لو أن موسى لقي فرعون (بفالوذج)

الدار البيضاء اليوم  -

لو أن موسى لقي فرعون بفالوذج

مشعل السديري
بقلم : مشعل السديري

من المعروف أن بلاد العرب - خصوصاً الجزيرة العربية - كانت شحيحة بمواردها من الفواكه، ومن المستحيل أقول (الحلويات)، فقد يولد الإنسان في تلك البلاد ويشب ويهرم ويموت، بدون أن يتذوق طعم الحلاوة.
ومن أهم أصناف الحلوى التي تعلموا أكلها قديماً في شهر رمضان هي: (الفالوذج) - ناهيكم الآن عن (أم علي) و(عش البلبل) و(صوابع زينب) و(غزل البنات) و(زنود الست) - وجميعها (أدمنت) أنا في وقت سابق على أكلها، بل ولهطها كذلك - وتشير أخبار العرب إلى أن أول من عمل الفالوذ في بلاد العرب (عبد الله بن جدعان)، وكان سيداً شريفاً من مطعمي قريش، فقد وفد هذا القرشي على كسرى وأكل لديه الفالوذ، فابتاع من عنده غلاماً يحسن طبخها وقدم به إلى مكة فصنع الفالوذ ووضع موائده بالأبطح عند باب الكعبة ثم نادى: من أراد أن يأكل الفالوذ فليحضر.
واتفق أن حضر هذه الواقعة التاريخية الشاعر المعروف (أمية بن أبي الصلت) فسجل بأبياته أول وصف عربي للفالوذ أو الفالوذج وهو يمدح ابن جدعان فقال:
لكل قبيلة رأس هاد
وأنت الرأس تقدم كل هادي
له داع بمكة مشمعل
وآخر فوق دارته ينادي
إلى ردح من الشيزى ملاء
لباب البر يلبك بالشهاد
كان لابن جدعان جفان كبار يأكل منها القائم والراكب ويروى أن صبياً وقع في إحداها فغرق فيها من شدّة اتساعها، فضرب بها المثل في العظمة، وسمع الحسن البصري من يعيب الفالوذ فقال: إنه لباب البر، مخلوط بلعاب النحل بخالص السمن، ما عاب هذا مسلم قط، ثم تلا قوله تعالى: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق).
وثمة طرائف تناقلتها المصادر العربية تدور جميعها حول الفالوذج، منها أنه قيل لأبي الحارث: ما تقول في الفالوذج؟ فقال: وددت أن الموت والفالوذج اعتلجا في صدري إلى يوم القيامة! والله لو أن موسى لقي فرعون بفالوذج لآمن ولكن لقيه بعصا!!
ويقال إن أعرابياً جلس على مائدة (سليمان بن عبد الملك) الأموي فأتى بفالوذج فأخذ الأعرابي يأكل منه بشراهة، فقال سليمان: أتدري ما تأكل يا أعرابي؟ فقال بلى يا أمير المؤمنين، إني لأجد ريقاً هيناً ومزدرداً ليناً وأظنه الصراط المستقيم الذي ذكره الله في كتابه. فضحك سليمان وقال: أزيدك منه يا أعرابي؟ فإنهم يذكرون أنه يزيد في الدماغ، فرد عليه الأعرابي بكل براءة قائلاً: لا تصدق ذلك يا أمير المؤمنين، فلو كان الأمر كذلك لكان رأسك الآن أكبر من رأس البغل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو أن موسى لقي فرعون بفالوذج لو أن موسى لقي فرعون بفالوذج



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 15:10 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

رئيس الرجاء يحاول اقتناص لاعبين أحرار بدون تعاقد

GMT 05:33 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن موقع هبوط يوليوس قيصر لغزو بريطانيا

GMT 09:33 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

عهد التميمي

GMT 10:19 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الروسي يعلن وصول أول كتيبة من سورية إلى موسكو

GMT 11:50 2016 الثلاثاء ,20 أيلول / سبتمبر

مقتل 4 من عناصر "بي كا كا" في قصف تركي شمالي العراق

GMT 06:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

8 معلومات مهمة عن "جسر العمالقة" تزيد الفضول لزيارته

GMT 17:21 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب الأرجنتين يعلن عن تشكيلته لمواجهة البرازيل

GMT 00:21 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

صحيفة بريطانية تكشف أفضل 10 فنادق في مدينة روما

GMT 22:46 2017 الخميس ,28 أيلول / سبتمبر

حسن الفد يعيد شخصية كبور من خلال عرضه " سكيتش"

GMT 16:29 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

2016 عام حافل بالأنشطة والعروض في الدار العراقية للأزياء

GMT 04:38 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مرضٌ خطير يصيب الأبقار ويعزل عشرات القرى في سطات

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,11 آذار/ مارس

وفاة الممثل المسرحي المغربي إدريس الفيلالي

GMT 00:11 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تحف فنية من الزخارف الإسلامية على ورق الموز في الأردن

GMT 23:14 2016 الإثنين ,25 إبريل / نيسان

ماهي فوائد نبتة الخزامى ( اللافندر )؟

GMT 00:00 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

Velvet Orchid Lumière Tom Ford عطر المرأة الرومانسية

GMT 20:32 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حيوانات الرنة مهددة بالانقراض بسبب تغير المناخ
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca