إليزابيث والحارس والحجل

الدار البيضاء اليوم  -

إليزابيث والحارس والحجل

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

روت إليزابيث الثانية للرسام البريطاني لوكاين فرويد أنها كانت ذات مرة في رحلة صيد، عندما سقط عليها طائر حجل جريح، فبللها بالدماء. ورأى المشهد من بعيد حارسها الشخصي، فاعتقد أنها أصيبت بطلق ناري، فاندفع نحوها سريعاً، وانكبَّ يساعدها على التنفس الصناعي. وعلَّقت الملكة بالبرودة الإنجليزية المعهودة: «أعتقد أنه بعد ذلك أصبحنا نعرف بعضنا كثيراً».

هذه إحدى اللطائف التي ترويها الصحافية الشهيرة تينا براون في كتابها الجديد «أوراق القصر: داخل أسرة آل وندسور». وفي طرفة أخرى تروي أن الملكة ذهبت تدشّن «قبّة الألفية». ولم تُبلغ وهي في الطريق أن إنذاراً بوجود قنبلة آخر الافتتاح، فلما وصلت وجدت القاعة شبهَ خالية، فقالت بهدوئها المعهود: «يبدو أنهم ذهبوا قبل أن ينتظروا وصولي».

تعتبر تينا براون من أشهر صحافيي الألق الاجتماعي. وبين مناصبها رئاسة تحرير أهم مجلات ذلك النوع: «فانيتي فير»، ومن ثم «نيويوركر» المجلة الأكثر اعتباراً. ولا شك أن كتابها الجديد مثقل بالبحث، كما لا شك أنه يستهدف الشهرة والمال. تقول براون إن صحف «التابلويد» كانت تعتمد كثيراً في دخلها على أخبار القصور الملكية، وقد خسرت جزءاً كبيراً من هذا الدخل أمام انتشار مركز التواصل. لكنها تغفل أنها هي أيضاً جنت وتجني من هذه الصناعة الفريدة من نوعها! العالم أجمع يتابع بشغف أخبار ديانا وميغان وهاري وسائر العائلة.

لا يتوقف صحافيو «التابلويد» عند شيء في البحث عن فضيحة. ذات مرة كانت كيت ميدلتون، زوجة الأمير ويليام، في محطة بادينغتون عندما لحق بها المصورون وأخذوا يوجهون إليها الشتائم، علّها تُستَفَز وترد عليهم، لكنها حافظت على أخلاق النبلاء. واعترف أحد الصحافيين للمؤلفة بأن ملاحقته للأمير هاري منعته من أن يعيش حياته الطبيعية كمراهق.

في فيلم الملكة، الذي مثلت دورها هيلن ميرين، مشاهد عن أول الأعمال التي تقوم بها الملكة وزوجها في الصباح: قراءة صحف التابلويد من أجل معرفة ما تحمله الصحف عن العائلة ذلك اليوم.

إنه الهاجس الذي يتعين على أقدم ملكات الأرض أن تعيش معه. وخلال سنوات ديانا تحوَّل إلى كابوس لها. وتنتقد براون الأميرين هاري وويليام لأنهما لم يعترفا بالحالة النفسية التي كانت تعاني منها أمهما، خصوصاً من ضعفها أمام تأثيرات الآخرين.

إضافة إلى مواقعها الرفيعة في الصحافة البريطانية والأميركية، منحتها الملكة اللقب النبيل «اللايدي». وإذا كان من مأخذ على كتاب «اللايدي» فهو استخدامها بعض التعابير المبتذلة، أو عبارات المراهقين. لا يليق ذلك بكل هذا النجاح. آخر عمالقة الصحافة المكتوبة. بالأحرى، عملاقاتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إليزابيث والحارس والحجل إليزابيث والحارس والحجل



GMT 20:42 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

شاعر الأندلس لم يكن حزيناً

GMT 20:40 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

كي لا تسقط جريمة المرفأ بالتحايل

GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 08:07 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 07:30 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

تسيبراس يعد المواطنين بخفض معدلات البطالة

GMT 22:59 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة تويوتا تكشف عن سيارتها "كورولا 2020" الجديدة كليًا

GMT 12:45 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

تنظيم حملة للتبرع بالدم في مدينة وجدة

GMT 18:56 2015 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

عامر يتأهل لنصف نهائي البطولة الأفريقيَّة للسلاح

GMT 11:21 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدي لاستقبال فصل الشتاء بخطوات بسيطة في المنزل

GMT 21:57 2016 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمة الهندية دراتشي دهامي تنشر صور زواجها على "إنستغرام"

GMT 23:37 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

توقيف شخصين رفقة شابتين في أوضاع مخلة في أغادير

GMT 03:45 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

ماديسون بير تتألق باللون الأبيض في لوس أنغلوس

GMT 04:55 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

طرح منزل بسيط في ملبورن للبيع مقابل 2 مليون دولار

GMT 17:30 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدارة سجن وجدة تنفي دخول معتقلي "جرادة" في إضراب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca