اردوغان يصيب ويخطىء

الدار البيضاء اليوم  -

اردوغان يصيب ويخطىء

بقلم - جهاد الخازن

منذ سنوات ولي موقف ضد سياسة الرئيس رجب طيب أردوغان، فأحياناً أنتقده برفق وأحياناً بشدّة. هو تغير كثيراً عمّا كان في بداية حكم حزب العدالة والتنمية، عندما كنا نؤيده وننتصر له ضد الشرق والغرب.

اليوم أعود لأنتصر للرئيس التركي ضد إسرائيل، فأنا عادة مع كل خصم لدولة الاحتلال والقتل. غير أن سببي له أساس، فقد كانت تركيا أعادت علاقاتها الديبلوماسية مع إسرائيل بعد ست سنوات من القطيعة، ووجدت في ذلك سبباً لانتقاد انتهازية الرئيس التركي، غير أن الاتفاق قبل أن يُكمل ستة أشهر من إعلانه انتكس والرئيس التركي يعلن أن حكومته ستؤيد الشعب الفلسطيني ضد «تهويد القدس».

أردوعان أتبع موقفه هذا بحثّ المسلمين حول العالم على زيارة المسجد الأقصى. وأقرأ في أخبار إسرائيلية أن المسجد بني في جبل الهيكل حيث كان لليهود معبد أول وثانٍ وثالث. هذا كذب صفيق، فقد كان هناك يهود في بلادنا ولكن لا معبد في القدس، وحكومات إسرائيل المتتالية تبحث منذ 70 سنة عن آثار تؤيد الكذبة ولا تجد شيئاً.
أتحداهم جميعاً أن يأتوا بآثار تؤيد «حق» اليهود في القدس. لا آثار إطلاقاً في المدينة المقدسة أو الخليل أو نابلس أو بيت لحم أو أريحا أو جنين أو غزة أو في سيناء. ولم أسمع بعد عن آثار يهودية قديمة في مصر. والتاريخ الصحيح يقول إن الخليفة عمر بن الخطاب طرد اليهود من القدس وسلمها للنصارى والبطريرك صفرونيوس.
يتبع ما سبق أنني أؤيد موقف الرئيس أردوغان انتصاراً للشعب الفلسطيني. غير أنني أحاول الموضوعية وأجد أن مواقف أخرى له غير ديموقراطية.

هو مع قطر لا مع الدول العربية التي سحبت السفراء وقطعت العلاقات، وقد زاد عدد الجنود الأتراك في قطر.
هو يقول إن الاتحاد الأوروبي يضيع وقت حكومته التي لا يهمها الانضمام إلى الاتحاد، أو أنها أصبحت لا تريده.
هو ينكر أن حوالى 140 ألف موظف حكومي تركي، بينهم عسكر، طرِدوا من وظائفهم بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في مثل هذا الشهر قبل سنة، كما ينكر وجود 150 صحافياً في السجون ويقول إن إثنين فقط يحملان بطاقتين صحافيتين في السجن.
بين المعتقلين الآن ايديل ايسر، الرئيسة المحلية لمنظمة العفو الدولية.

أردوغان يرى أن الجماعة الإسلامية التركية التي يرأسها الداعية فتح الله غولن إرهابية مع أنها في الأساس جمعية خيرية، ولا يزال يطالب الولايات المتحدة بتسليمه غولن المتهَم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب من دون دليل واضح على التهمة.

مضى وقت كان فيه أردوغان نموذجاً يُحتذى، وهو اليوم يستغل محاولة الانقلاب لتعزيز صلاحياته فهو «سلطان» جديد بعد قرن من سقوط السلطنة العثمانية.
هو لا يرى، أو لا يريد أن يرى، أن هناك معارضة نشطة لنظامه لها أنصار كثيرون. هذا الشهر نظم حزب الشعب الجمهوري تظاهرة في إحدى ضواحي إسطنبول سار فيها عشرات ألوف الأنصار وهتفوا ضد أردوغان ونظامه. لا أدري إذا كان الرئيس التركي يعتبر المعارضة خطرة على حكمه أم لا، فهو يركز على الأكراد، وقد اعتقل بعض قياداتهم، وقرأت له أسماء خمس جماعات أو ست يتهمها بالإرهاب.
أعارض كل هذا وأنتصر معه للفلسطينيين في بلدهم المحتل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اردوغان يصيب ويخطىء اردوغان يصيب ويخطىء



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 19:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 17:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 05:32 2016 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

علماء يحذرون من انقراض "فرس البحر" لاختفاء طعامها

GMT 07:39 2015 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

استمتع في "جزيرة غرينادا" في منطقة البحر الكاريبي

GMT 01:13 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

اللون الأحمر الناري في ديكور 2018 لمحبي الجرأة والتغيير

GMT 05:28 2014 الإثنين ,13 تشرين الأول / أكتوبر

فندق "حياة كابيتال" يتربع على الأبراج المائلة

GMT 10:41 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة ناصر تعلن مشاركتها بفيلمين في أيام قرطاج السينمائي

GMT 04:44 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

شركة تطلق حذاءً رياضيًا جديدًا يمكنه تدفئة القدمين

GMT 16:07 2014 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

نبات الكرفس يحمي من الإشعاعات الضارة

GMT 21:04 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

أمال ماهر تتحضر لطرح ألبوم غنائي جديد

GMT 20:45 2018 الأحد ,15 إبريل / نيسان

لمين وهاب يشارك في شالنجر تونس الدولية للتنس
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca