رسائل بركان لنا وللزمالك

الدار البيضاء اليوم  -

رسائل بركان لنا وللزمالك

بقلم - بدر الدين الإدريسي

أما سأل أحدكم نفسه، وقد قضت برمجة الدورة 28 للبطولة الإحترافية، بأن يواجه النهضة البركانية في مباراة قمة الوداد البيضاوي في أسبوع التحضير لمواجهة تاريخية ومصيرية أمام الزمالك المصري برسم نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، لماذا يا ترى يحشد فارس البرتقال كل أقحوانه ليلعب أمام الوداد مباراة لا تسمن نقاطها ولا تغني من جوع؟
لماذا يسكب كل رحيقه على مباراة لا ماء فيها ولا زرع؟ 
لماذا يجازف منير الجعواني بالرمي بكل عياراته البشرية في مباراة، الفوز فيها لن يصبح ذات قيمة، إن لا قدر الله وأصيب اللاعبون بالإجهاد البدني، فيكون ذلك وبالا عليهم في مباراة الزمالك يوم الأحد الماضي؟
هذه الأسئلة وكثير غيرها، مما طرح على المنصات بخوف حينا وبخبث حينا آخر، أجاب عليها منير الجعواني بأن رصد كل ترسانته البشرية التي تحقق للأمانة موسما إستثنائيا في تاريخ النهضة البركانية، بالفوز بكأس العرش وبالوصول لنهائي كأس الكونفدرالية، لمواجهة الوداد البيضاوي مساء يوم الإثنين، ليس هذا فقط ولكن مع بذل مجهود خرافي من أجل الفوز على الوداد البيضاوي، مما أبقى للغريم الرجاء البيضاوي شعرة أمل في المنافسة على لقب البطولة، ولو أن ما بين الوداد والرجاء اليوم، فارق نقطتين ومباراة ناقصة، قد يصبح الفارق في حال الفوز بها خمس نقاط.
ما أجبر النهضة البركانية على مجازفة كهاته أمران إثنان، أولهما أن منير الجعواني ربما رأى أن الإبقاء على لاعبيه في منأى عن التنافسية للأسبوع الثاني تواليا، بحكم أن المباراة التي خسرها فارس البرتقال بثلاثية لم تلعبها جل الثوابت البشرية، يمثل حالة من تكلس بدني قد تكون له تأثيرات سلبية على عنصر الإيقاع الذي سيشكل لا محالة واحدا من الأسلحة التي سيواجه به النهضة البركانية الزمالك المصري، وقد دلتنا حوادث كثيرة، على أن مدربين حجبوا لاعبيهم عن مباريات بعينها للحفاظ على طراوتهم البدنية، إلا أنهم في المباراة الحاسمة والمهمة، بدوا فاقدين للقدرة على مجاراة الإيقاع بدنيا لصناعة الفارق فانهاروا وانهزموا.
أما ثاني الأمرين، فهو أن النهضة البركانية علم بحساسية المباراة أمام الوداد، وأهميتها الإستراتيجية للوداد والرجاء على حد سواء، فقرر أن يلعب على ورقة الروح الرياضية ونقاء المنافسة، ويدفع بالوداد إلى بذل ما يستوجبه التتويج باللقب، من جهد خارق، لذلك أنا أتصور أن قرار النهضة البركانية بالنزول خلال مباراة الوداد بكل العناصر التي تشكل النواة الصلبة، هو قرار إدارة فريق ثم قرار جهاز تقني ينصاع للفلسفة الرياضية والأخلاقية، التي يقوم عليها الفريق وهو أن يستحضر عنصر النزاهة في التباري، ليشيع ما يمكن اعتباره بالعدالة الرياضية.
وإذا كان النهضة البركانية والوداد، بالمباراة التي قدموها لنا مساء يوم الإثنين، والتي جسدت في واقع الأمر النزاهة الرياضية التي نريد أن تشيع في بطولتنا لتتجسد صفة الإستحقاق بأجل معانيها، وأيضا  لتتحقق في هذه البطولة المسماة احترافية، ما نعتبره محركا ورأسمالا لها، هو المصداقية، قد أهدونا الصورة المتسامية التي تترفع عن كل السيناريوهات البديئة والتي نتداولها على نطاق واسع كلما شارفت البطولة الوطنية على النهاية.
أمام النهضة البركانية، وقد قدم للجميع درسا في النزاهة الرياضية، أسبوع كامل ليتحرر من كل الأعباء البدنية التي تطلبها الفوز في مباراة جميلة ومثيرة على الوداد البيضاوي، ليكون بالطراوة البدنية وبالتركيز العالي وبالحذاقة التكتيكة المعروفة عنه، ليكون بأتم جاهزية لموقعة الزمالك في النهائي الإفريقي التاريخي، نهائي يجب أن ينمحي قبله من فكر اللاعبين، ما تم الترويج له في الأيام الأخيرة، وتحديدا بعد مباراة نصف النهائي أمام الصفاقسي التونسي، من مغالطات وتحرشات لفظية وتقليل احترام للمسار الخرافي للنهضة البركانية في كأس الكونفدرالية، ولا يكون التركيز إلا على منظومة اللعب الجماعية التي بها تفوق النهضة البركانية على نفسه منذ أول خطو له في المسار الإفريقي، قبل أن يتفوق على منافسيه.
لم أكن متعصبا ولا شوفينيا ولا متحدثا بلسان العاشق، عندما قلت أن النهضة البركانية في كل المباريات التي لعبها بدء من الدور التمهيدي ولغاية نصف النهائي البطولي ببركان أمام الصفاقسي التونسي، كان حاملا لشخصية الفريق الذي إن حقق الفوز بكأس الكونفدرالية، فإنه سيكون قد حققه بعلامة الإستحقاق والجدارة الكاملتين.
هي إذا خطوة بقيت من مشوار سيصبح بلا أدنى شك تاريخيا ومفخرة للجيل الحالي، لا بد وأن يمشيها النهضة البركانية واثق الخطوات ملكا، فالفوز على الزمالك الكبير والعنيد، ليس بعزيز على فريق يدرك لاعبوه أنهم بصدد كتابة التاريخ، فريق وراءه جمهور يحرك الصخر ومدينة علمها هشام الكروج البطل والأسطورة، أن تحلم بعيون مفتوحة..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل بركان لنا وللزمالك رسائل بركان لنا وللزمالك



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 04:39 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

طرح قصر ريفي جورجي في لندن للبيع بـ15 مليون إسترليني

GMT 01:54 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لإدخال اللون الذهبي في الديكور

GMT 08:49 2015 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

فان دام يعيد ذكرياته مع رامبو وبروس ويلز علي "فيسبوك"

GMT 20:21 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

سواريز يؤكّد أن كل لاعب يرغب في اللعب مع كلوب

GMT 22:16 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

اعتقال قائد في تاونات متلبس بتلقي رشوة مليون سنتيم

GMT 13:34 2018 الإثنين ,16 تموز / يوليو

سيبستيان كو يدعم المغرب لاحتضان بطولة العالم

GMT 14:30 2018 الأحد ,08 تموز / يوليو

أسماء بارزة تغادر الكوكب بقرار من المدرب

GMT 03:07 2018 السبت ,16 حزيران / يونيو

طرق تنسيق "القميص الجينز" للمحجبات مع السروال

GMT 04:19 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على السيارة الأكثر "مبيعًا" بالسوق المصري في 2017

GMT 01:36 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

أحمد مكي يعلن أنّ الغناء سبب غيابه في رمضان المقبل

GMT 08:54 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

عبد الرزاق المنصوري رئيسًا بـ"النيابة" في بلدية ورزازات

GMT 03:54 2015 الإثنين ,27 تموز / يوليو

تعرفي على طريقة تركيب اظافر الجل في المنزل

GMT 14:02 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

العثور على ريشة طير نادر جدا في استراليا
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca