مأساة وطن !!

الدار البيضاء اليوم  -

مأساة وطن

محمد رشيد
محمد رشيد

غالبا  ما يجد الإنسان دواء للداء الذي يعاني منه، حتى لو تأخر في إيجاد العلاج، لكن الكرة المغربية وللأسف الشديد لم تستطع أن تتغلب إلى حدود اليوم، على أكير علة باتت تواجهها، وهي الشغب الذي طغى واستعرض قوته في الملاعب الوطنية، حاصدا العديد من الأرواح البريئة، ومخلفا العديد من الأمهات المكلومات، كأم عزالدين وأم أشرف.

عزالدين وأشرف هما آخر ضحايا الشغب، شابان في مقتبل العمر كان ذنبهما الوحيد أنهما ذهبا إلى ملعب محمد الخامس، لمشاهدة معشوقتهما، إلا أنهما عادا جثتين هامدتين.

بدأ كل شيء بعد نهاية المباراة التي جمعت الرجاء البيضاوي بضيفه شباب الريف الحسيمي، حيث تجمع اللاعبون، وتوجهوا صوب الجمهر للاحتفال معهم بنتيجة الفوز أولا، وبالذكرى 67 لتأسيس الرجاء، فرح اللاعبون إلى جانب الجماهير كثيرا بعودتهم إلى سكة الانتصارات، والاقتراب من صفوف المقدمة، وهو أمر طبيعي مادام في حدود المعقول، إلا أن الفاجعة ستأتي مباشرة بعد نزول اللاعبين إلى مستودعات الملابس، عقب مباراة شاقة.

 حرب في المدرجات ليست بين فريقين مختلفين، بل لجماهير تنتمي للنادي نفسه، ويا حسرة حرب راح ضحيتها بعض الشباب الصغار، منهم من قضى نحبه كما هو حال أشرف وعز الدين، ومنهم من ألقي في المدرجات دون حراك وسط، جراحهم في موقف يصعب على أصحاب القلوب الضعيفة متابعته.

تمنى الجميع لو كان ما رأوه حلما، أو مجرد أحداث قصة يمثلها بعض الشبان، لكن الحقيقة كانت مرة حيث عاد الشغب ليضرب مرة أخرى الملاعب المغربية، التي ابتليت بظاهرة ما عايشها الجيل القديم من قبل، وما تخيل ذات يوم أن يراها، في وقت أصبح فيه كل شيء متوفرا من وسائل نقل وتشجيع وتواصل، حتى بات الأخ يقتل أخاه دون أن يرف له جفن.

اتفق الجميع على أن ثقافة الألترا لم تكن، ولن تكون ذات فائدة في بلد إسلامي، وهي التي تدعو وتحرض على العنف، فقالوا وجب حلها والانتهاء بشكل أو آخر من مشاكلها، فلا من سمعهم، ولا من اهتم باقتراحاتهم.

 راحت ضحايا قبل مباراة الرجاء الحسيمة، ولعل لقاء الجيش الملكي والوداد الأخير هو أكبر شاهد على ذلك، بوفاة ثلاثة مشجعين وداديين، فما أحذ العبرة بعض المشجعين من مأساة وطن، إذا لم يتم التعامل معها بشكل جدي، فإنها ستحصد أرواحا أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأساة وطن مأساة وطن



GMT 12:17 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 16:26 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"كاف إقامة أمم أفريقيا 2023 في الصيف

GMT 14:10 2019 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المنع المتخذ في حق الجماهير الشرقية

GMT 09:10 2019 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تذاكر "الديربي"..خطأ إدارة الوداد

GMT 12:20 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تكتيك الديربي مفاتيح القمة العربية

GMT 10:09 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

ضعيف يكشف عن لائحة مجلس المكناسي لكرة السلة

GMT 17:28 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ساحرة من التنانير الكلوش لمظهر أنثوي مثير

GMT 14:39 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يقترض من البنك الدولي 200 مليون دولار أميركي

GMT 04:12 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

ديانا كرازون تظهر بإطلالة مبهرة في حفلة خاصة في قطر

GMT 00:44 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

فريق الأهلي يُحقق فوزًا رائعًا على نظيره الأوليمبي
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca