«النفير» الغربي للمتطوعين الأجانب للقتال بأوكرانيا

الدار البيضاء اليوم  -

«النفير» الغربي للمتطوعين الأجانب للقتال بأوكرانيا

مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

الاشتباك العسكري المباشر بين أميركا وحلف الناتو، ضد روسيا، ممنوع منعاً باتّاً بقرار استراتيجي، حتى الآن، مهما صاح وناح الرئيس الأوكراني زيلينسكي.
تكرَّر هذا الموقف من قيادة الناتو وأميركا مراراً، وآخرها تعليق رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي، من القوات الأميركية المتمركزة في أوروبا الذي شدَّد على منع اندلاع «أي حرب بين قوى عظمى. مستحضراً التاريخ المرعب للحروب الغربية». وقال:
«منذ بداية الحرب العالمية الأولى حتى نهاية الحرب العالمية الثانية... قُتل 150 مليون شخص... لا نريد أن يتكرَّر ذلك إطلاقاً».
داخل أميركا، حتى من المعارضة الأميركية للديمقراطيين، السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، عضو لجنة المخابرات بالكونغرس الأميركي، قال لشبكة «إي بي سي نيوز» إنَّ فرض «منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا سيؤدي لحرب عالمية ثالثة»، مشيراً إلى أنه «غير متأكد من أن الكثير من الناس يفهمون تماماً ما يعنيه هذا الأمر»!
ماذا يتبقَّى إذن لمواجهة الجيش الروسي الجبار في أوكرانيا؟
سلاح العقوبات! بطيء النتائج، مهما بلغ زخمه وقسوته، خصوصاً على دولة عظمى مثل روسيا الاتحادية.
ماذا غير ذلك؟ دعم الحكومة و«المقاومة» الأوكرانية بالسلاح واللوجيستك.
بذكر المقاومة، فقد أعلن الآلاف من الأميركيين وغيرهم من الغربيين «التطوّع» للقتال ضد الروس بأوكرانيا.
حتى الجماعات «القاعدية» بحجج إسلامية واهية -والدين لا علاقة له بالأمر بل هي «لعبة أمم» ودهاء مخابرات- أعلنت حماستها للجهاد في أوكرانيا، ولا حاجة بي لإعادة القول في ذلك، فقد سبق هنا بتاريخ 28 فبراير (شباط) الحديث عن ذلك تحت عنوان «أجهادٌ في أوكرانيا؟».
لنتأمل قليلاً في ظاهرة «التطوّع» الغربي القتالي «المؤدلج» في الساحة الأوكرانية.
حسب صحيفة «نيويوك تايمز» الأميركية، فقد أعلن العشرات من المحاربين القدامى الأميركيين الذين خدموا في العراق وأفغانستان الالتحاق بأوكرانيا.
وقدّرت المصادر الصحافية دخول نحو 1600 مقاتل أميركي إلى أوكرانيا، وفقاً لرئيس الوزراء الأوكراني، كما ذكر مسؤول أوكراني أنَّ 3 آلاف متطوع أميركي سيشاركون في كتيبة دولية لمقاومة القوات الروسية.
أما وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، فقد وجّه الدعوة للمقاتلين الأجانب، قائلاً على «تويتر»: «معاً هزمنا هتلر، وسنهزم بوتين أيضاً».
والهدف، من تجّمع هؤلاء المتطوعين الأميركان للقتال في أوكرانيا، حسب هذا التقرير: «نشر الديمقراطية في الأماكن الفاترة».
الحال، إنَّ لهذه الحركة جذورَها في التاريخ الأوروبي الغربي، القريب، ففي الحرب الأهلية الإسبانية بين اليمين واليسار من عام 1936 إلى 1939، تدّفق الكثير من غير الإسبان، خصوصاً من أحزاب اليسار والشيوعيين للقتال ضد الملكيين.
شارك في الحرب الإسبانية ضد الفريق الملكي بإسبانيا نحو 60 ألفاً من المتطوعين الأجانب. كان ضمن المتطوعين نخبة من المثقفين المعادين لليمين الإسباني، مثل الروائي الأميركي إرنست همنغواي، والمؤلف البريطاني جورج أورويل، والكاتب الفرنسي أندريه مالرو. وفي النهاية انتصر اليمين بقيادة فرانكو.
لكن هل حفنة الجنود المتقاعدين من الأميركان وغيرهم، يملكون هذا الوعي العميق لجيل همنغواي، حتى ولو كان وعياً يسارياً حامضاً؟!
وبعد، فمطلع القرن السالف ليس كنظيره اليوم... عفت الديار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«النفير» الغربي للمتطوعين الأجانب للقتال بأوكرانيا «النفير» الغربي للمتطوعين الأجانب للقتال بأوكرانيا



GMT 20:42 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

شاعر الأندلس لم يكن حزيناً

GMT 20:40 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

كي لا تسقط جريمة المرفأ بالتحايل

GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 23:19 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

ميزة جديدة ومجانية لعُشاق "فيديوهات الفيس بوك"

GMT 16:00 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"رولز رويس" تتعاون مع "إنتل" لإنتاج سفن ذاتية القيادة

GMT 19:47 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أرخص موديلات السيارات الصينية داخل السوق المصرية

GMT 18:40 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

الشاعرة داليا زكي تتألق في ديوان سدنة العشق

GMT 06:31 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

"كمنجة وسْواكن" الستاتي تختم ليالي موازين

GMT 16:49 2015 الخميس ,18 حزيران / يونيو

"هال سيتي" يرفض عرض "إيفرتون" لضم المحمدي

GMT 02:29 2016 الأحد ,14 شباط / فبراير

الصحف البلجيكية تكشف سر المغربي طارق بن على

GMT 17:21 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

سيارة مرسيدس C63 S معدلة بقوة 616 حصاناً من كارلسون

GMT 04:02 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بريجيت ماكرون تقود حملة على الرجال المتحرشين بالنساء علنًا

GMT 02:38 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المهندسة المعمارية فرشيد موسافي تُعلن تصميم مبنيين ملهمين

GMT 16:46 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مرض كارفاخال يبعده عن لقاءات ريال مدريد خلال تشرين الأول

GMT 03:02 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ممثلة سعودية تشارك في المسلسل الأميركي “جاك ريان”

GMT 21:25 2017 الأربعاء ,19 تموز / يوليو

الفنان علي ربيع يواصل تصوير فيلم" خير وبركة"

GMT 08:00 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

بوسعيد يقدم الخطوط العريضة لمشروع موازنة عام 2018
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca