{شرطة الموضة} كم من الجرائم ترتكب باسمك!

الدار البيضاء اليوم  -

شرطة الموضة كم من الجرائم ترتكب باسمك

طارق الشناوي
بقلم:طارق الشناوي

في الثلاثينات من القرن الماضي، كان هناك شيخ معمم، اسمه أبو العيون يخرج للشواطئ المصرية في الصيف ممسكاً بعصا ينهال بها على من ترتدي ملابس البحر، وبين الحين والآخر كان ينتقد الأفلام والأغنيات العاطفية، وبالمناسبة هو الذي حرر وثيقة زواج ليلى مراد من أنور وجدي، عام 1945، قبل أن تشهر إسلامها، وتضمن العقد شرطاً مباشراً وقعت عليه ليلى يبيح لأنور الزواج بثلاث غيرها من دون الحصول على موافقتها.
في السنوات الأخيرة كثيراً ما نلاحظ من يريد مجدداً إعادة زمن الشيخ (أبو العيون)، ظهر كيان دائم النشاط واسمه الحركي (شرطة الموضة)، أو بتوصيف أدق (شرطة الأخلاق)، ينشر على عدد من المواقع الإخبارية رأيه في ملابس النجمات.
ينسب هذا الكيان لنفسه كثيراً من الانتصارات مثل أنه أوقف مهرجان (الجونة)، بعد أن سلط الضوء على فساتين النجمات وكشف المستور، أو ما كان ينبغي أن يظل مستوراً، وهكذا تأجلت الدورة السادسة هذا العام.
بالمناسبة حتى الآن لم يتم رسمياً إلغاء المهرجان، والمعلن من خلال الجهة المنظمة إقامته العام المقبل، وفي كل الأحوال حتى لو صدق خبر توقفه، فإن الدافع الأساسي، رؤية اقتصادية قررها الملياردير سميح ساويرس، الذي أصبح هو المسؤول الأول، بعد انسحاب شقيقه الكبير مؤسس المهرجان نجيب ساويرس.
الفساتين لم تكن هي الفيصل في القرار، هذا قطعاً لا ينفي أبداً سطوة الرأي العام الذي أراه هو الجزء العالي الصوت من الرأي العام، لأنه يجيد التعامل بحرفية مع (السوشيال ميديا)، والتحكم فيما تُسفر عنه من نتائج... الفنان، خصوصاً النجوم، أصبحوا في الأغلب يخضعون لما يعتقدون أنه يعبر عن تلك الأغلبية التي تسيطر على الواقع الافتراضي.
وجدنا مثلاً نجماً مثل إياد نصار الذي كان حتى أسابيع قليلة يقف في طليعة المدافعين عن فيلم (أصحاب ولا أعز)، المتهم عند البعض بالترويج للمثلية... إياد قدم اعتذاراً للجمهور في أحد البرامج وعلى الهواء، وورط نقابة الممثلين المصرية التي سبق لها أن أصدرت بياناً دافعت فيه عن الفيلم وأبطاله وبينهم إياد، لأنها لم تجد أن هناك في الشريط، ما يضعه تحت طائلة قانون خدش الحياء أو الدفاع عن المثلية، كما أنه خضع عند عرضه على منصة (نتفلكس) للتصنيف العمري.
عدد كبير من النجمات صرن يحرصن على إعلان منع القبلات في الأعمال الفنية، كما أن بعضهن بين الحين والآخر يرسلن صوراً للميديا وهن على البحر بـ(البوركيني).
عرفنا منذ نهاية التسعينات ما أطلقوا عليه (السينما النظيفة) التي تعد بشكل أو بآخر مصنوعة على مزاج القطاع العالي الصوت داخل المجتمع.
عندما سألت المذيعة قبل بضعة أشهر، أحد المخرجين: هل يقبل أن تقدم زوجته النجمة مشاهد عاطفية؟ أجابهم: لا مانع، مجرد تمثيل في تمثيل، هاجت الدنيا، وتلقى المخرج كثيراً من الطعنات التي تنال منه إنسانياً، على الجانب الآخر، صار الرأي العام يقدر النجم الكبير الذي اشتهر بأنه ملك القبلات في السينما المصرية، ولم يترك أي فنانة شاركته البطولة إلا وانهال عليها تقبيلاً، إلا أنه صرح أكثر من مرة، بأن السر وراء عدم احتراف ابنته التمثيل أنه يرفض أن يقبلها أحد، ووجدنا قبل بضع سنوات نجماً تلفزيونياً شاباً، يرفع شعار (لا للتلامس)... كم من الجرائم الفنية صارت ترتكب باسم (شرطة الموضة)!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شرطة الموضة كم من الجرائم ترتكب باسمك شرطة الموضة كم من الجرائم ترتكب باسمك



GMT 20:42 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

شاعر الأندلس لم يكن حزيناً

GMT 20:40 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

كي لا تسقط جريمة المرفأ بالتحايل

GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 00:01 2018 الأربعاء ,16 أيار / مايو

دجاج على الطريقة الصينية "دجاج كانتون"

GMT 22:00 2017 الأربعاء ,19 تموز / يوليو

الارشيف الوطني ومشجب أسرار الدفاع الوطني

GMT 03:34 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

طرح منزل الكشافة بادن باول للبيع مقابل 3.5 مليون استرليني

GMT 16:43 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

متشرد يوقف "طرامواي’" الدارالبيضاء في الحي المحمدي المغربي

GMT 11:24 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الفنان حسن كامي والفنانون ينعوه برسائل مؤثرة

GMT 06:35 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر نفط عُمان يرتفع الى 71.14 دولار الخميس

GMT 12:44 2018 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

هوجو جاستون يحرز ذهبية التنس في أولمبياد الشباب

GMT 07:00 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ألوان ظلال الجفون "الصارخة" تسيطر على موضة الخريف

GMT 22:22 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

اكتشفي طرق سهلة و مريحة لتنظيف أواني الطهي

GMT 07:08 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على سبب تسمية الجامع الأزهر

GMT 04:42 2018 الخميس ,14 حزيران / يونيو

حجز أدوية مهربة وغير مرخصة في بني ملال
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca