أسود هولندا وحراك الريف

الدار البيضاء اليوم  -

أسود هولندا وحراك الريف

بقلم: منعم بلمقدم


وكأن الأمر محمول على رسالة ينبغي أن تقرأ كما هي بالواضح لا غموض ولا ألغاز فيها، رسالة عمق التجذر والإنتماء وروابط الدم ووشائج الوطن التي يقدم كل يوم بشأنها أسود هولندا دروسا لمن يهمهم الأمر.
 آخر الذرر والجواهر المتنازع عليها، محمد إحطارين الصبي الذي لم يتجاوز بعد 17 سنة، والذي رد بنضج كبير على إغراءات الهولنديين كما رد قبله زياش وأمرابط والسعيدي وبوصابون والخطابي والحمداوي ليعلنوا وفاءهم للمغرب وإخلاصهم للجذور حتى وإن كانت بذورهم قد نبتت في حقول الأراضي المنخفضة الهولندية.
 صحيح أن هذا اللاعب الموهوبلم يحسم موقفه بعد، إلا أنه رد على خبث الهولنديين بحكمة كبيرة من خلال رفض دعوة مدرب منتخب الشبان التي كانت مقصودة ومتعمدة، لتتزامن مع دعوة وحيد خاليلودزيتش وبالتالي إرباك حساباته وتضييق هامش التفكير لديه وخنقه بالضغط القاتل.
وقبل أن نخوض في موقف إحطارين والذي لا يمكن فصله عن موقف الأسرة والمحيط والعائلة التي هي إمتداد لأسر كل اللاعبين الريفيين الممارسون في هولندا٬ والمرتبطون أيما ارتباط بالوطن والتقاليد والدين ومن يريد معرفة المزيد من التفاصيل، فليسأل عن والد العيساتي والإدريسي وأمرابط وناصر برازيت ووبلال ولد الشيخ وغيرهمو سيصل للحقيقة الساطعة التي لن ينفع معها إغراء تغيير الإنتماء..
وقبل إحطارين كان وقع كلمات زياش لقناة هولندية٬ تعقيبا على إدعاء ممسوخ للمدرب رونالد كومان والذي اشتهر بتسديداته الصاروخية إلا أنه هذه المرة سدد كرة طائشة مدعيا بالبهتان والباطل قبول الأسود المغاربة تمثيل منتخب بلادهم مقابل المال٫ وهي نظرية خبيثة رد عليه زياش على السريع مسفها وساخرا من كومان كما سخر ورد قبلها على فان باسطن الذي وصفه بالغبي حين اختار الأسود على هولندا، فتأهل المنتخب المغربي للمونديال الروسي وغاب منتخب الطواحين ليتضح للجميع من الغبي ومن الحكيم؟؟
إيثار زياش والإدريسي والمزراوي وهم ثلاثي له قيمته التسويقية الكبيرة حاليا في السوق الأوروبية، اللعب للفريق الوطني رغم الحمولة السياسية والعرقية التي يحاول تيار عنصري أن يركب عليها في هولندا باستحضار حراك الريف وما تعيشه المناطق التي هي جذور وأصول كل هؤلاء اللاعبين في محاولة لحملهم على تبني حقد موبود للمغرب، لم تفلح و لم تنجح ودلت بعمق على أن كل هؤلاء المحترفين هم سفراء سلام حقيقيون لمنطقتهم ونموذج راقي لفكر أبناء الريف الحقيقيون، ومدى تعلقهم بمغربهم دون أن يقايضوه بمال أو هداايا.
وستظل كلمات زياش للتلفزيون الهولندي يوم حاولوا إستفزازه وهم يلمحون بتقديم هدايا له كي يعدل عن اختياره الذي هو ترجمة لوصية والده وامتثال لرغبة والدته، بأن قال لهم «دمي أحمر وليس برتقاليا» هي شعار وملخص من سبقوا زياش لنفس الولاء ومن سيأتون بعده..
وكان من المعيب أن يخترق منصات  التواصل الإجتماعي يعض الإِمَّعات الذين لا دين ولا ملة لهم في محاولة للتغرير بإحطارين وغيره من محترفي هولندا ممن لهم عروق ريفية من الدرويش أو ازغنغن أو الحسيمة وغيرها من المناطق الريفية التي لها امتداد وارتباط وجداني وتاريخي ببلادها، ليلعبوا على وتر أحداث تم تحريف مغزاها وحقائقها، لدفع أحطارين وغيره ليلحقوا بركب هولندا باسم التمرد والتعاطف مع المعتقلين.
لذللك سيكون نصرا كبيرا ليس للمنتخب المغربي وحده لو ينضم إحطارين للعرين الأطلسي، بل نصر لعمق انتماء أبناء الريف  لمغربهم وإعلانهم حراك التعلق بالوطن المغربي صاحب الأراضي المرتفعة من أراضيهم المنخفضة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسود هولندا وحراك الريف أسود هولندا وحراك الريف



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 15:53 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد عقد "جان بوفون وجورجيو كليني"في يوفنتوس

GMT 00:05 2018 الأحد ,18 آذار/ مارس

فوائد نبات "القسط الهندي" على صحة الإنسان

GMT 16:05 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فضل الشعبي يوضح سبب تنحي المبعوث الأممي لليمن

GMT 01:56 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

عطر Dylan Blue يمنح الرجل عطرًا أكثر جاذبية وسحرًا

GMT 11:32 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

فندق النوم في علب الصفيح في الدنمارك "Can Sleep Hotel"

GMT 05:20 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

فيصل السمرة يسلط الضوء على مسيرته الفنية المختلفة

GMT 10:28 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل سيلينا غوميز منتجع صغير يجمع بين الفخامة والرفاهية

GMT 15:49 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

PRADA تطرح تشكيلتها الجديدة للرجل المميّز لربيع وصيف 2018

GMT 11:00 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"السر المعلن"..

GMT 00:58 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

5 علامات تتعرف بها على الطفل المصاب بالتوحد

GMT 11:22 2015 الجمعة ,16 كانون الثاني / يناير

الجيش الروسي يتسلم 20 عربة مدرعة من طراز "تايفون"

GMT 15:25 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

جاستن بيبر يقضي سهرة مع فتاة مجهولة

GMT 02:50 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تبعد بدر الدين بنعاشور عن الملاعب لمدة شهرين

GMT 06:10 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

"فولكس فاجن" تقدم "باسات استيت" في سوق الدفع الرباعي

GMT 00:07 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

ما هي فوائد ممارسة رياضة المشي ؟
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca