قضية عائلية وليست دينية!

الدار البيضاء اليوم  -

قضية عائلية وليست دينية

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

تداعيات نتابعها هنا وهناك بعد أن كتبت طليقة النجم الشهير كلمة تحمل عتابًا لابنتيها، وبين السطور أشارت إلى يد زوجها السابق فى إثارة مشاعر القنوط لدى أقرب الناس إليها، مثل هذه الخلافات وغيرها مهما بلغت قسوتها على النفس إلا أنها بين الحين والآخر لا يخلو منها بيت. النجم الكبير حتى الآن قادر على ضبط النفس ولن يتورط فى الرد، حتى لا تطول شظايا كلماته أقرب الناس إليه.

فى مثل هذه الأحوال نتابع نيرانًا تشتعل ثم تهدأ ولا يملك أحد قطعًا أن يحدد على وجه الدقة من المخطئ، فلا يكفى أن يبوح أحدهم حتى تعتبر أنه صاحب القول الفصل.

(السوشيال ميديا) سمحت كعادتها للدائرة أن تتسع أكثر، وفتحت الباب على مصراعيه لأطراف أخرى تقتحم الجدار، ولكن بتوجه عقائدى، الزوجة كشفت الوسائط الاجتماعية أنها ممثلة معتزلة- ملحوظة عادت مؤخرًا للتمثيل- تدين بالمسيحية والزوج مسلم، وهنا بدأ البعض هنا وهناك يعتبر أن كل ما حدث من تداعيات فى عمقه يكمن فى اختلاف الدين بين الزوجين.

وكأن القدر يعاقب الزوجة، لأنها لم تلتزم بتعاليم دينها، الإسلام يبيح الزواج من أهل الكتاب، إلا أن الديانة المسيحية لا تعترف من الناحية الكنسية بتلك الزيجة.

قطعًا القضية حساسة بكل جوانبها، ولا يجوز أن تصبح مجالًا لمرمى الإعلام، ولا يحق لأحد أن يحمِّل الأمر أكثر من مجرد كونه خلافًا اجتماعيًّا، تابعنا وسوف نتابع مئات من الحكايات المماثلة، وتلك هى شريعة الحياة بعيدًا عن اتفاق أو اختلاف الديانة.

عندما قدم الكاتب وحيد حامد والمخرج سمير سيف مسلسل (أوان الورد) فى رمضان قبل نحو 20 عامًا، تابعنا غضبًا بالكنيسة، برغم أن المسلسل كان بمثابة دعوة للوحدة الوطنية، الكاتب مسلم والمخرج مسيحى، وسمير من أكثر المخرجين المصريين الذين استعانت بهم الكاتدرائية لتقديم أفلام دينية، وبديهى أنه راجع مع وحيد كل التفاصيل.

وبعد أن زادت معدلات الغضب أثناء عرض المسلسل، طلب وحيد وسمير لقاء مع البابا شنودة، الذى لم يكن قد شاهد المسلسل بعد، وطلب من المحيطين به أن يوضحوا له الحكاية حتى يصبح على إلمام بحقيقة المشكلة، قالوا له إن بطلة المسلسل سميحة أيوب التى تؤدى دور (روز) المسيحية، تزوجت مسلمًا، وأضافوا أنها مع مرور الزمن ورحيل الزوج أشارت إلى أنها برغم حبها الجارف لزوجها إلا أن هذا لا يبرر أبدًا خطأها فى الزواج ممن على غير ديانتها. وبخفة ظله المعروفة قال لهم البابا (وحيد يستحق منكم التهنئة؛ لأننا شاهدنا الزوجة وهى تعترف بالخطأ، وهذا نادرًا ما يحدث فى الواقع).

وانتهت الزوبعة وقتها لتتجدد مرة أخرى بعد أربع سنوات فى فيلم المخرج أسامة فوزى والكاتب هانى فوزى (بحب السيما)، وهذه المرة لأن الزوج فى الدراما (أرثوذكس) محمود حميدة والزوجة (بروتستانت) ليلى علوى، واعتبره البعض منحازًا للبروتستانت، وهناك أيضًا من انتقده لأنه يتناول أحد أسرار الكنيسة السبعة (الزواج)، وهو ما لا يجوز عقائديًّا، وشكلت وزارة الثقافة لجنة راعت فى تشكيلها تواجد نسبة كبيرة من المسيحيين وتمت الموافقة على عرض الفيلم كاملًا، وأصبحت من بعدها الدولة أكثر حساسية فى السماح بتناول ذلك دراميًّا.

أتمنى أن يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فهى قضية عائلية لا شأن لها من قريب أو بعيد باختلاف الديانة بين الزوجين!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قضية عائلية وليست دينية قضية عائلية وليست دينية



GMT 20:42 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

شاعر الأندلس لم يكن حزيناً

GMT 20:40 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

كي لا تسقط جريمة المرفأ بالتحايل

GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 21:15 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

فهد الهاجري ينافس في قائمة الكويت في "خليجي 24"

GMT 13:10 2014 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

الرضاعة تُقلل من مُضاعفات الأمراض المُعديّة

GMT 10:04 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 2

GMT 15:18 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الحكم على الفنان السوري سامو زين بالسجن عامين

GMT 09:50 2020 الخميس ,12 آذار/ مارس

في بعض أبعاد سيكولوجية الهلع

GMT 07:36 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تألقّي بإطلالة مُميّزة من وحي المذيعة غالية بوزعكوك

GMT 22:10 2018 الجمعة ,13 تموز / يوليو

رتبي غرفة نوم طفلك في 10 دقائق بهذه الطرق

GMT 00:40 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

حطب التدفئة يُسبب كارثة لأستاذين في أزيلال
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca