لن أعود إلى المدرسة اليوم

الدار البيضاء اليوم  -

لن أعود إلى المدرسة اليوم

بقلم - هبة جوهر

أفرح في العودة إلى المدارس، لأنني لن أذهب إلى المدرسة اليوم، ولن أضع في حقيبتي كتب حصص هذا اليوم، ولن أفكر في الواجبات التي لم أقم بحلها، ولا في القصيدة التي لم أحفظها على الرغم من افتعالي محاولات لذلك، كان بطلها ألبومات كاظم الساهر والمنوعات المصرية. لن أقف اليوم في الطابور الصباحي الذي لم يعلمني إلا الخوف من التقصير في الوقوف بشكل مستقيم، أو قصر في "المريول"، اليوم لن أخاف من حديث جانبي مع صديقتي ولن أجبر على أداء تمارين رياضية، وسأنشد "موطني" كما أريد حتى لو خرجت عن ايقاع الزميلات.

استيقظت اليوم بضحكة ساخرة من حصة الرياضيات والمعادلات والأرقام، واجهت بضحكتي كوابيس مازالت تراودني بأني لم أنجح بعد في هذه المادة، اليوم أعيش تفاضلي الخاص وتكاملي الأجمل، لن أدرس مادة التاريخ في حصة الرياضيات هربًا، اليوم أشاهد التاريخ وأتابع من سيكتبه، وسيكون في جعبتي الكثير لأرويه لأبنائي، وربما أكذب كل ما سيدرسونه في كتبهم، اليوم أشرب قهوتي على مهل وبهدوء، ولا أفكر في فسحة "فراغ" تهبها لنا حصة الفن أو الرياضة، أستمع إلى جميع الأغاني وأزور كل المعارض الجيد منها والرديء وأختار ما يعجبني دون إملاءات المناهج، ولا أختار أن أمارس الرياضة أمام الركض اليومي في العمل وتفاصيل الحياة.

لن أكرر تجربتي الفاشلة في مادة اللغة الإنجليزية التي كنت أنجح فيها بالمعدل العام، دون أن أعرف كيف أركب جملة مفهومة، ولن أجبر على دراسة المعادلات الكيميائية والنظريات الفيزيائية، وجينات الأحياء التي لم أستفد منها في تفسير العلاقات بين الأحياء. لا شيء يحفز الشوق عندي لتلك الأيام التي تنبذ الحب وأحلام المراهقة، وتعلمنا كيف نرفع أصابع الاتهام لكل المواعيد المغامرة على جدران المدارس، وتمزق الكتب الخارجة عن المنهج والأسئلة التي لا إجابات لها في تلقيننا المعلومة. تلك الأيام تعني تكسير أقلام "الكحلة" والاستغناء عن ألوان زاهية تزين الأظافر، والذهاب إلى الحلاق لأن هنالك قصة خاصة يقال إنها تليق بالمدارس وانضباطها دون الاكتراث لأعداد المتسربين من المدارس، وتلك التي لم ينجح فيها أحد، لن أتنافس على امتلاكي قدرة أكبر من غيري على احتمال التلقين، ولن أشعر بالغيرة لأن حقيبة زميلتي أكبر وكتبها مجلدة بتجليد شفاف دون أي "طعجة"، ولن أفكر في الطريقة الأمثل لمواجهة ولي أمري بأن المدرسة تستدعيه لأنني ضحكت في حصة الجغرافيا على شكل خريطة إيطاليا، ولن أكره عريفة الصف "الفسادة" لأنها الأقرب للمعلمة، اليوم لن أعود إلى المدرسة، سأعيش يومي بكل حرية، سأكثر الكحلة وسأزور معارض فنية وأسمع أغاني كاظم الساهر القديمة بصوت مرتفع، وسأتابع التاريخ من الزاوية التي أختارها، وسأسخر من القسمة الطويلة وسأضيع كل الأرقام التي في اليد، والأهم أنني لن أقف في الطابور.  

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لن أعود إلى المدرسة اليوم لن أعود إلى المدرسة اليوم



GMT 07:56 2018 الجمعة ,02 آذار/ مارس

أبي حقًا

GMT 10:27 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

تقييم رؤساء الجامعــات؟!

GMT 09:27 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

التلميذ.. ونجاح الأستاذ

GMT 09:26 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الرد على الإرهاب بالعلم والعمل

GMT 11:55 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم مخيم عقبة جبر

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 08:07 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 07:30 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

تسيبراس يعد المواطنين بخفض معدلات البطالة

GMT 22:59 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة تويوتا تكشف عن سيارتها "كورولا 2020" الجديدة كليًا

GMT 12:45 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

تنظيم حملة للتبرع بالدم في مدينة وجدة

GMT 18:56 2015 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

عامر يتأهل لنصف نهائي البطولة الأفريقيَّة للسلاح

GMT 11:21 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدي لاستقبال فصل الشتاء بخطوات بسيطة في المنزل

GMT 21:57 2016 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمة الهندية دراتشي دهامي تنشر صور زواجها على "إنستغرام"

GMT 23:37 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

توقيف شخصين رفقة شابتين في أوضاع مخلة في أغادير

GMT 03:45 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

ماديسون بير تتألق باللون الأبيض في لوس أنغلوس

GMT 04:55 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

طرح منزل بسيط في ملبورن للبيع مقابل 2 مليون دولار

GMT 17:30 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدارة سجن وجدة تنفي دخول معتقلي "جرادة" في إضراب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca