فوضى الحجامة وخرافة الدم الفاسد

الدار البيضاء اليوم  -

فوضى الحجامة وخرافة الدم الفاسد

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

أرسل لى بعض الأصدقاء إعلانات حجامة وضعها بعض الأشخاص، ومنهم أطباء وإخصائيو علاج طبيعى، وبالطبع فيهم دعاة ورجال دين وأصحاب صالونات حلاقة ودايات.. إلخ، مكتوب رقم الموبايل على «فيس بوك» أو على حائط تحت الكوبرى أو على جدار جامعة! قررت أن أكتب هذا المقال وأوجّه استغاثة لوزير الصحة، وهو رجل محترم ولن يرضى عن تلك الفوضى، ما يحدث من تشريط لأماكن معينة فى الجسم لينزف الدم الذى يدّعون كذباً أنه دم فاسد ليدخل فى أكواب، هو تجارة بالمرضى، جريمة طبية اسمها فى القانون إحداث جرح عمدى بدون ضرورة طبية، المفروض لا يمسك بالمشرط ويحدث جرحاً لإجراء عملية يحتاجها المريض إلا طبيب متخصص، مثل السلاح الذى لا يُسمح به إلا لضابط الجيش أو الشرطة، فأن تخترع أنك ستشرط المريض بالموس لكى تخرج منه الدم الفاسد فأنت ترتكب جريمة ومكانك الطبيعى خلف القضبان، فلا يوجد شىء اسمه دم فاسد يخرج من مناطق معينة فى الجسم، نحن فى معامل التحاليل ومن خلال نقطة دم نقرأ خريطة وظائف جسمك وأيضاً خريطتك الجينية، فالدم ليس علبة بلوبيف منتهية الصلاحية وفسدت خارج الثلاجة.

الدم الفاسد هذا هراء وخرافة لا تليق بأن تتداول فى بلد اخترع الطب، أما خرافة أنه يشفى ثمانين مرضاً، منها المتناقض والمتضارب، فهذه أكبر مسرحية كوميدية عبثية نعيشها. تخيلوا، وهذا مقتبس من مراجع أهل الحجامة الكرام، أن الحجامة تشفى الروماتيزم، والنقرس، والشلل النصفى، والكلى، وضعف المناعة، والبواسير وتضخم البروستاتا، والغدة الدرقية، والضعف الجنسى، وارتفاع ضغط الدم، وقرحة المعدة، والقولون العصبى، والتبول اللاإرادى فى الأطفال، وضيق الأوعية الدموية، وتصلب الشرايين، والسكر، ودوالى الساقين، والسمنة، والنحافة، والعقم، والصداع الكلى والنصفى، وأمراض العين، والكبد، والكلى، وضعف السمع، والتشنجات، وضمور خلايا المخ، ونزيف الرحم، وانقطاع الطمث والسرطان، والشلل والروماتيزم والربو والشقيقة والضعف الجنسى!! كيف وما هو الباثولوجى وما هى المادة الفعالة..؟

كل هذا غير مهم، المهم أنه يعالج النحافة والسمنة وضعف الانتصاب عند الرجل وانقطاع الدورة عند المرأة فى الوقت نفسه؟! والغريبة أن الملايين ما زالوا مصدقين!! أما القنبلة الكبيرة فهى أوقات الحجامة المستحبة، يا سلام! اسمع يا مؤمن هذا الكلام العلمى المهم الذى سيغلق كليات الطب بعد الاستغناء عنها ويجعل الأطباء عمالة زائدة تعمل فى إصلاح بوابير الجاز، يقول الحجامون الخبراء فى الشغلانة إن الحجامة يجب أن تكون فى الأيام 17، و19، و21 من كل شهر هجرى، والتى تتزامن مع أيام الاثنين، أو الثلاثاء، أو الخميس، كما يُنصح أن تكون جلسة العلاج فى ساعات الصباح الباكر قبل اشتداد الحرّ!! السؤال ما علاقة يوم الخميس بالدم الفاسد بالعلاج بيوم سبعتاشر وتسعتاشر!! إنها الفخفخينا العلمية والحواوشى الذى يحتوى على كل شىء بما فيه الكاوتش وغطيان الكازوزة والنفايات إلا اللحم!

لو الحكاية شوية ماساج وتدليك مع كاسات هوا للإنعاش كان يبقى ماشى، لكن أن تتحول لسبوبة ومذبحة دموية فى كبايات وهمية، هنا هى جريمة مكتملة الأركان، وماينفعش نعيش فى جلسة زار جماعى تحت فزاعة إوعى تقرب ده طب نبوى، همسة فى أذن كل حجام متشنج دفاعاً عن سبوبته، أبولهب أيضاً كان يستخدم الحجامة! فأرجوك لا ترهبنى بكلمة طب نبوى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوضى الحجامة وخرافة الدم الفاسد فوضى الحجامة وخرافة الدم الفاسد



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 10:09 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

ضعيف يكشف عن لائحة مجلس المكناسي لكرة السلة

GMT 17:28 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ساحرة من التنانير الكلوش لمظهر أنثوي مثير

GMT 14:39 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يقترض من البنك الدولي 200 مليون دولار أميركي

GMT 04:12 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

ديانا كرازون تظهر بإطلالة مبهرة في حفلة خاصة في قطر

GMT 00:44 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

فريق الأهلي يُحقق فوزًا رائعًا على نظيره الأوليمبي

GMT 12:57 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الاستهتار" يدفع حكم لقاء سبورتنغ والطيران لإلغاء المباراة

GMT 06:13 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل "بالمختار" من إدارة المرصد المغربي للتنمية البشرية

GMT 19:27 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

الدرهم المغربي ينخفض أمام الدولار الأميركي بنحو 0.0001

GMT 19:16 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

ما مدى دقة اختبار الحمل المنزلي؟
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca