مَنْ أخطر المحاصصة والمناطقية أَم “الهُوية الجامعة”؟!

الدار البيضاء اليوم  -

مَنْ أخطر المحاصصة والمناطقية أَم “الهُوية الجامعة”

أسامة الرنتيسي
أسامة الرنتيسي

نكأ الزميل باسم سكجها في مقاله الأخير  عين  “المحاصصة والأصول والفصول والشخص غير المناسب في المكان غير المناسب!”، وهي مشكلة الأردن والأردنيين منذ سنوات، وهي من القضايا المسكوت عنها مع أنها أعمق وأكثر خطورة من تفاصيل وخبايا “الهُوية الجامعة” أَم الهُوية المانعة”.

قدسية المحافظة على المحاصصة والمناطقية، في توريث المناصب ظاهرة أصبحت مقلقة جدا، فإذا خرج مثلا عضو في مجلس الأعيان (شمالاتي) يُؤتى (بشمالاتي) آخر، وإذا غادر هيئة مستقلة (جنوباتي) يُؤتى (بجنوباتي) من العلبة نفسها، وإذا خرج وزيرٌ من أصول فلسطينية في تعديل وزاري يُؤتى بشخص من الغرابا (على رأي تصنيفات مصطفى حمارنة شراقة وغرابة).

لنتحدث في العمق؛ يرضى أم لم يرضَ، عمالقة طب القلب في الأردن، بدءا من الجراح الأول الذي غزا أول قلب بعملية فتح صدر داود حنانيا، والأوائل يوسف القسوس وحران زريقات، واستمرارا بالبارعين بسام العكشة ويوسف سمارة، والطبيب الفنان ابراهيم ابو العطا، فإن السبب الأول في انسداد شرايين صدور الرجال وتصلبها، هو القهر، ولن تنفع حينها كل الشبكات الحديثة، إن كانت أوروبية او صينية.

فالقهر، يولّد الحقد، وينزع الانتماء، والمصيبة أن لا أحد بات يفكر بجدية في تعزيز الانتماء، وأن المواطنة ليست مكان ولادة، ولا البحث عن الأصول والمنابت، ولا جنسية ورقما وطنيا، ولا أبوين عثمانيين، وإنما شعور مرهف بأن حقوقك مصانة، وأنك وغيرك أمام القانون سواء كأسنان المشط، ولاأحد يسلب حقك ؛ لأنك من خارج العلبة، ومناطق التغطية، ومن خارج دوائر النفوذ والاستزلام، ولست من الذين يقفون في منتصف الصحراء تنادي “عليهُم عليهُم….”.

إذا كنت من المنادين بدولة القانون والمؤسسات، والداعمين لفكرة العدالة للجميع، ولا ترضى بعقلية الخاوات ولا الكفيل، فإنك مهدد، ليس بأكل حقك، مرة ومرات، بل لا تستطيع أن تقاوم قوى الشد العكسي، المؤسساتي، والأشخاص، وتصل الى مرحلة القهر والحقد “عينك..عينك…”.

إذا كنت من المدافعين عن استقلالية رأيك، وامتلكت الشجاعة يوما لتقول ما تقتنع به بأنه الصواب، وتطالب بالإصلاح الحقيقي، ولم تكن من أصحاب الجاه، والظهور المحمية، فإنك ستدفع الثمن، مثنى وثلاث ورباع، وبعد ذلك يحدثونك عن محاربة الفساد، ودعم استقلال القضاء!.
الدايم الله….

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَنْ أخطر المحاصصة والمناطقية أَم “الهُوية الجامعة” مَنْ أخطر المحاصصة والمناطقية أَم “الهُوية الجامعة”



GMT 09:12 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الخضرة والماء والوجه الحسن

GMT 09:08 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

اللبنانيّون وقد طُردوا إلى... الطبيعة!

GMT 09:04 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الضوء الأخضر للإرهاب

GMT 08:57 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

تايوان... «أوكرانيا الصين»!

GMT 08:52 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

أصوات العرب: جوّال الأرض

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:19 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بناء منزل مقوس يشبه ثعابين الريف الإنجليزي على يد زوجان

GMT 14:05 2021 الجمعة ,10 كانون الأول / ديسمبر

محمد الريفي يكشف تفاصيل معاناته بعد انتشار فيديو له

GMT 06:08 2018 الخميس ,01 آذار/ مارس

إبراهيم نصر طاقة فنية كبيرة لم تستغل بعد

GMT 06:31 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 08:31 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

فساتين زفاف مبتكرة في عام 2018 لإطلالات جريئة للعروس

GMT 03:46 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

وقف احتساب علامات دورة الحاسب الآلي في مدارس بريطانيا

GMT 18:55 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

التليفزيون المصري يعرض مسلسل "وكسبنا القضية" المميّز

GMT 13:22 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

10أعوام سجنًا في حق صحافي بتهمة هتك عرض قاصر

GMT 03:53 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

موظف في "أرامكو" لم ينم لمدة ليلتين متواصلتين بسبب "فيلم"

GMT 07:49 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد المغربي يعاقب عبد الرحيم طاليب و خوان غاريدو

GMT 12:17 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد السمسم وزيته كمقوي للمبايض
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca