المظلة المعطوبة

الدار البيضاء اليوم  -

المظلة المعطوبة

بقلم - لمرابط مبارك

جاجات شديدة. فقط، كنت أتشبث بذلك الأمل الضعيف في أن تكسر تلك السلطات توقعي وتترك الناس يعبرون عما يشعرون به من غضب واستياء. وتسوق كل هذا على أنه دليل “قوي” على “تقدم حرية التعبير والاحتجاج”، بهذا المغرب الذي يريد أن يظهر بمظهر البلاد المحترمة لحقوق الإنسان، ولكن دون أن تؤدي سلطاته الثمن الضروري، والمتمثل في رفع قبضتها الحديدية عن الشارع والسماح للناس لبسط سخطهم بكل حرية، بل وتوفير الضمانات الأمنية لهم لممارسة حقهم في الاحتجاج والسخط السلميين.. حقهم في رفع عقيرتهم والصدح بمطالبهم.

بل دعني أقول إن هذا المنع يبعث في نفسي نوعا من الارتياح لأنه يدغدغ غروري ويؤكد لي صحة ما كتبته في هذا الركن قبل أسبوعين من كون السلطة، وذلك الجهاز الهلامي المسمى المخزن، مرتبك وحائر ولا يعرف بأي يد يحمل هذه الكرة الحارقة التي لا تريد أن تبرد.

في البدء كان التجاهل والرهان على الفتور السريع لحماس المحتجين أمام إكراهات الحياة اليومية اللانهائية، ثم جربت وصفة التخوين وتهم الانفصال، وتجييش الأحزاب والمساجد. بعد ذلك جاء دور عصا السلطة (تفريق المتظاهرين بالعنف واعتقال القادة وما تيسر من المتظاهرين)، وجزرتها (إرسال الوزراء والحديث عن التحقيق في عدم تنفيذ المشاريع…). كل هذه الوصفات لم تفلح في تهدئة الوضع بالحسيمة والبلدات المجاورة لها (الاحتجاجات ظلت متواصلة بأشكال لا تخلو من حس إبداعي يبعث على الإعجاب: الطنطة.. البالونات.. الشواطئ…)، فما بالك بإخماد جذوة الاحتجاج في النفوس، وذلك الإصرار على المطالب الذي يعتمل في الصدور.

وها هي السلطة تعود هذا الأسبوع إلى تجريب وصفة الحظر، بالاعتماد على دهائها المسطري، لا أظن أنه ينفع أمام إصرار السكان على الصدح بمطالبهم. فمنع مسيرة أمس الخميس لن يثنيهم، على الأرجح، عن الاحتجاج في الأيام المقبلة، وسيوسع فقط، الهوة مع السلطة سواء أكانت محلية أو مركزية، ويعقد بالتالي أي محاولة للتقارب بين الطرفين. وسيعمق، أيضا، من انعدام الثقة في الأحزاب السياسية محليا ووطنيا كذلك، والتي يبدو أنها استحلت الجلوس على قارعة الطريق في انتظار أي إشارة من السلطة لتخف إليها وتوفر لمقارباتها الأمنية المرتبكة مظلتها السياسية. وهي بهذا التصرف الأخرق تكرس تبعية السياسي للأمني، بينما كان عليها السعي والعمل على جعل هذا الأمني يحترم الخيارات السياسية للمغاربة، وإن كان هؤلاء مازالوا في المرحلة الجنينية فيما يخص الممارسة السياسية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المظلة المعطوبة المظلة المعطوبة



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 10:09 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

ضعيف يكشف عن لائحة مجلس المكناسي لكرة السلة

GMT 17:28 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ساحرة من التنانير الكلوش لمظهر أنثوي مثير

GMT 14:39 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يقترض من البنك الدولي 200 مليون دولار أميركي

GMT 04:12 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

ديانا كرازون تظهر بإطلالة مبهرة في حفلة خاصة في قطر

GMT 00:44 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

فريق الأهلي يُحقق فوزًا رائعًا على نظيره الأوليمبي

GMT 12:57 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الاستهتار" يدفع حكم لقاء سبورتنغ والطيران لإلغاء المباراة

GMT 06:13 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل "بالمختار" من إدارة المرصد المغربي للتنمية البشرية

GMT 19:27 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

الدرهم المغربي ينخفض أمام الدولار الأميركي بنحو 0.0001

GMT 19:16 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

ما مدى دقة اختبار الحمل المنزلي؟
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca