غسل الأموال

الدار البيضاء اليوم  -

غسل الأموال

القاضي علي كمال

ظهر الفساد في عالم الاقتصاد وأخذ أشكالاً متعددة، وأساليب متنوعة من التزييف والاختلاس والسرقة والمتاجرة بالمواد المخدرة والسلاح والزئبق الأبيض، والمتاجرة بالبغاء والرشوة والغش التجاري، وغير ذلك من الجرائم، فكثرت الأرصدة المشبوهة، بحيث يصعب إدخالها إلى البنوك ووضعها في حسابات سرية وبأسماء نظيفة، وهي تعني استخدام حيل ووسائل وأساليب للتصرف في أموال مكتبية بطرق غير مشروعة، لإضفاء الشرعية والقانونية عليها، أو بمعنى استخدام الأموال الناتجة عن الاعمال غير المشروعة في مجالات وقنوات استثمار مشروعة، لإخفاء المصدر الحقيقي لهذه الأموال كما لو كانت قد ولدت من مصدر مشروع.
 ويمكن أدراج ظاهرة غسل الأموال ضمن الظواهر التي أقلقت العالم في الآونة الأخيرة، لكونها جريمة دولية تفشت في عصر العولمة، وهي من اخطر الجرائم التي تهدد الأمن العالمي، فضلاً عن انعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية المدمرة. وتأتي أهمية هذا الموضوع من ما تقوم به جماعات الإجرام المنظم من أنشطة مختلفة، أخذت تؤرق مختلف الدول والمنظمات والهيئات الدولية، وتعتبر هذه الظاهرة من الظواهر العالمية التي ترافق ظهورها مع ظاهرتين عالميتين، وهما التفاعل بين الدول وسهولة انتقال رؤوس الأموال بينها، وتوافق ذلك مع تنافس حركة الجريمة الاقتصادية المنظمة، الذي أتاح لعصابات الجرائم المنظمة ممارسة أنشطتها من خلال جمع الأموال بطرق غير مشروعة، والعمل لاحقًا على تغيير حقيقتها لتظهر وكأنها متولدة من مصدر مشروع، في ظل ظروف لا يوجد فيها تنظيم قانوني موحد على المستوى الإقليمي والدولي لمعالجتها، فأصبحت مشكلة غسل الأموال ظاهرة متطورة، وبشكل مترابط وفعال مع المشاكل المثارة في الوقت الحاضر، والتي تمس أمن كل الدول، ويستوي في هذا الدول المتقدمة والنامية.
 لذا فإن التوافق بين السياسة الجنائية والسياسة الاقتصادية يعتبر مقدمة طبيعة لتحقيق نتائج إيجابية في مكافحة الجرائم ذات البعد الاقتصادي. وتعتبر ظاهرة غسل الأموال من الصور الإجرامية المستحدثة التي يجب أن يتصدى لها التشريع الاقتصادي والجنائي معًا، حيث تتزايد خطورتها نظرًا لبعدها الذي يتخطى حدود الدولة الواحدة، حيث تتم بالطابع غير الوطني، والذي يقتضي تعاونًا دوليًا فعالاً. ونظرًا للآثار السلبية التي تترتب على عمليات غسل الأموال، على اعتبار أنها ظاهرة تتجاوز في تأثيرها العام الحدود الوطنية الخاصة التي تمارس فيها، فهي تتجاوز كل الحدود من الماضي والحاضر وتمتد بتأثيرها إلى المستقبل، فهي لم تعد قاصرة على الإجرام المحلي، بل امتدت إلى الإجرام المنظم الدولي، بحيث أصبحت تؤرق مختلف دول العالم، ما دفع المجتمع الدولي إلى مكافحة هذه الجريمة والحد من خطورتها، وهنا لابد من تعريف الجريمة الإلكترونية بأنها الجريمة التي تلعب فيها البيانات الحاسوبية والبرامج المعلوماتية دورًا رئيسيًا، كما عرفتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بأنها كل سلوك غير مشروع أو غير أخلاقي أو غير مصرح به يتعلق بالمعالجة الآلية للبيانات أو نقله.
 وبات من الضروري وجود قانون لمكافحة الجرائم المعلوماتية، يواكب التطور الموجود، وكذلك عدم إعطاء الفرصة لهذا النوع من الجرائم لأن يكون بمنأى عن العقاب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غسل الأموال غسل الأموال



جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 18:10 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 01:22 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

عبد الرزاق خيري يناشد جمهور الجيش بالعودة إلى المدرجات

GMT 08:40 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشفي أفضل الأماكن لقضاء شهر عسل مميز في سويسرا

GMT 11:44 2015 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

إعصار ميلور يجبر الآلاف على إخلاء منازلهم في الفلبين

GMT 06:47 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

نجمات تركن حلم الأمومة من أجل عيون الفن والنجومية

GMT 11:59 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور

GMT 08:13 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فريق أولمبيك خريبكة لكرة القدم يبحث عن مهاجمين

GMT 07:06 2018 الأربعاء ,08 آب / أغسطس

النصائح التي يجب اتباعها للعناية بالشعر

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الفنان أحمد حلاوة يتعاقد على المشاركة في مسلسل "آخرة صبري"

GMT 10:35 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أقوى فتاة في العالم تستطيع رفع أثقال تصل إلى 330 كجم

GMT 10:32 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيتروين C4 في المغرب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca