آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

الأعاصير تضرب ولا تفرق بين شرقي أو غربي والفقراء الأكثر تضررًا

"بام" الإنذار الأخير للمجتمع الدولي بضرورة الاستجابة العاجلة للتغير المناخي

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

الإعصار "بام"
طوكيو ـ علي صيام

تعتقد المنظمات الدولية أنَّ المئات لقوا حتفهم في الكارثة التي تسبّب فيها الإعصار "بام" الذي ضرب جزر فانواتو في المحيط الهادئ بسرعة 270 كلم في الساعة بما يحمله من أمطار طوفانية أسفرت عن سحق البيوت والزوارق في المكان.

ولم يكن من قبيل الصدفة أنَّ الإعصار ضرب البلاد في وقت انعقاد المؤتمر العالمي للحد من مخاطر الكوارث في مدينة سينداي اليابانية، إذ تتوافق الآراء على أنَّ تغيير المناخ يؤدي إلى تغييرات في تواتر وكثافة والمدة والتوقيت للظواهر الجوية البالغة الشدة والأحداث المناخية.

ويمكن أن يسفر ذلك عن أحداث لم يسبق لها مثيل، وعلاوة على أنَّ ضرب هذه الكوارث لأفقر الناس ومجتمعاتهم يعد هو الأصعب مثلما حدث في فانواتو، وسابقًا من الإعصار "هايان" في الفلبين مرورًا بالفيضانات التي حدثت أخيرًا في مالاوي.

وتظهر مشاهد التدمير من فانواتو في أعقاب الإعصار "بام" كيف أنَّ للتغيير المناخي تهديد على الوجود البشري، إذ أنّ الجزر الصغيرة معرضة للأعاصير وارتفاع مستوى سطح البحر؛ كما أنَّ زيادة الانبعاثات والارتفاع في درجات الحرارة يعني أن الجميع أكثر عرضة للكوارث المتعلقة بالمناخ وآثارها المدمرة.

وتكافح أغنى بلدان العالم في التعامل مع تزايد ضراوة الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ، من أعاصير كاترينا وساندي في الولايات المتحدة الأميركية إلى الضرر الذي أصاب الاقتصاد البريطاني جراء الفيضانات عام 2014، ما يتطلب استجابة فعالة على الصعيد العالمي والاعتراف بأن هذا هو التحدي والمسؤولية المشتركة.

ودعا مدافعون عن البيئة، المشاركين في مؤتمر "سينداي" إلى العمل على كل ما من شأنه أن يكون نقطة انطلاق لوضع إطار للحد من خطر الكوارث استنادًا إلى إطار عمل "هيوغو" للعمل على الحد من الكوارث المعتمد عام 2015 ويعزز نهجًا وقائيًا للناس من خطر الكوارث.

ومنذ عام 2005 لقي أكثر من 700 ألف شخص حتفهم وأصيب ما يزيد عن 1,4 مليون شخص جراء الحوادث المناخية، كما أنَّ هناك حوالي 23 مليون شخص أصبحوا بلا مأوى نتيجة الكوارث الطبيعية والمناخية وغيرها من الكوارث التي هي من صنع الإنسان.

كل هذا يعيق ملايين من الأشخاص من التمتع بحقوقهم، لاسيما أنَّه خلال الفترة ما بين عامي 2008 و 2012 فإن حوالي 144 مليون شخص قد شردوا من ديارهم.

ويشهد هذا العام إطلاق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وهي تغطي الكثير من القضايا بداية من الفقر مرورًا بالحد من سوء التغذية والمساواة بين الجنسين وصولًا إلى القضايا المتعلقة بحماية البيئة.

ويتضح جليًا أنَّ التقدم الهائل في جميع هذه المجالات يسير يدًا بيد مع نهج فعال للحد من مخاطر الكوارث، وعلى سبيل المثال لا الحصر إنشاء عيادة جديدة لصحة الأمهات في قرية ساحلية تبتعد عن المخاطر التي ممكن الانجراف إليها من جراء ارتفاع منسوب المياه في البحار.

وهناك اعتقاد بأنَّ الحد من قابلية التأثر بالمخاطر الطبيعية وكذلك المخاطر التي هي من صنع الإنسان هو المفتاح لبناء مجتمعات قادرة على المواجهة، فضلًا عن المطالب الموجهة للأمم المتحدة بزيادة التركيز على الحد من مخاطر الكوارث إلى جانب المستثمرين إذ يجب أن يؤسسوا أعمالهم علي تلبية حاجات الناس في جميع أنحاء العالم والذين يعيشون في أوضاع صعبة. كما يلزم الاهتمام بالدوافع الأساسية للمخاطر مثل الفقر وعدم المساواة وضعف الحكم والنظم الإيكولوجية المتدهورة والصراعات.

وناشد المدافعون عن البيئة، إتباع النهج الفعال الشامل للحد من مخاطر الكوارث، مشدّدين على أن يكون محوره الناس والأخذ في الاعتبار التفاوت بين الجنسين ودور المرأة الحيوي الذي تؤديه في بناء المجتمع، كونها ليست معرضة للكوارث فحسب فهي أيضًا خط المواجهة الفاعلة في الإعداد والتجهيز لمواجهة الكوارث.

الرهانات على مؤتمر سينداي عالية ولكن يبقى هناك تفاؤل بأنَّه سيتم التوصل إلى نتائج إيجابية، لاسيما أنَّ الناس في جميع أنحاء العالم من المجتمع المدني وحتى الشركات مدركين بأنَّ عام 2015 هو العام الذي ينبغي أن تؤخذ فيه القرارات الصعبة.

 

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بام الإنذار الأخير للمجتمع الدولي بضرورة الاستجابة العاجلة للتغير المناخي بام الإنذار الأخير للمجتمع الدولي بضرورة الاستجابة العاجلة للتغير المناخي



GMT 13:37 2022 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف أطول أشجار الأمازون بعد البحث عنها 3 سنوات

GMT 20:17 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

"اللف والدوران"

GMT 00:03 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

أفضل الأماكن في ماليزيا لقضاء شهر عسل لا يُنسى

GMT 13:18 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

أفكار مبتكرة لإدخال اللون الأصفر على مطبخك

GMT 14:18 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

ّأسامة فاضل يؤكد أن "صباح الخير" فيلم لكل أفراد الأسرة

GMT 16:38 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

انجراف التربة يؤدي إلى قطع الطريق بين شفشاون والحسيمة

GMT 04:31 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

سقوط طفلة في بالوعة مفتوحة في بني بوعياش

GMT 03:33 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

توقعات الفلكي الأردني عبود قردحجي للأبراج لعام 2018 بالتفصيل

GMT 04:19 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يعلنون عن أدلة تُظهر استقرار سفينة نوح على جبل أرارات

GMT 06:51 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ميشيل ويليامز تلفت الأنظار إلى إطلالاتها الساحرة

GMT 03:11 2015 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

شابة أميركية تحقق حلمها وتمتهن التصور الفوتوغرافي الجوي

GMT 08:13 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

فوائد سمك السلمون المدخن

GMT 18:03 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

رومان رينز يعتبر عداوته لسينا أفضل ما حدث له
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca