لا تقل هذا خطأ وتصمت قل لنا ما هو الصواب

الدار البيضاء اليوم  -

لا تقل هذا خطأ وتصمت قل لنا ما هو الصواب

بقلم - عماد الدين أديب

أسهل شىء فى بلادنا الكلام، والشىء الوحيد الذى يستمتع به الناس أكثر من الكلام هو الشكوى.

كلام وشكوى وتشكيك، لكن دون وجود رؤية إيجابية أو حلول عملية.

نحن نتحدث عن المشكلة ولكن لا نتحدث -أبداً- عن الحل.

وإذا هدانا الله وتحدثنا عن الحل كان رأينا انطباعياً، غير مستند على حقائق، وغير مبنى على معلومات دقيقة.

وإذا قام غيرنا وتحمل المسئولية وتصدى إلى الحل نيابة عنا شككنا فى نواياه أو فى قدرته أو فى أسلوبه فى الحل.

إنها رؤية عدمية سوداوية تراكمت فى الوجدان المصرى نتيجة شك متأصل وتاريخى نما منذ آلاف السنين نتيجة الوعود الكاذبة التى عانى منها شعب مصر فأصبح لا يثق فى حلول ولا فى أصحاب هذه الحلول.

ورجل الشارع المصرى له عبارات شهيرة يمكن أن تكون بمثابة حكمة بليغة مثلما تقول لأحد: «مش كده يا باشا»، فيرد عليك: «طيب يا سيدى قل لى إزاى؟».

ومعنى العبارة البسيطة إذا كنت ترى خطأ فيما أفعل فما هو الصحيح من وجهة نظرك؟

أخطر ما فى أن تقول لأحد إنه مخطئ دون أن تبنى رأيك على دلائل ودون أن تقدم له البديل الصحيح، هو أنك تتحول من ناصح إلى مدمر، ومن شخص يبدو للوهلة الأولى أنه إصلاحى إلى شخص عبثى وعدمى.

الناقد الفنى لفيلم سينمائى، مثلاً، لا يكتفى بوصف العمل الفنى بأنه سيئ، لكنه يقدم رأيه فى التمثيل والإخراج والحبكة الدرامية والسيناريو وكل العناصر الفنية حتى يدلل على رأيه.

خبير الطعام الذى يسمى «ذواقة» لا يكتفى بوصف ما تذوقه بأنه «رائع» أو «سيئ» ولكن يتحدث بالتفصيل عن الرائحة، وطريقة عرض الطعام، والمكونات، وطريقة الطهو.

الناقد الكروى لا يكتفى بالقول إن فريق ريال مدريد -مثلاً- كان دون المستوى، ولكن يتحدث عن تشكيل الفريق وخطة المدرب وأداء اللاعبين، واللياقة البدنية، وانتشار اللاعبين وحركتهم بالكرة ودون كرة ومدى التزامهم بالخطة، وهكذا.

باختصار، من حق أى إنسان أن يقوم بتقييم أى شىء، وأن ينتقد ما يريد، أو أن يدعو إلى ما يعتقد، شريطة أن يبنى ما يقول على قاعدة من الفهم والمعلومات والأدلة ويخلص إلى نتائج منطقية.

وكما قلنا سابقاً: «اللى مش عاجبه يقول لنا -مشكوراً- إزاى».

لا يجب أن تكتفى بأن تقول إن هذا خطأ وتصمت.. أرجوك قل لنا ما هو الصواب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تقل هذا خطأ وتصمت قل لنا ما هو الصواب لا تقل هذا خطأ وتصمت قل لنا ما هو الصواب



GMT 04:10 2017 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

هل يثق العرب فى بعضهم؟

GMT 05:22 2017 الخميس ,31 آب / أغسطس

من قتل ناجي العلي؟

GMT 05:19 2017 الخميس ,31 آب / أغسطس

جلب وليد الكردي.. وقرار الثلاثاء المفاجىء

GMT 05:42 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

حرب 'حزب الله' المستمرة على لبنان

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 00:01 2018 الأربعاء ,16 أيار / مايو

دجاج على الطريقة الصينية "دجاج كانتون"

GMT 22:00 2017 الأربعاء ,19 تموز / يوليو

الارشيف الوطني ومشجب أسرار الدفاع الوطني

GMT 03:34 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

طرح منزل الكشافة بادن باول للبيع مقابل 3.5 مليون استرليني

GMT 16:43 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

متشرد يوقف "طرامواي’" الدارالبيضاء في الحي المحمدي المغربي

GMT 11:24 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الفنان حسن كامي والفنانون ينعوه برسائل مؤثرة

GMT 06:35 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر نفط عُمان يرتفع الى 71.14 دولار الخميس

GMT 12:44 2018 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

هوجو جاستون يحرز ذهبية التنس في أولمبياد الشباب

GMT 07:00 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ألوان ظلال الجفون "الصارخة" تسيطر على موضة الخريف

GMT 22:22 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

اكتشفي طرق سهلة و مريحة لتنظيف أواني الطهي

GMT 07:08 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على سبب تسمية الجامع الأزهر

GMT 04:42 2018 الخميس ,14 حزيران / يونيو

حجز أدوية مهربة وغير مرخصة في بني ملال

GMT 17:41 2018 الأحد ,27 أيار / مايو

نجوم الكرة يتعاطفون مع النجم صلاح

GMT 08:51 2018 السبت ,19 أيار / مايو

6 حلول فعالة لعلاج قشرة الشعر الموسمية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca