الرقص على إيقاع «واحدة ونص» أو «رومبا»!

الدار البيضاء اليوم  -

الرقص على إيقاع «واحدة ونص» أو «رومبا»

طارق الشناوي
طارق الشناوي

ما الذي يحدث لنا عندما نشاهد عرضاً فنياً يعود فقط إلى ما قبل الألفية الثالثة، أقصد زمناً لم نعرف فيه (الجوال) والوسائط الاجتماعية، أغلب الحبكات الدرامية تعتمد على أن البطل لم يستطع التواصل مع حبيبته، لأن ساعي البريد تواطأ واحتفظ بالرسالة، وأنت تشاهد الفيلم الآن لا تزال تصدق أبطالك وتتعاطف معهم، وتبكي على بكائهم، لأنك تعود إلى زمنهم.

عندما كان العفريت يخرج من المصباح السحري يمنح البطل 100 جنيه يصبح المأزق كيف يُنفقها؟ وتصدق حيرة البطل.

مسرحيات وليم شكسبير تستلهمها عشرات من الأعمال الدرامية والموسيقية مع اختلاف حدود التاريخ والجغرافيا، شكسبير راهن على متناقضات النفس البشرية، ولهذا تظل تُثيرنا مهما تتابعت القرون، أكثر من رواية لنجيب محفوظ أعيد تقديمها وبعضها مثل (زقاق المدق) التي تتناول الحي الشعبي القاهري، إلا أن السينما المكسيكية، نقلت الزقاق إلى هناك، النفس البشرية واحدة سواء رقصت على إيقاع (واحدة ونص) أو (رومبا).
هل جميلات الزمن الماضي لم يعدن جميلات في زماننا؟ مارلين مونرو لا نزال نضعها على قمة الجمال، مع تغير أنماط الجمال، لأنها كانت تفيض أساساً بالأنوثة.

هناك شيء أبعد من مجرد الملامح، لأنها محدودة بمقياس الزمن، بينما الأنوثة تخترق الزمن.
يعيش الفنان من خلال قدرته على التجدد، فهو لا يتوقف عند أسلوب محدد، ولكنه يتطور مع المستجدات التي يفرضها العصر، وعندما لا يستطيع استيعاب حتمية التغيير، يتوقف به القطار ويموت إبداعياً، بينما هو لا يزال حياً يرزق.
هل يخون الجمهور العيش والملح، وعند أول تعثر ينسى كل ما قدمه له الفنان؟ الجمهور يظل سعيداً ومبتهجاً بالماضي وينسى فقط الحاضر؟ فلم تحقق أفلام إسماعيل ياسين التي قدمها تحديداً في النصف الثاني من الستينات أي نجاح، ولكن ما تبقى منه وحتى الآن هو أفلامه منذ النصف الثاني في الأربعينات وحتى نهاية الخمسينات، عندما ترسم (بورتريهاً) لإسماعيل ياسين لا يمكن أن تنسى سنوات الوهج.
حتى النكتة قادرة على العبور بين الأزمنة، عندما تنطوي على شيء أبعد من اللحظة، تنزع المرحلة الزمنية وتظل قادرة على إضحاكك، لأنها لامست شيئاً حميماً في النفس البشرية، عدد من النكت التي ننسبها على مر التاريخ إلى جحا لا تزال تُضحكنا.

من الذي يمنح تلك النيران القدرة على إرسال الضوء، بينما الأخرى تتحول في لحظات إلى رماد تذروه الرياح، الذي قال يوماً (قديمة يا سُمعة)، عندما كان إسماعيل ياسين يُلقي النكات في أحد الملاهي الليلية، بعد أن أدار له الزمان ظهره، إنه نفس الرجل الذي كان يضحك وهو يشاهد أفلامه، ويقف في الطابور بالساعات منتظراً الحصول على تذكرة، المنتجون الذين كانوا يقفون على باب فيلته في انتظار توقيعه على أفلامهم، هم الذين أصبحوا لا يردون على تليفوناته.

أكثر من نجم ونجمة صار سؤالهم الدائم: أين نحن الآن؟ ولماذا ينسون ما قدمناه لهم، توقف رنين التليفون، لا منتج ولا مخرج ولا حتى معجب؟ في لحظات تكتشف أن ما تمسك به في يدك هو مجرد هواء، نعم هناك من يعبر الزمن ومن يسحقه الزمن، تلك هي شريعة الدنيا، المهم أن تكون قادراً على استيعاب إيقاع الأيام، سواء رقصت على إيقاع (واحدة ونص) أو (رومبا)!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرقص على إيقاع «واحدة ونص» أو «رومبا» الرقص على إيقاع «واحدة ونص» أو «رومبا»



GMT 09:12 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الخضرة والماء والوجه الحسن

GMT 09:08 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

اللبنانيّون وقد طُردوا إلى... الطبيعة!

GMT 09:04 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الضوء الأخضر للإرهاب

GMT 08:57 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

تايوان... «أوكرانيا الصين»!

GMT 08:52 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

أصوات العرب: جوّال الأرض

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 20:31 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

كومباني يعلن جاهزية مانشستر سيتي لمواجهة ليفربول

GMT 11:14 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

تزيني بمجموعة مميزة من المجوهرات في عيد الحب

GMT 16:31 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

برانت دورتى ينضم لفيلم "Fifty Shades Of Grey"

GMT 01:15 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مميّزات جديدة في هاتف "iPhone X" الجديد من أبل

GMT 11:16 2014 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة وفيتامينات لعلاج النهايات العصبية للجهاز العصبي

GMT 05:31 2016 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

علماء يتوصَلون لمعرفة مسارات طيور السنونو خلال رحلاتها

GMT 00:27 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مناقشة كتاب "أيام من حياتي" سيرة سعد الدين وهبة

GMT 23:31 2017 الأربعاء ,05 إبريل / نيسان

الريان يخرج حمد الله من "جحيم" الجيش القطري

GMT 05:04 2016 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

ضريح القديس يهوذا وحصنه الشاهق يزيّنان جانسي الهندية

GMT 22:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

لمسات مثيرة لرقبة زوجك قبل العلاقة الحميمة

GMT 22:18 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونخ يلتقي فورتونا دوسلدورف 13 كانون الثاني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca