بوبكر: أنا أو لا أحد !

الدار البيضاء اليوم  -

بوبكر أنا أو لا أحد

بقلم : المختار الغزيوي

أعجبني كثيرا ماقاله الصحافي المرموق بوبكر الجامعي عن الصحافة المغربية.
رسم لنا الفتى، إبن الفتى، حفيد الفتى، صورة قاتمة للغاية. وقال إنه لا وجود إطلاقا لصحافة مستقلة في المغرب منذ غادر فخامته البلد نحو آفاق أخرى..
حفيد الفقيه بوشتى الجامعي، وإبن الصحافي خالد الجامعي، وصاحب تجربة “لوجورنال” التي أقفلها ذات يوم بعد انكشاف أمر أموالها وقال إنه “تعرض لتضييق مالي خطير”، شرح لنا عبر تدخل جديد له من المنفى الأمريكي السحيق (الله يحسن العوان وصافي) كيف أنه ومنذ إثنتي عشر سنة، أي منذ اختار – رضي الله عنه وأرضاه – الذهاب بعيدا وتركنا وحيدين نواجه عوادي الزمن، لم تعد هناك صحافة في البلد .
بعبارة أخرى انقرضت المهنة برحيل بوبكر عنا، وأصبحنا جميعا نحن المنتسبون الكذبة لهذا المجال نمارس النصب والاحتيال، وننتحل صفات ليست لنا، وهذا دون استثناء أي واحد منا بحمد الله ورعايته.
عندما تقرأ كلاما مثل هذا على لسان صحافي مرموق مثل بوبكر الجامعي كان صحافيا ثم أصبح مدير مجلة وجريدة، ثم أصبح ناطقا رسميا باسم من تعرفون، ثم تدبر له نفس “المن تعرفون” منصبه في المنظمة العالمية التي يتحدث باسمها اليوم في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، تشعر بالبهجة والحبور أولا، ثم يعود لينتابك كثير من السرور، وتتمنى من قلب قلبك أن يكون ضمير بوبكر قد صحا وفهم الخطأ الجسيم الذي ارتكبه في حق الصحافة المغربية حين أقفل مجلته وجريدته وفر هاربا إلى المنافي الأمريكية
اليوم الواجب المهني، بل وحتى الواجب الإنساني (نجدة شخص في وضعية خطر) يفرض على بوبكر الذي يرى أن الصحافة أصلا انقرضت ولم يعد لها أي فائدة (منذ لم يعد يمارسها نيافته) أن يشمر عن ساعد الجد، أن يرتدي من جديد قبعة أو قلنسوة الصحافي الكبير ذي المصادر الأكبر، المقرب من الفاعلين الذين يرون أنه هو الذي سيقود المشهد الإعلامي في الألفية الجديدة مثلما كان يتخيل نفسه بداية الأمر، وأن يجمع حقيبته، أن يضع فيها كل أقلامه وكل آيباداته وكل أجهزته التي يستعملها للكتابة الصحافية الراقية، وأن يعود إلينا
أنقذنا بوبكر، فقد ضعنا بعدك، ولم نعد قادرين على شيء. استقلاليتنا راحت،الكل تكالب علينا، حتى مقالاتنا أضحت بلا طعم ولا لون ولا رائحة، وأصبحنا نحتاج تكوينا جديدا على يديك
علمنا كيف نرسم اللوحة المرة الأولى بشكل وردي خرافي رائع عندما كنا نتصور أننا ضمن بروازها وداخل الإطار..
ثم علمنا كيف نقلب كتف البندقية إلى الجهة الأخرى، ونجالس زعيمها ونحتسي معه في باريس ومدريد وغيرهما كؤوس الحلم بتغيير الأشياء
ثم علمنا في المرحلة الثالثة كيف نجمع الأثاث، ونقفل “الحانوت” ونعلن أننا وإن لم نؤد ضرائبنا إلا أننا نعاني اقتصاديا بسبب مواقفنا السياسية، ولذلك قررنا الرحيل والانتحار أين؟
إلى قلب منظمة دولية مشهورة بمكاتبها الرحبة وتمويلاتها الأرحب ناطقين رسميين باسمها في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، نعطي نقط التميز والكسل في الحريات للجميع. نفرق صكوك الغفران والإدانة، ثم نستيقظ ذات جائزة لكي نقول للعالم كله “أنا أو لا أحد”.
حقيقة أمر يثير الإعجاب. فقط لا غير .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوبكر أنا أو لا أحد بوبكر أنا أو لا أحد



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

GMT 15:10 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

رئيس الرجاء يحاول اقتناص لاعبين أحرار بدون تعاقد

GMT 05:33 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن موقع هبوط يوليوس قيصر لغزو بريطانيا

GMT 09:33 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

عهد التميمي

GMT 10:19 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الروسي يعلن وصول أول كتيبة من سورية إلى موسكو

GMT 11:50 2016 الثلاثاء ,20 أيلول / سبتمبر

مقتل 4 من عناصر "بي كا كا" في قصف تركي شمالي العراق

GMT 06:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

8 معلومات مهمة عن "جسر العمالقة" تزيد الفضول لزيارته

GMT 17:21 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب الأرجنتين يعلن عن تشكيلته لمواجهة البرازيل

GMT 00:21 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

صحيفة بريطانية تكشف أفضل 10 فنادق في مدينة روما

GMT 22:46 2017 الخميس ,28 أيلول / سبتمبر

حسن الفد يعيد شخصية كبور من خلال عرضه " سكيتش"

GMT 16:29 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

2016 عام حافل بالأنشطة والعروض في الدار العراقية للأزياء

GMT 04:38 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مرضٌ خطير يصيب الأبقار ويعزل عشرات القرى في سطات

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,11 آذار/ مارس

وفاة الممثل المسرحي المغربي إدريس الفيلالي
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca