المثالية والواقعية في تشجيع الأهلاوية للزملكاوية

الدار البيضاء اليوم  -

المثالية والواقعية في تشجيع الأهلاوية للزملكاوية

بقلم – خالد الإتربي

مكاسب عديدة من تأهل "الزمالك" الى نهائي دوري أبطال افريقيا. بالطبع الزمالك وجماهيره هما الاكبر استفادة بوجه خاص. لكن هذا لايقلل من استفادة الكرة المصرية بوجه عام حتى ولو كان من قبيل السمعة، بتتويج فريق مصري بالبطولة الاكبر للاندية على مستوى القارة، وتمثيلها في بطولة العالم للاندية.

ولأننا اعتدنا على ترك القضايا والمحاور الرئيسية، والانشغال بأمور فرعية لاطائل منها، بات الشغل الشاغل ، هو التركيز على موقف المشجع الأهلاوي، وهل سيساند الزمالك للتتويج بالبطولة، ام سيجلس في مقاعد الخصم، ليقول افريقيا يا "صن داونز".

ولأن الامر انقلب من مجرد صراع على "السوشيال ميديا"، لساحات الفضاء الاعلام الرياضي "الفاضي" ، فكان لزاما الوقوف امامه، لا لاستغلاله وتزكيته، ولكن محاولة للتصدي له ، ووقف الفتنة التي قد تنتج عنه،  والتي اراها في طريقها للحدوث، لملء الفراغ الفضائي.

وهنا لابد من الإجابة عن بعض التساؤلات البديهية أولها، هل جماهير الزمالك تهتم بتشجيع جماهير الاهلي لفريقها في النهائي ، فالإجابة البديهية ستكون بالنفي، لانها وببساطة لاتريد ان تنشغل عن حلم طال انتظاره لفترة وصلت ل14 عامًا، او من الممكن لعدم رغبتها في فرحة جماهير "الأهلي" من الاساس.

ثانيا، لماذا أجابت جماهير الاهلي على سؤال لم يوجه اليها من الاصل، حينما اعلنت انها ستشجع "صن داونز" ولن تشجع الزمالك، وان الأمر لاعلاقة له بالوطنية، وانما الاحترافية التي تحكم، وكأننا نطبق كل شيء بإحترافية حتى وصلنا الى التشجيع.

ثالثا ، من أجبر جماهير الأهلي على تشجيع الزمالك، حينما قال قطاع كبير منهم ان احدا لن يستطيع إجبارهم على هذا الامر، لان الزمالك لم يبادلهم نفس الموقف في مواقف كثيرة مماثلة.

رابعا، قطاع كبير من جماهير الاهلي كان يصف رد فعل الزمالك في المواقف المشابهة، بأن الحرمان هو محركهم الاساسي، والان وانتم جماهير بطل القرن هل الحرمان مايحرككم، بالطبع لا، انما هي الغيرة على ناديك وهذا امر صحي لاخلاف عليه.
خامسا ، هل من الطبيعي الا تساند النادي المنافس في بطولة كنت مشاركا فيها، بالطبع نعم لانها الواقعية.

سادسا، هل طبيعي وصف جماهير الاهلي التي ستشجع الزمالك بالمثالية المزيفة، بالقطع لا، فالحرية التي منحتك التحكم في اختياراتك وتشجيعك ، هي نفسها من تمنحه تكوين قناعاته.

سابعا، هل من حق الصحفي والاعلامي اعلان انتمائه بشكل صريح، بل وتمني خسارة نادي يمثل بلده في بطولة افريقية، الاجابة بكل قناعة هي لا، ولنا هنا وقفة.
للأسف هناك قطاع كبير لم يستطع التفرقة، بين عمل لاعب كرة معروف انتماؤه في سبوبة الإعلام ، والاستقواء بجماهير ناديه السابق، وتكوين قاعدة عريضة من المشجعين، دون الاهتمام بالطرف الاخر،  وبين رسالة الناقد، في توجيه الراي العام لطريق صحيح، او مناقشة قضية متعددة الاطراف، فلا اعتقد انك ستنجح فيها ان كان انتماؤك معروفًا وبهذا التعصب.

ثامنا، هل ستأتي اسئلتي واجاباتها على هوى الجماهير الحمراء والبيضاء وبعض النقاد ايضا، اتمنى ذلك ، لكني لااعتقد ، وقد يصل الامر للهجوم والانتقاد اللاذع، لكن لايهم ، فإتباع الطريق الصعب ومحاولة فك عقد وضعها بعض المستفيدين، افضل كثيرا من اتباع طريق سهل ورخيص.

تاسعا، شجع ماتريد، افعل مايحلو لك، فقط انبذ التعصب من داخلك، تفرغ للفرح بناديك، ابحث عن مساندة ناديك الغائب عن العرس حتى يعود، ولاتسمحوا لأحد ان يلعب بعقولكم، واستخدامكم،  وانبذوا مشاعر الكراهية، ووجهوها بالفعل لمن يستحق، التي لابد ان تكون بالقطع ليست لابن بلدك، او قد يكون من دمك.
عاشرا، سؤال لي من بعض الزملاء كان نصه كالأتي " انت شايف المثالية اللي انت بتتكلم بيها دي منطقية ومعقولة والناس هتصدقها، ولو صدقوها، تفتكر هتقدر تغير حاجة"؟.

الإجابة حينما أمر الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام بعد انتهائه من بناء البيت أن يؤذن للناس بالحج ،  قال : يا رب كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم ؟ فقال : ناد وعلينا البلاغ ، فقام وقال : يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجوه ، فيقال : إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض ، وأسمع من في الأرحام والأصلاب ، وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر، وهنا باب القصيد ، حينما يريد الله فعل شيء،  فإنه يطوع الارض وماعليها لانفاذ كلمته، لسنا انبياء ، لكن رب ابراهيم هو ربنا، وقطعا قادر على توصيل كلمتنا اذا كانت لوجهه.

رسالة الى كل كاتب يائس من كتابة  كلمة يريد بها اصلاح، افعلها ، فمن امر الجبال بالتواضع، قادر ان يبصر بها قلب اعماه التعصب، او هداية مسؤول ادمن الفساد، او  اصلاح مجتمع اوشك على الخراب، ووأد فتنة باتت على الأبواب، واظهار حقيقة كنا نراها سراب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المثالية والواقعية في تشجيع الأهلاوية للزملكاوية المثالية والواقعية في تشجيع الأهلاوية للزملكاوية



GMT 17:45 2019 الجمعة ,17 أيار / مايو

رسائل بركان لنا وللزمالك

GMT 09:13 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مسار الأبطال

GMT 08:47 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

الحَسنية تنتصِر دونَ أهداف

GMT 17:04 2019 الخميس ,14 شباط / فبراير

التعليق العربي: بين الأمانة والمغالاة

GMT 14:30 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الحقيقة المرة

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 23:19 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

ميزة جديدة ومجانية لعُشاق "فيديوهات الفيس بوك"

GMT 16:00 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"رولز رويس" تتعاون مع "إنتل" لإنتاج سفن ذاتية القيادة

GMT 19:47 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أرخص موديلات السيارات الصينية داخل السوق المصرية

GMT 18:40 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

الشاعرة داليا زكي تتألق في ديوان سدنة العشق

GMT 06:31 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

"كمنجة وسْواكن" الستاتي تختم ليالي موازين

GMT 16:49 2015 الخميس ,18 حزيران / يونيو

"هال سيتي" يرفض عرض "إيفرتون" لضم المحمدي

GMT 02:29 2016 الأحد ,14 شباط / فبراير

الصحف البلجيكية تكشف سر المغربي طارق بن على
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca