الصدى والأثر

الدار البيضاء اليوم  -

الصدى والأثر

بقلم - لمرابط مبارك

في الأيام الأخيرة راج أن عددا من الشخصيات المغربية ستترك مناصبها السامية. إذ تداولت الكثير من المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي أن عبداللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، سيترك منصبه، وحددت الشائعة حتى من سيخلفه في هذا المنصب الحساس، وهو صلاح الدين مزوار، الذي سبق له أن تقلد عدة مناصب وزارية، آخرها منصب وزير الاقتصاد والمالية في حكومة عباس الفاسي، ووزير الخارجية والتعاون في حكومة عبدالإله بنكيران.

وقيل، أيضا، إن سعد الدين العثماني استقال أو سيستقيل من منصبه كرئيس للحكومة ولم يمض على تعيينه سوى بضعة شهور. وحتى وزير التجهيز عزيز الرباح قيل بأنه استقال أو سيترك منصبه…

المهم أن هذه كلها أنباء لا مصدر لها، فهي تظهر فجأة بين المهتمين أولا، ثم بين عامة الناس، وتساعدها اليوم وسائل الاتصال الحديثة في أيامنا هذه على الانتشار بسرعة ضوئية عبر الهواتف الذكية والألواح الإلكترونية، والاستقرار لمدة أطول بين الناس.

إن مثل هذه “الأخبار/ الإشاعات” تتحدى ثنائية الصدق/ الكذب، وتخرج لسانها في وجه قاعدة التحري والتأكد من مدى صحتها، ولا تبالي البتة ببيانات النفي.

إن الإشاعة تتحدى منطق الخبر الذي يقوم على تجميد المعلومة في الماضي سواء أكان قريبا أو بعيدا. بل تقوم على منطقها الخاص، وهي لا تعول على أحد في العمق، بل، وكما قال موريس بلانشو، تعتمد على “قدراتها الذاتية”، وهي حسب الفيلسوف الفرنسي دائما “ليست في حاجة إلى من يتحمل مسؤوليتها”، بل هي لا تروم سوى “الذيوع والانتشار”، و”لا تبحث عن وسيلة إثبات تؤكد صحتها”.

ومن مميزات الإشاعة، كذلك، أنها لا تكتفي مثل الخبر بنقل ما هو كائن، بل هي تجس نبض الممكن أيضا. ولعل هذا ما يجعل المتتبعين يَصِفُون الكثير من الشائعات بأنها مجرد “بالونات اختبار”. وأنت تعرف بلا شك أن السلطة ورجال السياسة وحتى غيرهم، كثيرا ما يُوظِّفون هذه الإشاعة، التي يحرصون على ألا يكون لها أب ولا أم ولا نسب، لجس النبض أو للتضليل. وتعرف جيدا أن الأنظمة الشمولية والدكتاتورية تحرص كثيرا على حياة الإشاعة، بل وتمدها بكل ما تراه ضروريا، رغم أنها ليست في حاجة إلى من يتعهدها كثيرا، حتى لا يتبدد دخانها قبل أن يحدث الأثر المرغوب.

فما يهم من الإشاعة في نهاية المطاف ليس مصدرها، الذي يظل دائما غامضا، ولا مضمونها، بل ما يهم، حسب المفكر المغربي عبدالسلام بنعبدالعالي، هو “الصدى” الذي تحدثه، والأثر الذي تخلفه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصدى والأثر الصدى والأثر



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 17:59 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

موراي ينفصل عن مدربه الأميركي ليندل للمرة الثانية

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 19:02 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل جديدة في قضية "راقي بركان" الجنسية

GMT 20:08 2018 السبت ,12 أيار / مايو

افتتاح فندق "روف مرسى دبي" بسعة 384 غرفة

GMT 13:37 2018 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

الكشف عن تفاصيل مثيرة في قضية مول الكانيطة

GMT 05:34 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

الحديقة المنزلية مهما كانت صغيرة يمكن تحويلها إلى بستان

GMT 01:17 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

العثور على جثة مسن متعفنة داخل مرآب في الدار البيضاء

GMT 11:07 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تميز تنزانيا بأفضل الوجهات السياحية في أفريقيا

GMT 05:46 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة ياسمين صبري تمارس رياضة اليوغا عبر "إنستغرام"

GMT 21:35 2014 الجمعة ,19 كانون الأول / ديسمبر

تناغم الألوان يُضفي سحرًا جذابًا على ديكور المنزل
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca