آخر تحديث GMT 23:48:18
الدار البيضاء اليوم  -

يوقظ «المحظورين» في مصر بهدوء وقلق

طقوس المسحّراتي التاريخية "بلا روح" في ظل "كورونا"

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - طقوس المسحّراتي التاريخية

المسحّراتي
القاهرة - الدار البيضاء اليوم

اعتاد الشاب الثلاثيني علاء منذ 10 سنوات، النزول خلال ليالي شهر رمضان لممارسة طقوس مهنة «المسحراتي»، إلّا أنّ رمضان هذا العام يصفه المسحراتي الثلاثيني بـ«المختلف»، في ظل انتشار فيروس كورونا وفرض حظر التجول خلال ساعات الليل.

على استحياء، يتجول «علاء» في شوارع حي فيصل بمحافظة الجيزة المصرية (غرب القاهرة) لإيقاظ سكانه للسحور، إلّا أنّ نداءه الشهير «اصحى يا نايم وحد الدايم»، ودقات طبلته هادئة على غير العادة، في ظل هدوء الشوارع وخلوها من المارة، فيما تأتي خطواته مشوبة بالقلق، تخوفاً من خرق حظر التجول المفروض من جانب الحكومة المصرية، وبالتالي الدخول تحت طائلة القانون.

يقول علاء، لـ«الشرق الأوسط»: «رغم ظروف الفيروس والحظر فإنني مضطر للنزول لممارسة مهنتي، فهي أولاً من باب التعود، ولمواصلة دور أبي الذي ورثت عنه المهنة، إلى جانب أنّه باب رزق لي خلال الشهر، لأنّه لا عمل ثابت لي فأنا (على باب الله)، لذا أنتظر شهر رمضان كل عام للحصول على بعض العطايا من الصائمين».

ويلفت إلى أنه منذ فرض حظر التجول قبل نحو الشهر وهو يفكر هل يتمكن من ممارسة مهنته أم لا، لكنّه قرر النزول في النهاية، ولا يُخفي أنّ طقوسه هذا العام «بلا روح» بسبب عدم وجود الناس بالشوارع الذين كانوا يشعر معهم بـ«الونس»، وكذلك الأطفال، الذين يتعلقون به وينتظرون مروره للسير خلفه بالشوارع والحارات مرددين نداءاته.

بخلاف حي فيصل، وغيره من الأحياء الشّعبية، تفتقد أحياء قاهرية أخرى خلال شهر رمضان هذا العام أحد أهم الملامح الرمضانيّة المتمثلة في شخصية «المسحراتي»، ليخسروا معه أحد أركان الفرحة بقدوم الشهر، بعد أن فضل العديد من «المسحراتية» عدم النزول خوفاً من خرق حظر التجول.

ورغم تقلص دور المسحراتي خلال السنوات الأخيرة، مع التطور التكنولوجي وانتشار وسائل التنبيه، وقِصر عمله على بعض الأحياء الشعبية في القاهرة، وبعض القرى في المحافظات المختلفة؛ فإنّ كثيرين يفضلون سماع صوته الذي يشق سكون الليل، بل يطالبونه بأنّ يقوم بالنداء على أسمائهم فرداً فرداً.

تاريخياً؛ ظهرت مهنة المسحراتي في مصر خلال عهد الدولة الفاطمية، واستمرت بقوة في العهود اللاحقة، وهو ما جعل الرّحالة والمستشرقين الذين زاروا مصر ونقلوا طقوس أهلها وعاداتهم أن يهتموا بالتأريخ لمهنة المسحراتي كأحد ملامح مصر الرمضانيّة. بما يعني أن اختفاءه من بعض الشوارع هذا العام يعد حدثاً استثنائياً يحدث للمرة الأولى منذ مئات السنين.

ويقول الباحث التاريخي محمد جمال الحويطي، عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، إنّ أول من نادى بالتسحير هو «عنبسة بن إسحاق» سنة 238 هـ، وهو حاكم مصر من ولاة الخلافة العباسية تولى حكم مصر في عهد الخليفة المنتصر، حسب ما ذكره المقريزي، وكان يذهب ماشياً من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص وينادي الناس بالسحور، وأول من أيقظ الناس على الطبلة هم أهل مصر.

تطورت بعد ذلك فكرة التسحير على يد المصريين، حيث ابتكروا الطبلة التي يمسك بها المسحراتي بيده وممسكاً بالأخرى عصاً أو سوطاً يضرب به الطبلة، وخُصص في كل خطة من خطط أو أحياء مصر رجل يقوم بهذه المهمة مردداً بعض الأشعار الشعبية أو الابتهالات الدينية، وكان يرافق المسحراتي رجل آخر أو أحد أبنائه ليمسك له فانوساً حتى يشاهد الطريق وترى الناس المسحراتي وهو يمشي بالطريق في ليالي رمضان.

ويؤكد الحويطي، لـ«الشرق الأوسط»، أنّ توقف المسحراتي في رمضان خلال عهود سابقة لم يذكر مباشرة من قبل المؤرخين، لكن في زمن الأوبئة يمكن أن يكون قد حدث ذلك، مع توقف أو هجر مهن بعينها بسبب تفشي الوباء.

ووفق الحويطي فإن وجود المسحراتي في المدن تلاشى واندثر منذ سنوات حتى مع ظهوره في بعض الأحياء، فوجوده يكون على استحياء بغرض الوجود والاستمرار، وذلك لكون من يعملون بهذه المهنة ورثوها من آبائهم، ويحرصون على استمرارها لشهرتهم بها.

مهنة المسحراتي لم تعد ذات أهمية للمجتمع، حسب الحويطي الذي يرى أنّها وجدت لغرض إيقاظ الناس وإعلامهم بقرب آذان الفجر للإمساك عن الطعام والشراب، ومثله مثل مدفع الإفطار في الغرض منه، ففي ذلك الزمان لم تكن هناك وسائل التكنولوجيا المختلفة التي تحل محل المسحراتي، أما حالياً فليس هناك أي ضرورة من وجود المسحراتي، ولا ضرر من عدم وجوده. لكن المسحراتي سيظل أحد المظاهر التراثية في مصر، وبقاؤه أصبح فقط من الموروثات الشعبية عند الكبار قبل الأطفال، التي لا يكتمل رمضان من دونها، وفق الحويطي.

وقد يهمك أيضا :

رابطة بطولات الدوري المحلية بأوروبا تسعى لإنهاء الموسم مبكرًا
الأمن الوطني والدرك الملكي يتخذان مجموعة من الإجراءات لمواجهة"كورونا"

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طقوس المسحّراتي التاريخية بلا روح في ظل كورونا طقوس المسحّراتي التاريخية بلا روح في ظل كورونا



جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 23:19 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

ميزة جديدة ومجانية لعُشاق "فيديوهات الفيس بوك"

GMT 16:00 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"رولز رويس" تتعاون مع "إنتل" لإنتاج سفن ذاتية القيادة

GMT 19:47 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أرخص موديلات السيارات الصينية داخل السوق المصرية

GMT 18:40 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

الشاعرة داليا زكي تتألق في ديوان سدنة العشق

GMT 06:31 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

"كمنجة وسْواكن" الستاتي تختم ليالي موازين

GMT 16:49 2015 الخميس ,18 حزيران / يونيو

"هال سيتي" يرفض عرض "إيفرتون" لضم المحمدي

GMT 02:29 2016 الأحد ,14 شباط / فبراير

الصحف البلجيكية تكشف سر المغربي طارق بن على

GMT 17:21 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

سيارة مرسيدس C63 S معدلة بقوة 616 حصاناً من كارلسون

GMT 04:02 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بريجيت ماكرون تقود حملة على الرجال المتحرشين بالنساء علنًا

GMT 02:38 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المهندسة المعمارية فرشيد موسافي تُعلن تصميم مبنيين ملهمين

GMT 16:46 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مرض كارفاخال يبعده عن لقاءات ريال مدريد خلال تشرين الأول

GMT 03:02 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ممثلة سعودية تشارك في المسلسل الأميركي “جاك ريان”

GMT 21:25 2017 الأربعاء ,19 تموز / يوليو

الفنان علي ربيع يواصل تصوير فيلم" خير وبركة"

GMT 08:00 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

بوسعيد يقدم الخطوط العريضة لمشروع موازنة عام 2018
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca