طبع وطبيعة

الدار البيضاء اليوم  -

طبع وطبيعة

سمير عطاالله
بقلم : سمير عطا الله

قبل بضعة أسابيع أعلنت هيئة قناة السويس أن القناة حققت أعلى دخل سنوي في تاريخها. ورحت أقرأ التفاصيل في رعب، متسائلاً كيف سوف يرد الإرهاب على الحدث. ومضت أسابيع من دون رد. ثم عادت الهيئة وأعلنت منذ أسبوعين أنها حققت أعلى دخل شهري في تاريخها. ولم يتأخر الرد لحظة: عملية إرهابية في شرق سيناء بضرب محطة مياه، ومقتل 11 عسكرياً.
سبحان الله. طبع، وطبيعة. الإرهاب لا يطيق سماع نبأ جيد. يصيبه حكاك جلدي. تشتعل فيه رغبة القتل وسعادة الموت. ويروح يعرض فنونهما: ماذا تضرب في سيناء؟ المياه؟ من تقتل في سيناء؟ الجيش. ما هو الحدث العالمي الثاني ذلك النهار؟ الرفيق كيم جونغ أون يعلن ضاحكاً ممتلئاً سعادة، إطلاق صاروخ نووي في البحر. المناسبة؟ الإعلان عن أجمل 15 موقعاً في كوريا الجنوبية وبلوغها المرتبة العاشرة في أقوى اقتصادات الأمم. كيف يعلق رجل الجنة المسماة كوريا الشمالية؟ يقذف صاروخاً من الفرح والطرب.

أما أسباب الفرح الدائم منذ أيام الجد كيم إيل سونغ هذا بعضها: معدل النمو 4.50 سلباً، والمرتبة الـ179 في العالم من حيث حجم الاقتصاد، ونسبة الذين تحت خط الفقر 60 في المائة. في هذه الحالة الرهيبة من البؤس، ماذا تفعل؟ تنتقل من مرحلة الصواريخ العادية إلى النووية. ضاحكاً. والذل لأميركا.
يبدو الرفيق مادورو في فنزويلا أكثر سعادة بين مجموعة دول الممانعة والصمود. فهو يجلس على أعلى احتياط نفطي في العالم: 300 مليار برميل. لكن التضخم تحت الألف في المائة، والموقع على مؤشر الاقتصاد العالمي 174، وصديق البلاد الأول محمود أحمدي نجاد.
لسنوات طويلة جداً كانت فنزويلا أهم اقتصاد في أميركا اللاتينية، وأحد أهم الاقتصادات في العالم. الآن تسمى حالتها «إحدى الأزمات الإنسانية في العالم»، والفقراء يملأون الشوارع: 6 ملايين مواطن نزحوا من بيوتهم إلى الدول المجاورة. لكن الرئيس مادورو متفائل ويثمِّن عالياً صداقة الرئيس محمود أحمدي نجاد، والتغطية التي توفرها بعض القنوات العربية للنضال الأممي في سبيل عزة الشعوب، الهاربة واللاجئة والتي لا طعام ولا سقف ولا أرض.
اسمع يا عزيزي. المسألة هنا ليست يميناً ويساراً وشيوعية ورأسمالية. طبع. ناجح يبني، وفاشل يطلق النار. على أنواعها. بنادق. مسيرات. صواريخ. منجنيق. الإرهاب لا يطيق الحياة ولا النجاح؛ ولذا فإن مشروعه الوحيد هو القتل والموت وتدمير كل رمز من رموز النجاح. أعطنا اسم مخبز واحد بناه الإرهاب. تحالَف أنور السادات مع الإخوان فقتلوه. واحتفلت طهران بوضع اسم القاتل على أحد شوارعها الرئيسية: عداء مذهبي وعداء آيديولوجي ووحدة في المسلك والهدف: قتل الفرح والبهجة وتسخيف النجاح. الإرهاب يريد إعادة سيناء إلى قحلها بعدما أصبحت نموذجاً للري والحيوية ومداخيل المستقبل. لاحظوا حجم ابتسامة كيم جون أون بعد إطلاق كل صاروخ على رموز كل نجاح في الكون. مرتبة الجنوب الكوري 10 - مرتبة شماله 174. وكيم جونغ أون يحتفل برشق الصواريخ في الهواء واقفاً بين زوجته وشقيقته يصفقون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبع وطبيعة طبع وطبيعة



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 05:14 2015 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تجار الحياة البريّة يشاركون في أكبر معرض للزواحف في العالم

GMT 18:12 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أفضل تشكيلة مثالية للاعبي "مارسيليا وموناكو"

GMT 05:51 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

عائلة باريسية تستعيد لوحة "الراعية تجلب الغنم" المسروقة

GMT 08:42 2017 الأحد ,01 كانون الثاني / يناير

شركة "Accent" تطرح هواتف ذكية ابتداء من 1500 درهم

GMT 03:28 2015 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

9 لوحات مأخوذة من الطبيعة لتجميل ديكور منزلك في عيد الميلاد

GMT 16:42 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

كريسبو يعلن أن الحظ خان "ميسي" مع الأرجنتين

GMT 22:08 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

حاريث يرتبط بفتاة مُحجبة وينشر صورتها على"إنستغرام"

GMT 16:41 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

جوزيه مورينيو يشترط رحيل سيرغيو راموس لتدريب ريال مدريد

GMT 04:45 2018 الخميس ,20 أيلول / سبتمبر

علام يؤكد أن مصر ليست المسؤولة عن ثقب الأوزون

GMT 01:50 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

بدران يؤكد أن الطباشير تهدد الأطفال للحساسية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca