بقلم : مشعل السديري
أثناء الاحتفال بجلوس ملكة بريطانيا (إليزابيث الثانية) على العرش عام 1953 – أي قبل 69 عاماً، دُعي الملك عبد العزيز لحضور هذه المناسبة، فأناب عنه ابنه الملك فهد بن عبد العزيز – الأمير في ذلك الوقت.
وعند الحضور في المحفل، لاحظ الأمير فهد أن ترتيبه في الجلوس على الكراسي متقدم على كرسي ولي عهد اليابان، فأدباً منه طلب تبادل الكراسي بينهما، واعتبر ولي العهد ذلك التصرف تكرّماً من الأمير فهد، وعندما عاد إلى بلاده ذكر للإمبراطور ما حدث، فسُرّ الإمبراطور وأصدر أمره فوراً أن تكون أول زيارة يقوم بها أي ولي عهد جديد تكون للمملكة العربية السعودية.
ومنذ ذلك الوقت حتى الآن نُفذ هذا الأمر والتقليد، وفي هذا الشهر نصّبوا الأمير (اكيشينو) ولياً لعهد إمبراطور اليابان، وستكون كالمعتاد أول زيارة له للسعودية، ولولا أن التقاليد اليابانية التي لا تقبل أن يكون ولي العهد امرأة، لكانت تلك الولاية من نصيب ابنة الإمبراطور الأميرة الحسناء (ايكو) البالغة من العمر 18 ربيعاً – ومع الأسف حُرمنا من زيارتها.
***
تطوع بريطانيون أصيبوا بعدوى (كوفيد - 19) سابقاً لإجراء تجارب عليهم، بتعريضهم للإصابة مرة تلو أخرى بفيروس كورونا؛ بهدف فحص الاستجابات المناعية، ويتفاوت عدد المرات بالنسبة للمتطوعين، والذي كسر المعدّل هو رجل في الخمسين من عمره، حيث لفظ أنفاسه وهم يشكّون الإبرة في عضده للمرة (التاسعة).
يا شين الحماسة التطوعيّة التي هي (على غير سنع) – أي على طريقة (كبّها وابرك عليها) من دون تفكير وتبصّر، مثلما فعل ذلك الأهوج، لا أريد أن أقول له وقد انتقل إلى العالم الآخر: (بالهاوي والذيب العاوي)، ولكن يا ليته خفف الحماسة واللعب قليلاً (ولزم أرضه) وخلّى عنده دم، وترك تلك النصيحة التي لا تختلف عن (الهياط) بشيء.
***
أثار أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر المصرية الدكتور سعد الهلالي، جدلاً كبيراً بعد تصريحه عن أمنيته باستخدام مناديل مبللة في الوضوء ترشيداً لاستهلاك المياه، وهي تفي بالغرض، بدلاً من الإسراف الذي نهى عنه رب العالمين - انتهى.
وما أكثر ما شاهدت في مطارات المملكة أثناء سفراتي، إذا جاء وقت الصلاة وتقاطر المسافرون على الحمامات للوضوء، فإنهم لا يمسحون على أقدامهم – حيث إن الله تعالى أجاز المسح على الخفين - ولكنهم يصرّون على أن (يفشخوا) بأقدامهم على المغاسل المرتفعة، ويكاد الواحد منهم ينفزر من الألم، بل إن بعضهم سقطوا وتكسروا وكسروا المغاسل معهم.