعت بعض الأحكام الصادرة ضدهم بين الإعدام والمؤبد والمدد الطويلة... وأحكام براءة أيضاً.
الجماعة في حالة حرب حالياً مع الدولة المصرية، والجماعة تملك شبكة من العلاقات الدولية ومصادر الإسناد المالي والإعلامي، نبعها الرئيسي من «بيزنس» التنظيم الدولي لـ«الإخوان»، وهو مال عظيم... عظيم جداً! علاوة على دعم دول عربية وغير عربية. الكل يعرفها! ناهيك بتحالف هجين مع تيارات اليسار المتطرف والجمعيات النسوية الغربية... صدق أو لا تصدق!
بكل حال اليوم يجادل البعض بأنَّ الدولة المصرية عبرت مرحلة الخطر. واستقرت، وعليه فهي تملك اليوم رفاهية الحديث مع «الإخوان» لدرء شرورهم ومحاولة إدماجهم في السياق المصري الداخلي.
لكن من قال إنه لا يوجد تاريخ سابق من محطات الحوار مع الجماعة؟
جرَّب السادات ذلك، فقتلوه. وقبله عبد الناصر نفسه، كان محتضناً لهم في بداية حركة 52. وكان سيد قطب شخصياً مقرباً من ناصر، لكنَّهم أعلنوا العداء له وحاولوا قتله، فبطش بهم... وفي عهد مبارك كانوا في شهور العسل وصولاً للبرلمان ثم انقلبوا عليه، وقفزوا على عربة ميدان التحرير وموجة الربيع العربي.
يقول الكاتب والباحث المصري السياسي. د. عبد المنعم سعيد في مقاله السابق بهذه الصحيفة، معلقاً على هذه الدعوة للحوار مذكّراً بأن مصر في أثناء الربيع العربي عاشت مرحلة حوار كلامي كبير ثم: «كانت النتيجة بعد ذلك معروفة وهي أن القوى الرجعية كان لديها مشروع للتخلف صمَّمت عليه، وحشدت القوى الداخلية والخارجية وراءه، بعد أن أصبحت التعددية مقصورة على الإفتاء وليس التشريع، والتنوع يقوم على وحدانية الرأي والمذهب، ولم تعد وظيفة المجالس النيابية إصدار القوانين، وإنَّما الاستماع إلى فتوى مجلس الإرشاد».
لا شك أنَّ القضية شائكة ومعضلة، من جهة هل يمكن اجتثاث «فكر» الإخوان من الحقل المصري، بشكل سريع؟ أم أن ذلك مشوار طويل ومتشعب و«غير مستحيل»، لكنه ليس سهلاً؟
أم تتغلب النزعة السياسية العملية و«الآنية»، ويتم البحث عن «الإخواني الجيد» لإطفاء نار الجماعة التي تقول كل يوم: هل من مزيد؟
الاهتداء إلى طريق جديد ونافع يحفظ مكتسبات الفكرة الوطنية، ويبني عليها للأمام، وفي الوقت نفسه يحفظ السلم الأهلي العام، وينشر السكينة المجتمعية... هو تحدي العصر الأكبر أمام العقل السياسي المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر هل يمكن الحوار مع «الإخوان» مصر هل يمكن الحوار مع «الإخوان»



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 17:46 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة كيا سيراتو 2016 في المغرب

GMT 04:55 2016 السبت ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تجدد الخلاف بين الهنديتين ديبيكا بادكون وكاترينا كيف

GMT 04:52 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق تنظيف الباركيه والعناية به

GMT 05:03 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

أنطونيو بانديراس يُقدِّم عطرًا جديدًا جذّابًا ومنعشًا

GMT 12:12 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

منة حسين فهمي ترفع شعار "الكلاب يدخلون الجنة"

GMT 15:38 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة اودي تي تي 2016 في المغرب

GMT 13:25 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

قوات الأمن توقف سبعة سلفيين في مدينتي طنجة وفاس

GMT 09:13 2018 الأحد ,10 حزيران / يونيو

"فوكسهول" تطرح سلسلة سيارات FB-Victor رائعة منذ 1961

GMT 15:20 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

كن انت هذا العام

GMT 14:08 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يضع شرطًا لضم توريس جوهرة فالنسيا الشاب

GMT 01:19 2016 الإثنين ,08 آب / أغسطس

هل النعناع يعالج الحموضة؟
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca