الكاظمي... هل ينقذ العراق؟

الدار البيضاء اليوم  -

الكاظمي هل ينقذ العراق

عبدالرحمن الراشد
بقلم : عبدالرحمن الراشد

إشارات من بغداد توحي بالتغيير؛ فقد أُزيلت جدارية عملاقة للجنرال الإيراني قاسم سليماني كانت معلّقة في محيط المطار، وبالقرب من المكان الذي قُتِل فيه. وقوة أمنية أغارت على مقر حزب «ثأر الله» في البصرة، الذي كان يهدد المتظاهرين، والأميركيين، ويجاهر بولائه لإيران.

الجديد في العراق هو مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء، الذي فاز بأغلبية الأصوات البرلمانية.
غالبية الفرقاء العراقيين، والقوى الإقليمية، وكذلك الولايات المتحدة وروسيا، يُجمِعون هذه المرة على أن في بغداد قيادة يمكن التعامل معها.
ويترافق صعود الكاظمي في الساحة السياسية العراقية، مع بدء العد التنازلي للانتخابات الأميركية، التي ستؤثر نتائجها بشكل حاسم على إيران وعلاقات المنطقة معها، ومن ضمنها منطقة الخليج.
أصعب مهام الكاظمي أن ينقذ العراق من إيران التي تريد السيطرة عليه، وأن يدفع ببلاده بعيداً عن أخطار الصراع الأميركي - الإيراني، الذي وصل إلى مرحلة خطيرة؛ بعدما كشف الأميركيون عن عزم إيران إحداث فوضى أمنية سياسية في بغداد، تتبعه سريعاً تصفية أبرز قادة إيران العسكريين، قاسم سليماني، وأتباعه من قادة ميليشياته، وتلاه التصعيد ضد الوجود الأميركي العسكري في العراق. هذه كانت أعلى مرحلة صدام على التراب العراقي.
بُعيد انتخاب الكاظمي برلمانياً ليكون رئيس الوزراء، أعلنت الحكومة الأميركية موافقتها على السماح للعراق، استثناءً، بأن يشتري البترول من إيران لتغطية حاجاته من الطاقة. وهو، في الحقيقة، إغراء للإيرانيين مقابل تحجيم نشاطات الفوضى في العراق.
بعد حيدر العبادي وعادل عبد المهدي، رئيسي وزراء العراق السابقين، تنتقل المشاكل نفسها في عهديهما إلى الكاظمي؛ فإيران متغلغلة في مفاصل البلاد ومؤسساتها الأمنية والعسكرية والدينية، والتصدعات الطائفية والمناطقية، والفساد والعجز المالي الحكومي، الذي تضاعف مع انهيار أسعار النفط، والاحتجاجات التي تهدد بالعودة على نطاق واسع. الكاظمي يحتاج إلى الثقة الشعبية في الحكومة، وإلى تعاون البرلمان معه حتى يلبي طلبات المتظاهرين. وسيحتاج إلى السيطرة سريعاً على الميليشيات، و«إعادة الهيبة للمؤسستين العسكرية والأمنية»، كما قال أمس.
قائمة توقعات العراقيين طويلة، وما تنتظره دول المنطقة والقوى الدولية منه، أيضاً، لا يقل صعوبة. إنما الذي يجعل الكاظمي في وضع أفضل أنه جاء دون خلافات مسبقة. وعلاقاته مع الجميع، بمن فيها الأطراف المتحاربة، أيضاً جيدة. هذه تؤهّله لأن يتحرك إلى الأمام في الأشهر القليلة المقبلة، مستفيداً من علاقاته، واستعداد الأغلبية للتعاون معه من أجل إخراج العراق من المأزق الذي يصارع للخروج منه منذ سنوات. وتشافي العراق وتأهيله هو في صالح الجميع، ويعطي أملاً في تعافي بقية منطقة الشرق الأوسط، التي تمر باضطرابات لم تشهد مثلها منذ عقود. إطفاء أزمات العراق سيساعد المنطقة على الخروج من عالم الفوضى، أخيراً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكاظمي هل ينقذ العراق الكاظمي هل ينقذ العراق



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:19 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بناء منزل مقوس يشبه ثعابين الريف الإنجليزي على يد زوجان

GMT 14:05 2021 الجمعة ,10 كانون الأول / ديسمبر

محمد الريفي يكشف تفاصيل معاناته بعد انتشار فيديو له

GMT 06:08 2018 الخميس ,01 آذار/ مارس

إبراهيم نصر طاقة فنية كبيرة لم تستغل بعد

GMT 06:31 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 08:31 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

فساتين زفاف مبتكرة في عام 2018 لإطلالات جريئة للعروس

GMT 03:46 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

وقف احتساب علامات دورة الحاسب الآلي في مدارس بريطانيا

GMT 18:55 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

التليفزيون المصري يعرض مسلسل "وكسبنا القضية" المميّز

GMT 13:22 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

10أعوام سجنًا في حق صحافي بتهمة هتك عرض قاصر

GMT 03:53 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

موظف في "أرامكو" لم ينم لمدة ليلتين متواصلتين بسبب "فيلم"

GMT 07:49 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد المغربي يعاقب عبد الرحيم طاليب و خوان غاريدو

GMT 12:17 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد السمسم وزيته كمقوي للمبايض

GMT 07:36 2016 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

مغامرة الوقوف على صخرة ترول تونجا البارزة في النرويج

GMT 13:05 2015 السبت ,15 آب / أغسطس

انتحار إمرأة من فوق سطح منزلها في مراكش

GMT 00:26 2016 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أمور سخيفة للغاية يتشاجر عليها الزوجين
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca