2021!

الدار البيضاء اليوم  -

2021

حسين شبكشي
حسين شبكشي

هل من الممكن استشراف سنة 2021 بعيداً تماماً عن سنة 2020؟، طرحت هذا السؤال على نفسي بكل جدية وموضوعية، وتوصلت إلى إجابة أنه لا يمكن القيام بذلك. فعلى ما يبدو أن 2020 ستلقي بظلالها على السنة التي تليها. فإذا سألت عن موعد انعقاد دورة طوكيو للألعاب الأولمبية 2020، ستأتيك الإجابة سريعاً بأنها في 2021، والإجابة نفسها ستكون عند الإجابة عن موعد معرض «إكسبو دبي 2020»، وبطولة «يويفا 2020» لكرة القدم. ولكن هذه الظلال لن تمنعنا من محاولة استشراف أهم المؤثرات والتيارات المتوقعة في العام المقبل مع قرب انتهاء السنة الحالية، التي لم يبق فيها إلا أيام قليلة ومعدودة.

يتوقع لسنة 2021 أن تكون سنة الصحة والعلم، بحيث ينعكس ذلك بالإيجاب على القطاعات المعنية من جامعات، ومعامل، وشركات، وكيانات استثمارية في المجالات المعنية.

ستدعم الصين عملتها الرقمية الجديدة بقوة، لتجعلها وسيلة استثمار جاذبة وجديدة ومميزة، لتنافس هيمنة الدولار الأميركي على العالم، وكذلك ستسعى الصين إلى دعم غير مسبوق لبورصة هونغ كونغ لتنافس بجدية بورصة نيويورك العملاقة في أسواق رأس المال؛ لأن الفجوة لا تزال كبيرة جداً لصالح بورصة نيويورك. كما تدرك الصين تماماً أنها حتى تكون القوة الاقتصادية الأولى في العالم، فلا بد أن تكون سوقها المالية في صدارة أسواق العالم، وفي هذا التحدي يبدو المشوار الصيني طويلاً.

وفي سوق المعادن يبدو أن النجم القادم سيكون «الفضة» مع ارتفاع الطلب المتوقع على ألواح الطاقة الشمسية (والتي تدخل الفضة كأحد المكونات المهمة فيها) بديلاً للطاقة، وصديقاً للبيئة، مع تحسن فاعليتها وإنتاجيتها وانخفاض تكلفتها بشكل واضح وملحوظ. وسيكون ذلك مصاحباً مع انخفاض حاد في قيمة الدولار الأميركي واستقرار في أسعار البترول.

ومع الصعود الصاروخي لنفوذ الصين في شرق آسيا، وخصوصاً في الجانب العسكري، والذي يهدد بضم قسري لهونغ كونغ وتايوان للصين كأمر واقع، كما فعلت في بعض المواقع البحرية المتنازع عليها مع دول آسيوية مختلفة، قد يدعو كل ذلك إلى تسليح الجيش الياباني بشكل تقليدي (تم حظر تسليح جيش اليابان إلا في أضيق الحدود الدفاعية كشرط من شروط استسلام اليابان، ودعمها اقتصادياً بعد نهاية الحرب العالمية الثانية)، وسيكون أيضاً دعم تايوان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا عسكرياً مسألة محورية لأميركا على ما يبدو.

وفي ظل الحديث المتزايد، عن اتفاق نووي جديد مع إيران، يربط الغرب الاتفاق المنشود بشروط جديدة، إلا أن أطرافاً خارج هذا الاتفاق قد يكون لها كلام يجبأخذه في الاعتبار، والمقصود هنا كل من روسيا والصين، اللتان تعتبران استثماراتهما في فترة مقاطعة الغرب لإيران يجب ألا تكون حصاداً للغرب، فبالتالي من المتوقع أن يكون لهذا الموقف «ثقلاً» خلف الكواليس يحسب حسابه، وخصوصاً في ظل الحديث عن مرحلة إيران ما بعد خامنئي، وهي مرحلة تشير إلى قيادة تنصب في أعلى سلطة بإيران تنتمي إلى جيل جديد، ليس لديه الشرعية الدينية ذاتها التي حازها الخميني وخامنئي؛ مما قد ينعكس على مفاصل الدولة والشارع الإيراني نفسه بطبيعة الحال.

لبنان سيواجه مصيراً غامضاً بكل ما تعنيه الكلمة؛ فالوضع الاقتصادي وصل للقاع، واتفاق الميليشيا المسيطرة مع المافيا الحاكمة أخذ الدولة والمواطن أسرى إلى المجهول، بسبب رهان تنظيم ميليشيا «حزب الله» الإرهابي المسيطر على اتفاق نووي جديد لإيران (وهي الدولة التي يأتمر بها مالياً وسياسياً).
بالنسبة إلى ألمانيا، فيبدو أنها تستعد للعب دور المنقذ المالي مجدداً في القارة الأوروبية العجوز، والدور هذه المرة سيكون من نصيب فرنسا، التي أنهكها «كوفيد - 19»، ومظاهرات السترات الصفر الاحتجاجية، وأثّر بشكل حاد وسلبي للغاية على منظومتها الاقتصادية، مع التوقع بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيبقى من دون اتفاق يغطي مصالح الطرفين.

الأسواق الناشئة، سيكون هذا التعريف من نصيب القارة الأفريقية بشكل حصري، والتي ستشهد استثمارات في قطاعات مختلفة، وتحديداً في البنية التحتية من طرق وجسور، ومحطات توليد كهرباء ومياه وصرف صحي، ومطارات وموانئ وسكك حديدية، ومستشفيات ومدارس، ومصانع عملاقة للحديد والإسمنت والسيارات والكابلات.
سنة 2021 غامضة الملامح، ولكن هناك إدارة جديدة في البيت الأبيض ترغب في إعادة الدور الأميركي المتواصل مع العالم، وقد يكون ذلك حَجراً لتحريك مياه دولية راكدة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

2021 2021



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 00:01 2018 الأربعاء ,16 أيار / مايو

دجاج على الطريقة الصينية "دجاج كانتون"

GMT 22:00 2017 الأربعاء ,19 تموز / يوليو

الارشيف الوطني ومشجب أسرار الدفاع الوطني

GMT 03:34 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

طرح منزل الكشافة بادن باول للبيع مقابل 3.5 مليون استرليني

GMT 16:43 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

متشرد يوقف "طرامواي’" الدارالبيضاء في الحي المحمدي المغربي

GMT 11:24 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الفنان حسن كامي والفنانون ينعوه برسائل مؤثرة

GMT 06:35 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر نفط عُمان يرتفع الى 71.14 دولار الخميس

GMT 12:44 2018 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

هوجو جاستون يحرز ذهبية التنس في أولمبياد الشباب

GMT 07:00 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ألوان ظلال الجفون "الصارخة" تسيطر على موضة الخريف

GMT 22:22 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

اكتشفي طرق سهلة و مريحة لتنظيف أواني الطهي

GMT 07:08 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على سبب تسمية الجامع الأزهر

GMT 04:42 2018 الخميس ,14 حزيران / يونيو

حجز أدوية مهربة وغير مرخصة في بني ملال
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca