الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم
معطيات جديدة أفرزتها قاعدة بيانات الإدارة العامة للجمارك في جمهورية الصين الشعبية بخصوص التبادلات التجارية بين المغرب والصين لعام 2021، أهمها بدون شك هو اتجاه المغرب إلى تقليص العجز التجاري مع شريكه الاستراتيجي شرق آسيا.
وحسب هذه المعطيات، فقد عرفت الصادرات المغربية منحى تصاعديا منذ عام 2018 الذي تجاوزت فيه الصادرات 706 ملايين دولار (706.900.466 USD)، ثم انخفضت في عام 2019 إلى 633.35 مليون دولار (633.346.602 USD)، وواصلت الانخفاض عام 2020 إلى 595.61 مليون دولار (595.611.279 USD)، قبل أن ترتفع عام 2021 إلى 823.97 مليون دولار (823.967.026 USD)، وهو رقم قياسي لحجم الصادرات المغربية إلى الصين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1958.
وإذا اقتصرت صادرات المغرب إلى الصين سابقا على المعادن الخام والأسمدة والمنتجات الفلاحية، فقد عرف عام 2021 بروز منتجات جديدة ذات قيمة مضافة كبيرة، على رأسها المنتجات الإلكترونية التي تجاوزت صادرات المغرب منها 300 مليون دولار أمريكي (300.287.073 USD)، بنسبة 36.44% من مجمل الصادرات، حققت فيها الدارات المتكاملة ولوحات توزيع الطاقة 258 مليون دولار أمريكي (258.059.458 USD)، في حين قاربت قيمة صادرات قطع غيار الطائرات والمروحيات خمسة ملايين دولار أمريكي (4.939.399 USD)، والكابلات الصناعية ثلاثة ملايين ونصف مليون دولار أمريكي (3.408.329 USD).
من جهة أخرى، حافظت المنتجات المعدنية على نمو مضطرد؛ إذ قاربت الصادرات 240 مليون دولار أمريكي (238.894.895 USD)، بنسبة 28.99% من مجمل الصادرات، جاءت على رأسها منتجات النحاس بقيمة 78.19 مليون دولار أمريكي (78.195.709 USD)، تلتها خامات ومركزات النحاس بقيمة 69.5 مليون دولار أمريكي (69.470.959 USD)، ثم خامات ومركزات الرصاص بقيمة 25.9 مليون دولار أمريكي (25.906.994 USD)، ومعدن الكوبالت بقيمة 16.9 مليون دولار أمريكي (16.900.350 USD)، ومعدن الفضة بقيمة 12.3 مليون دولار أمريكي (12.303.437 USD)، وسبائك الألومنيوم بقيمة 8.52 مليون دولار أمريكي (8.516.248 USD)، والجبس بقيمة 7.45 مليون دولار أمريكي (7.446.651 USD)، وقطع الرخام والحجر الجيري بقيمة 6.74 مليون دولار أمريكي (6.739.560 USD)). فيما تراوحت صادرات الأباتيت المطحون والمنتجات الوسيطة للمعالجة المائية بالنيكل ومركزات المنغنيز ما بين 2 و4 ملايين دولار من الصادرات.
وحلت منتجات النسيج والجلود في المرتبة الثالثة بقيمة 128.08 مليون دولار أمريكي (128.076.232 USD)، بنسبة 15.54% من مجمل الصادرات، حققت فيها الملابس النسائية 83.47 مليون دولار أمريكي (83.467.944 USD) والملابس الرجالية 20.91 مليون دولار أمريكي (20.909.989 USD)، في حين حققت صادرات الجلود 4.52 مليون دولار أمريكي (4.519.819 USD).
وأمام بزوغ صادرات مغربية جديدة إلى الصين، لم يشهد حجم صادرات المنتجات الفلاحية أي تغيير يذكر مقارنة بالسنوات الماضية؛ إذ حققت 31.95 مليون دولار أمريكي (31.955.553 USD)، بنسبة 3.88% فقط من مجمل الصادرات.
أما فيما يخص نوعية المنتجات، فقد تصدرت المنتجات السمكية قائمة الصادرات الفلاحية بقيمة 11.31 مليون دولار أمريكي (11.313.522 USD)، تلتها صادرات الفراولة المجمدة بقيمة 8.59 مليون دولار أمريكي (8.593.772 USD)، والسكر المحبب بقيمة 7.39 مليون دولار أمريكي (7.386.391 USD)، فيما لم تتجاوز قيمة صادرات الليمون وباقي الفواكه 1.29 مليون دولار أمريكي (1.286.921 USD).
يتضح من المعطيات أعلاه أن الزيارة الملكية التاريخية إلى الصين في شهر مايو 2016، وما تلاها من أنشطة تواصلية وثقافية بين البلدين، أفضت إلى انتعاش كبير للنشاط التجاري بينهما.
والتركيبة الجديدة لصادرات المملكة التي عرفت طفرة في منتجات جديدة ذات قيمة مضافة أعلى من المواد الخام، نخص بالذكر المنتجات الإلكترونية ومنتجات النسيج والجلود، ترجع بالأساس إلى اختيار العديد من الشركات الغربية والصينية الرائدة في هذا المجال المناطق الصناعية بالمغرب لتصنيع وتصدير منتجاتها مباشرة إلى الصين، وكذلك بوادر اهتمام بعض المصنعين المغتربين بالسوق الصينية، وتوجه التجار الصينيين المقيمين بالمغرب إلى التصدير نحو الصين نتيجة التفتح الكبير الذي عرفته الحكومة الصينية في إطار سياساتها الرامية إلى تشجيع الواردات بالنسبة للدول المنخرطة في مبادرة الحزام والطريق، وهو ما سيساعد المغرب حتما على تقليص العجز التجاري مع الصين واستفادة الاقتصاد الوطني من التفتح على سوق المليار ونصف المليار نسمة.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر