آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

أوضح أن الفصل 220 لا ينسجم مع مقتضيات الدستور

حقوق الإنسان يدعو إلى إلغاء "زعزعة عقيدة المسلم " من القانون الجنائي في المغرب

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - حقوق الإنسان يدعو إلى إلغاء

رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أمينة بوعياش
الرباط ـ الدار البيضاء اليوم

عبّر المجلس الوطني لحقوق الإنسان عن عدم اتفاقه مع مقتضيات القانون الجنائي المتعلقة بحرية ممارسة الشعائر الدينية، خاصة ما ورد في الفصل 220 منه من عقوبات اعتبرها "لا تنسجم مع مقتضيات الدستور، ولا مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان"، وذهب المجلس إلى المطالبة، في التقرير السنوي الذي أصدره حول وضعية حقوق الإنسان بالمغرب سنة 2019، بحذف الفقرة الثانية من الفصل 220 من القانون الجنائي، التي تتضمن العقوبة المتعلقة بـ"زعزعة عقيدة مسلم".

وتنص الفقرة المذكورة على أنه يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات وغرامة من مائة إلى خمسمائة درهم من استعمل وسائل الإغراء لزعزعة عقيدة مسلم أو تحويله إلى ديانة أخرى، وذلك باستغلال ضعفه أو حاجته إلى المساعدة أو استغلال مؤسسات التعليم أو الصحة أو الملاجئ أو المياتم.

كما دعا المجلس إلى حذف الفصل 222 المتعلق بعقوبة الإفطار العلني لرمضان، الذي ينص على أن "كل من عُرف باعتناقه للدين الإسلامي، وتجاهر بالإفطار العلني في نهار رمضان، في مكان عمومي، دون عذر شرعي، يعاقب بالسجن من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من اثني عشر إلى مائة وعشرين درهما".

من جهة ثانية، في ظل استمرار ورود شكايات تتعلق بمزاعم تعرّض معتقلين للتعذيب، سواء خلال عملية توقيفهم أو داخل السجون، كما هو الحال بالنسبة لمعتقلي حراك الريف، أوصى المجلس الوطني لحقوق الإنسان بتقوية آليات مكافحة إفلات مرتكبي التعذيب وسوء المعاملة من العقاب، نظرا لما تكتسيه هذه الجريمة من خطورة.

ودعا المجلس، في تقريره السنوي، إلى أن يعاقَب بنفس العقوبة المتعلقة بجريمة التعذيب الرئيس الذي كان يعلم أنّ أحد مرؤوسيه أو من يعملون تحت إمرته أو رقابته الفعليتين قد ارتكب أو كان على وشك ارتكاب التعذيب، أو تعمّد إغفال معلومات كانت تدل على ذلك بوضوح.

واستعرض التقرير عددا من حالات مزاعم التعذيب التي سبق أن أعدّ حولها المجلس الوطني لحقوق الإنسان تقارير في وقت سابق، مثل حالة ناصر الزفزافي وبعض معتقلي حراك الريف، التي قال المجلس إنه سيتطرق لها بالتفصيل في تقرير سيصدره مستقبلا حول أحداث الريف.

وشدد CNDH على "عدم التذرع بأي أمر أو تعليمات صادرة من سلطة عامة مدنية أو عسكرية أو غيرها لتبرير جريمة التعذيب"، كما أوصى بإضافة مقتضى جديد في مشروع القانون الجنائي، المعروض على البرلمان، ينص على عدم تقادم جريمة التعذيب، ونشر نتائج التحقيقات التي تقوم بها النيابة العامة حتى لو تنازل المشتكي عن شكاية ادّعاء التعذيب.

وبخصوص التظاهر السلمي في الشارع، قال المجلس إنه رصد تزايدا للحركات الاحتجاجية، إذ يصل المعدّل إلى 46 مظاهرة في اليوم؛ كما سجّل أن المحتجين "غالبا لا يتقيدون بالإجراءات القانونية والمسطرية المؤطرة لممارسة هذا الحق على أرض الواقع"، معتبرا أن هذا النزوع المميز للتعبيرات الاحتجاجية "غالبا ما يتسبب في الرفع من منسوب التوتر بين المتظاهرين والسلطات المسؤولة عن إنفاذ القانون والحفاظ على الأمن".

وقدم المجلس الوطني لحقوق الإنسان مجموعة من الحركات الاحتجاجية التي رصدها مراقبوه، محمّلا مسؤولية التدخل الأمني في بعضها إلى المتظاهرين، كما هو الحال في المسيرة المنظمة في ذكرى تأسيس "حركة 20 فبراير" بالرباط، حيث سجّل أن "المتظاهرين تم تنبيههم عبر مكبر الصوت من طرف عميد الشرطة الذي كان يحمل شارة وأمر بتفريق المظاهرة"، وزاد: "وأمام عدم تفرق المحتجين، استعملت القوات العمومية خراطيم المياه والقوة من أجل تفريقهم".

ولتجاوز التوتر القائم بين السلطات والجهات التي تقود المظاهرات الاحتجاجية السلمية، أوصى المجلس الوطني لحقوق الإنسان بـ"عدم إخضاع الحق في التظاهر والتجمع لتقييدات غير تلك المسموح بها طبقا للمقتضيات الدستورية والقانونية والصكوك الدولية لحقوق الإنسان، وضمان حق التظاهر والتجمع السلمي وإن لم يستوفِ مسطرة التصريح والإشعار، والتنصيص على إخضاع عملية استعمال القوة لمراقبة النيابة العامة".

وفي ما يتعلق بحرية الرأي والتعبير، قال المجلس الوطني لحقوق الإنسان إنه سجل بانشغال إدانة بعض المتابعين بسبب نشر مضامين في الفضاء الرقمي، بعقوبات سالبة للحرية، خاصة أن بعض أشكال التعبير التي تُوبع بها بعضهم تحظى بالحماية في المنظومة الدولية لحقوق الإنسان.

وتوقف تقرير المجلس عند عدد من القضايا المتعلقة بمتابعة الصحافيين، ومنها قضية متابعة أربعة صحافيين، والحكم عليهم بستة أشهر موقوفة التنفيذ وغرامة مالية، بتهمة نشر معلومات تتعلق بأعمال لجنة تقصي الحقائق البرلمانية حول الصندوق المغربي للتقاعد، إذ اعتبر أن العقوبة السجينة الصادرة في حقهم، وإن كانت موقوفة التنفيذ، إلا أنه ينبغي أن يتم احترام المعايير الدولية لحقوق الإنسان المتعلقة بحرية الرأي والتعبير.

ودعا المجلس السلطات القضائية إلى التشبث بمبدأي الضرورة والتناسب بما لا يمس الحق في حرية التعبير وحرية الصحافة، وجعلهما في منأى عن كل عقوبة سالبة للحرية، كما دعا إلى تعديل جميع أحكام القانون الجنائي المتصلة بموضوع حرية التعبير، بما يتوافق مع المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

وقد يهمك أيضا :

سعد الدين العثماني يُحذِّر مِن انتهاك الحجر الصحي ويُطالب المغاربة بالصبر

خبراء يؤكّدون تعامل السلطات المغربية بشكل مثالي مع فيروس "كورونا"

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقوق الإنسان يدعو إلى إلغاء زعزعة عقيدة المسلم  من القانون الجنائي في المغرب حقوق الإنسان يدعو إلى إلغاء زعزعة عقيدة المسلم  من القانون الجنائي في المغرب



GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 20:31 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

كومباني يعلن جاهزية مانشستر سيتي لمواجهة ليفربول

GMT 11:14 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

تزيني بمجموعة مميزة من المجوهرات في عيد الحب

GMT 16:31 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

برانت دورتى ينضم لفيلم "Fifty Shades Of Grey"

GMT 01:15 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مميّزات جديدة في هاتف "iPhone X" الجديد من أبل

GMT 11:16 2014 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة وفيتامينات لعلاج النهايات العصبية للجهاز العصبي

GMT 05:31 2016 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

علماء يتوصَلون لمعرفة مسارات طيور السنونو خلال رحلاتها

GMT 00:27 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مناقشة كتاب "أيام من حياتي" سيرة سعد الدين وهبة

GMT 23:31 2017 الأربعاء ,05 إبريل / نيسان

الريان يخرج حمد الله من "جحيم" الجيش القطري

GMT 05:04 2016 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

ضريح القديس يهوذا وحصنه الشاهق يزيّنان جانسي الهندية

GMT 22:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

لمسات مثيرة لرقبة زوجك قبل العلاقة الحميمة

GMT 22:18 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونخ يلتقي فورتونا دوسلدورف 13 كانون الثاني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca