الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
صلاة التراويح

الرباط - الدار البيضاء

تجددت المسيرات الليلية المنادية بإقامة صلاة التراويح في المغرب  على امتداد الأيام الماضية بعدد من الحواضر المغربية، في خرق واضح للإجراءات الزجرية الجاري بها العمل من الناحية القانونية وتمرد على الأحاديث التراثية التي تعتبر صلاة التراويح مجرد “بدعة حسنة” من الناحية الدينية.وتسائل المسيرات الاحتجاجية سالفة الذكر منسوب “الوعي الديني” لدى فئات مجتمعية كثيرة، حيث تسلط كذلك الضوء على “الجهل” السائد بالمجتمع المغربي، نظرا إلى عدم اطلاع المحتجين على النصوص النبوية التي تتحدث عن الحكم الشرعي لصلاة التراويح في شهر رمضان. وأثار السلوك الاحتجاجي، الصادر عن فئات معينة، غضب جل المغاربة الذين تجاوبوا بإيجاب مع التدابير الحكومية المعلن عنها سابقا، اعتبارا للوضعية الوبائية التي تمر منها البلاد على غرار كافة دول العالم التي تتخوف من تفشي الموجة الثالثة من “كوفيد-19”.

“بدعة” عمر بن الخطاب
وفي هذا الصدد، قال رشيد أيلال، الباحث في الشأن الديني، إن “الرسول، حسب الروايات، منع صلاة التراويح في عهده بعد تأديتها لمدة ثلاثة أيام فقط، ومات على هذا الحال”، مبرزا أن “أبا بكر الصديق مضى في المنهج نفسه حتى جاء عمر بن الخطاب الذي أحيى صلاة التراويح في المسجد”.

وأشار أيلال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى “وصف عمر بن الخطاب صلاة التراويح بأنها بدعة حسنة، وهو تأكيد أنها ليست من سنة الرسول، بل من البدع”، ثم أضاف: “أستغرب دفاع هؤلاء عن بدعة عمر عوض سنة الرسول”.ومضى بالشرح: “لنفترض جدلا أن التراويح من الدين، فقد جعل فقهاء المقاصد الاستنباط في خدمة القصد؛ ذلك أن معارضة النص للمصلحة يستوجب إيقاف النص حتى تتم المصلحة، المتمثلة حاليا في محاربة الوباء الذي لن يتحقق بفتح المساجد في شهر رمضان الذي يعرف اكتظاظا كبيرا من طرف المصلين”.

وشدد الكاتب المغربي على أن “قرار إغلاق المساجد يظل المصلحة التي قعد لها الفقهاء بتأكيدهم أنه لا ضرر ولا ضرار، وبقوله الله: “لا تلقوا بأنفسهم إلى التهلكة”، بالإضافة إلى نصوص كثيرة تعتمد مرجعا أساسيا في هذا الإطار؛ ومن ثم فهؤلاء يعبرون عن جهالة جهلاء وضلالة عمياء، لا ترى حقيقة الدين والتدين، بل لا تفرق حتى بين السنة وغير السنة”.ويرى المتحدث أن المسيرات الليلية الداعية إلى فتح أبواب المساجد في صلاة التراويح تعبير عن “جهل أصحابها الذين لا يريدون الامتثال للمصلحة العامة التي نادى بها الفقهاء”، موضحا أن “الاحتياط من صميم الدين، خاصة أن كل أرض الله مساجد، علما أن أفضل مكان لصلاة النوافل هو البيت حسب حديث يؤمنون به “، ليخلص إلى أن “هؤلاء يتمردون على سنة الرسول، ويناقضون جوهر الدين، بما في ذلك الدين التراثي”.

النوافل تصلى بالمنازل
وفي السياق ذاته، أفاد لحسن بن إبراهيم السكنفل، رئيس المجلس العلمي للصخيرات-تمارة، بأن “منع الخروج من الساعة الثامنة مساءً في مصلحة الأمة حتى لا نقع فيما وقعنا فيه خلال مناسبة عيد الأضحى، بعد الانفلات الذي أوصلنا إلى أمور خطيرة تتعلق بالإصابات اليومية”.

وأوضح السكنفل، في حديث مع هسبريس، أن “تأدية صلاة العشاء والتراويح والشفع والوتر يجب أن تتم بالمنزل حسب ما يحفظه الإنسان من القرآن الكريم”، مشيرا إلى أن “النوافل في أصلها تصلى بالمنازل؛ ذلك أن النبي صلى بالناس يومين أو ثلاثة أيام بالمسجد، ولم يعد يقوم بذلك في الأيام الموالية، حيث أرجع السبب إلى مخافة أن تفرض على الناس، ما يعني أنها ليست فريضة، ولكن الخشوع هو الأساسي في الصلاة”. وذكر المتحدث أن “المغرب يعيش ظروفا خاصة تتعلق بوباء كورونا الذي استفحل خطره مع السلالات المتحورة، التي يتحدث عنها العلماء المتخصصون من أطباء وبيولوجيين، نظرا إلى أنها أسرع انتشارا وأشد فتكا، ولهذا جاء قرار الدولة في مصلحة الأمة كلها؛ لأنه يندرج ضمن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما يتطلب الالتزام بالقرار في إطار التناصح بيننا”.

قد يهمك ايضا :

مغاربة يطالبون بإقامة صلاة التراويح في المساجد في رمضان

خبير مغربي يبسط شروط السماح بأداء صلاة التراويح بالمساجد في ظل الجائحة

 
View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

الكاتبة الفرنسية آني إرنو تفوز بجائزة نوبل للأدب لعام…
لجنة تتفقد موقع "واخير" الأثري في زاكورة المغربية
رحيل الشاعر اللبناني الكبير محمد علي شمس الدين "أميرال…
تنظيم القاعدة يُصدر كتاباً حول التخطيط لهجمات 11 أيلول/سبتمبر
الأوقاف المغربية تُخصص 397 مليون درهم لبناء مساجد في…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة