مشاهد استثنائية ببن يدي مؤتمر pjd

الدار البيضاء اليوم  -

مشاهد استثنائية ببن يدي مؤتمر pjd

بقلم - عبد العالي حامي الدين

هي لوحة سياسية مزركشة بألوان غير منسجمة إلى حد التناقض، من الصعب إخضاعها للمنطق من أجل فهمها وتحليلها:
المشهد الأول: حزب يحقق انتصارات سياسية باهرة ومتتالية من النجاحات الانتخابية المستحيلة.. ومع ذلك في قمة صعوده تلبس روح الهزيمة جزءاً معتبراً من عقله السياسي ويتجه نحو الانحدار عن طواعية وبإصرار!! بينما عبر التاريخ والجغرافيا العكس هو الذي ينبغي أن يقع.. المؤسسات والهيئات والتنظيمات السياسة تتدرج في الصعود إلى القمة إلى حين بلوغها والاستقرار بها لمدة، حيث يقبل الناس أفواجاً على مشروعها السياسي ويلتفون حوله، إلى أن تبدأ في الانحدار بتؤدة أو بسرعة على حسب الأحوال.
المشهد الثاني: قنوات عالمية ووكالات أنباء دولية وسفارات أجنبية معتمدة أصبحت تتابع تعديل المادة 16 من النظام الأساسي للحزب وأخبار اجتماع لجنة مغمورة ضمن هياكل حزب العدالة والتنمية، كمن يتابع إقصائيات دوري كروي عالمي، بينما أمست أدبيات النقاش السياسي والحجاج القانوني الحزبي رائجة بين عموم المواطنين.. لكن العقل السياسي ذاته الذي لبسته روح الهزيمة يرى في ذلك أن الشأن الحزبي أصبح مسخرة أمام العالم، بعدما أصبحت نقاشاتنا الداخلية حديث الصحافة العالمية!! إنها عقلية “الطائفة” التي لازالت تسكن الحزب الذي حملته أصوات مئات الآلاف من المواطنين لتصدر المشهد السياسي بالبلاد..
المشهد الثالث: تلقيت سؤالا مباشراً من أحد الأصدقاء: “ألا تلاحظ أن هناك فرزاً واضحاً بين المؤيدين والمعارضين لاستمرار عبدالإله بنكيران، وهو فرز له علاقة بالمراكز السياسية لأصحابه”. قلت له: “كيف”؟ قال: “إن كل الوزراء غير واحد، وأغلب رؤساء الجماعات ورؤساء الجهات، وأغلب أصحاب المسؤوليات البارزة اصطفوا في خندق واحد، بينما اصطف الشباب الذين يوصفون باليافعين في السياسة والبسطاء من الأعضاء في المقلب الآخر”..
حاولت إقناعه بأني لا أرى المشهد بهذه الصورة، وبأن هناك استثناءات. فأجابني بكل ثقة: “إنه الاستثناء الذي يؤكد القاعدة”.. فتذكرت قوله تعالى على لسان قوم نوح: “وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلنا”..
المشهد الأخير: في هذه الظروف وكأني بالمرحوم عبدالله بها يتابع بتركيز هادئ النقاش الجاري بين إخوانه، بعدما دب بينهم خلاف عاصف لم يسبق أن عاشوا مثله من قبل، فينهي الخلاف بينهم قائلا: “إن ما تعانونه اليوم، هو من نتائج “البلوكاج” السياسي، الذي حاول من خلاله البعض تحويل هزيمته الانتخابية إلى انتصار سياسي.. لا تهدوه انتصاركم الانتخابي والسياسي تحت عناوين تنظيمية وداخلية. إن ما قدمناه لم يكن إلا خدمة للسياسة النبيلة التي تعلي من شأن الوطن.. ونهوضا بمهمة الإصلاح الذي من أجله جئتم”…
رحم الله السي عبدالله بها ..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشاهد استثنائية ببن يدي مؤتمر pjd مشاهد استثنائية ببن يدي مؤتمر pjd



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 10:09 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

ضعيف يكشف عن لائحة مجلس المكناسي لكرة السلة

GMT 17:28 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ساحرة من التنانير الكلوش لمظهر أنثوي مثير

GMT 14:39 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يقترض من البنك الدولي 200 مليون دولار أميركي

GMT 04:12 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

ديانا كرازون تظهر بإطلالة مبهرة في حفلة خاصة في قطر

GMT 00:44 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

فريق الأهلي يُحقق فوزًا رائعًا على نظيره الأوليمبي

GMT 12:57 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الاستهتار" يدفع حكم لقاء سبورتنغ والطيران لإلغاء المباراة

GMT 06:13 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل "بالمختار" من إدارة المرصد المغربي للتنمية البشرية

GMT 19:27 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

الدرهم المغربي ينخفض أمام الدولار الأميركي بنحو 0.0001

GMT 19:16 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

ما مدى دقة اختبار الحمل المنزلي؟
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca