آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

يهودي مغربي يحطّم الأرقام القياسية في الاعتقال السياسي

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - يهودي مغربي يحطّم الأرقام القياسية في الاعتقال السياسي

أبراهام السرفاتي
الرباط- الدارالبيضاء

ظلّ يحلم بالذّهاب إلى فلسطين أولاً عندما تكون هناك “دولة”، ثم يعرّج بعد ذلك إلى بعض الأصدقاء “اليهود” الموجودين في إسرائيل. في عمق هذه الأماني البسيطة والمعقّدة في الآن ذاته، رسالة “الممكن” حملها المعارض اليهودي المغربي البارز أبراهام السّرفاتي إلى منفاه الأخير، بعد سنوات من “النّضال” والاعتقال.

بين همّ تحرير الوطن من الاستعمار والحفاظ على الهوّية اليهودية متجذرة داخل المجتمع، ظلّ السّرفاتي محافظاً على طابعه الحاد في الدّفاع عن الحقوق ومجابهةِ “سطوة” السّجان. ومن الفكر الشّيوعي الماركسي، تعرّف على قواعد “الحكم” والملكية المشتركة وحاجة “الرّأسمال”. ومن هذا المنطلق، ظلّ يناضل من أجل الاستقرار والدّيمقراطية والعدالة في وطنهِ.

وقد كلّفه نضاله ضدّ ”الحكم المطلق” كل أشكال التّنكيل والظّلم، حيث سجن لأكثر من 17 سنة. كما قضى 13 سنة في المنفى؛ لكنّه نجح، في الأخير، في العودة إلى أرض الوطن.

وقد أشاد محمد مجاهد، الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، في حديثه لوكالة “Afp”، السرفاتي باعتباره رجلًا “عمل من أجل استقلال المغرب، وقدّم تضحيات كبيرة، وحطّم الأرقام القياسية في الاعتقال السياسي في سعيه إلى نشر الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية… دعم كل هؤلاء في نضالهم ضد الظلم وكفاحهم من أجل الحرية.. لقد كان وطنيًا حقيقيًا.

ولد أبراهام السرفاتي عام 1926 لعائلة يهودية مغربية من الطبقة المتوسطة، أصلها من طنجة. وبدأ أبراهام تعليمه السياسي في سن مبكرة عندما انضم في فبراير 1944، مثل العديد من المغاربة الشباب إلى الحزب الشيوعي. سرعان ما وجد نفسه منخرطا في محاربة الاستعمار الفرنسي. ذهب السرفاتي إلى فرنسا للدراسة، ومع وصوله إلى باريس، انضم إلى الحزب الشيوعي الفرنسي. في عام 1949، تخرج من المدرسة الوطنية العليا للمناجم في باريس ، وهي واحدة من أعرق كليات هندسة التعدين في فرنسا.

وفي عام 1950، وهو تاريخ عودة السرفاتي إلى المغرب، وضمن صفوف الحزب الشيوعي المغربي، واصل النضال ضد القمع الفرنسي. وخلال عام 1952، تم اعتقاله ونفيه إلى فرنسا تحت الإقامة الجبرية من قبل السلطات الاستعمارية لدوره كناشط قومي. عاد إلى الوطن عام 1956، عندما حصل المغرب على الاستقلال. وعند عودته، أصبح مستشارًا خاصًا لوزير الاقتصاد (1957-60)، وكان مؤيدًا لسياسة التعدين الجديدة في المغرب المستقل حديثًا.

عارض أبراهام السرفاتي بشدة الهجرة القسرية لليهود المغاربة إلى إسرائيل. ولطالما اعتبر نفسه مغربيا بقدر ما كان يهوديا، وفي بلده المغرب قام بنشاطاته السياسية والعسكرية ضد الاستعمار والديمقراطية، وتزايد دعمه لمقاومة الشعب الفلسطيني”. وخلال عام 2005، أعلن في مقابلة مع وكالة فرانس برس: “سأذهب أولاً إلى فلسطين عندما تكون هناك دولة، ثم سأزور الأصدقاء. يهود في إسرائيل”.

وقد كان لزوجته كريستين دورٌ في إطلاق سراحه وضمان عودته إلى المغرب، بحيث كانت هي التي كشفت عن سجن “تازمامارت” الرّهيب، حيث كان يعيش 58 انقلابياً في ظروف مروعة. كانت أيضًا هي التي قادت التحقيق في كتاب Notre ami le roi الأكثر مبيعًا لجيل بيرو.

وتصف صحيفة “لوفيغارو” المناضل المغربي بـ”الرّومانسي” المناضل، “وهو رجل صارم مسجون بسبب قناعات ومبادئ حقيقية. وفي حبه لـ”كريستين”، كرر لها ما قاله جوردان، وهو يحتضر، لماريا في رواية “لمن تقرع الأجراس”: “عِش. حيث ستعيش، سأعيش”. لم يكن مخطئا. بعد اثني عشر عامًا، وجدوا أنفسهم في السجن”.

وقد تزوج أبراهام السرفاتي بكريستين وهو في السّجن في صفقة أبرمتها دانييل ميتران، زوجة الرئيس الفرنسي الاشتراكي فرانسوا ميتران، مع الملك الراحل الحسن الثاني. عام 1986، وعندما تم إخراج السرفاتي من زنزانته في شتنبر 1991، وبدلاً من الإفراج عنه نقلته السلطات إلى مطار الرباط، حيث طُرد منه بالطائرة إلى باريس بحجة أنه “برازيلي”.

وعن تفاصيل عودته من منفاه الفرنسي إلى المغرب، يحكي عباس بودرقة أنّ عبد الرحمان اليوسفي قام بمجهود كبير لضمان عودته إلى أرض الوطن، حيث كان يجري اتصالات كثيرة مع مسؤولين فرنسيين لإنضاج هذه العودة. وخلال عام 1998، كان السرفاتي قريبا من العودة؛ إلا أن إدريس البصري، وزير الداخلية الأسبق، استغلّ شعارا كان قد رفعه بعض طلبة جامعة فاس مضمونه ”السرفاتي رئيس الجمهورية”؛ وهو ما أغضب الحسن الثّاني، فتأجلت العودة المنتظرة إلى عام 1999.

ماذا عن حكم القانون والديمقراطية في المغرب؟ يقول أبراهام السرفاتي، لجريدة “لوفيغارو”، إن العهد الجديد يريد أن يجمع بين أقصى اليسار حتى يجلب “دعمه الحاسم” للملك الجديد لمواجهة الإسلاميين الذين يعتقد أنهم الأغلبية في البلاد. وهو يزيد قائلا: “لسنا ناضجين لملكية إسبانية ديمقراطية. وقد توفي الناشط المغربي أبراهام السرفاتي في 18 نونبر 2010، عن عمر يناهز 84 عامًا.

قد يهمك ايضا

المخرجة جوزفين ماكيرا بعد 90 مهرجاناً تقدم «أليس» تجربتها الأولى

رياح مدمرة وأمواج عاتية تضرب أستراليا بسبب "ظاهرة النينيو"

   
casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يهودي مغربي يحطّم الأرقام القياسية في الاعتقال السياسي يهودي مغربي يحطّم الأرقام القياسية في الاعتقال السياسي



GMT 03:25 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف علاج جديد من القنب لعلاج الصرع

GMT 01:34 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

8 طرق طبيعية للحصول على شعر ناعم خلال اسبوع

GMT 05:55 2015 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة سباق الخيل البريطاني تحقق طفرة في برامج المنافسات

GMT 13:53 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

يوفنتوس يستعيد ديبالا قبل مواجهة برشلونة

GMT 14:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

أفكار متعددة لاختيار كراسي غرفة النوم موضة 2017

GMT 06:27 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل صحافية وعمّها بالرصاص في ولاية "أوهايو" الأميركية

GMT 02:42 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب يُصوّر لحظة إزالة قُرادة حية من أُذن مريض

GMT 23:30 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

مايكروسوفت تدعو المستخدمين لتجربة متصفح "Edge"

GMT 16:21 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

فضيحة تدفع جامعة فاس إلى حذف اختبارات شفوية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca