الاحتراف الكروي بالمغرب

الدار البيضاء اليوم  -

الاحتراف الكروي بالمغرب

بقلم :عمر عاقيل

في جوانب عدة لم يبنَ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺳﻠﻴﻤﺔ، وفي ظل الحاجة للتخطيط الدقيق رغبة في ضمان البروز والتفوق، بات لزاما على جامعة الكرة الاعتماد على رؤية واضحة لإحداث التطوير والتغيير الفعلي، والمبادرة في إعداد رؤية مستقبلية جديدة تساهم في تحديد ملامح أركان منظومة كروية من خلال تطوير جوانب عدة تتمثل في الأساس في النهوض بمستوى البطولة الوطنية.

وما من شك أن ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﺪﻧﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺑﻄﻮﻟﺘﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﺳواء ﺑﺮﻣﺠﺔ ﻣﺒﺎﺭﻳﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﻊ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺯﻧﺎﻣﺔ، ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ في الكثير من اﻷحوال ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺍﺟﻊ مستوى مبارياتها وﻣﻌﻬﺎ حتى ضعف ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻱ، واﻟﻐﺮﻳﺐ أن تفاقم أزمة البرمجة ساد معه الاعتقاد ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻓﻴﺔ ﻳﺴﻴﺮﻫﺎ ﻫﻮﺍﺓ ﻻ ﻳﻔﻘﻬﻮﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﺑﺠﺪﻳﺎﺕ كرة القدم، ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺗﺨﺘﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ ﻭ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﻟﻤﺤﺒوﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﺘﺒﻌوﻦ، حتى أنه ﺑﻤﺠﺮﺩ انطلاق ﻗﻄﺎﺭ المنافسة ﺗﻜﺜﺮ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻭتكثر معها اﻟﻤﺒﺎﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﺟﻠﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻳﺒﺔ، ومعه تبدو جامعة الكرة حريصة على ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺷﻜﻮﻛﻨﺎ ﺣﻴﻦ ﻧﺘﺼﻮﺭ ﺃﻭ ﻧﺘﻮﻫﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻳﻘﺎﻉ مباريات البطولة ﻳﻨﺘﻈﻢ ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ طريقه ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﺘﻈﺎﻡ، حتى تصبح البطولة ملعبا ﻟﻠﻤﺒﺎﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﺟﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ تعد اﻷندية المشاركة خارجيا قاسما مشتركا لها، وتصبح معها انسيابية المباريات ﻣﻌﺮﺿﺔ أسبوعيا للتأثير، بسبب الكثير ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻌﻄﻔﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻜﺮﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺘﺮﻙ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻳﺎﺕ.

مهازل برمجة البطولة ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ زادت من تأﺯﻡ ﺍلأﻭﺿﺎع، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻷﻣﻮر ﺑﻴﻦ ﻓﺮﻕ ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻟﺘﻘﻴﺪ ببرنامج البطولة وﺗﺼﺮ على مطالبها في ﻋﺪﻡ إجراء مبارياتها في مواعيدها المحددة، سعيا وراء تغيير مواعيدها واﺧﺘﻴﺎﺭ تواريخ محددة ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ لأجندتها المزدحمة، وﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺣﺠﺔ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺍلبرنامج، ﻓﻲ ﻇﻞ انشغال اﻷندية بالمسابقات القارية دوري اﻷﺑﻄﺎﻝ ﻭﻛﺄﺱ ﺍﻟﻜﺎﻑ باﻹضافة إلى المسابقة العربية، إضافة ﻋﻠﻰ الصعوبة التي تواجهها في تنقلاتها الخارجية ﺧﺎﺻﺔ ﺇﻟﻰ دول ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ اﻟﺴﻤﺮﺍﺀ، ﺗﺒﻘﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﻌوﻘﺎﺕ ﻟﻠﺒﺮﻣﺠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥ الإكتفاء ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭﺍﺕ ﻟﻦ ﻳﻔﻴﺪ كرة القدم الوطنية، ﻭﺳﻴﻀﻊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﻲ ﻓﻲ عجلة التطور.

اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭﻣﻤﻨﻬﺠﺔ للبطولة الوطنية، ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻚ في ﻗﺪﺭﺓ الجامعة وعصبتها ﻋﻠﻰ ﺍﺗﻤﺎم ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ على قدر المساواة بين جميع اﻷندية انطلاقا من مبدأ تكافؤ الفرص، ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺩﻕ ﻧﺎﻗﻮﺱ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮ البرمجة وانعكاسها السلبي على تقديم منتج كروي جيد، وعلى مشاركات اﻷندية خارجيا ﺃﻭ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺘﺠﺪ ﻣﻦ ﻇﺮﻭﻑ، ﻭﻻ ﺃﺗﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﺑﺘﻨﺎ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺄﺟﻴﻼﺕ الموسمية ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺷﺘﻰ، ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻠﺰﻣﺖ ﺍﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﺪﻭﺭﻱ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ.

وﻟﻬﺬﺍ ومن منطلق ما تعيشه البرمجة من تخبط في برنامجها، وعشوائية في اتخاذ قرار تحديد مواعيد المباريات، ﻓﺈنه ﻋﻠﻰ ﻟﺠﻨﺔ ﺍلبرمجة، ﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﻛﻞ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﺒﻂ ﺍﻳﻘﺎﻉ ﺍلبطولة ﻭلا تضعها ﻓﻲ ﻣﻬﺐ رياح ﺍﻟﺘﺄﺟﻴﻞ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻣﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ، ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ وصلت فيه مرحلة البطولة جولتها الرابعة، هناك من يتساءل عن وجود ناد معين من داخل بطولة هذا الموسم من عدمه، نظير عدم إجرائه ﻷي مباراة، ما يتعارض تماما مع روزنامة البطولة بالشكل الإيجابي، ﻭﻣﺆﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺩﺍﺧﻞ جامعة ﺍﻟﻜﺮﺓ.

فوضى البرمجة أخذت أبعادها منحى قلما نشاهده في دوريات العالم، حيث أنه بمجرد ارتفاع عدد كبير من اللقاءات المؤجلة، تحضر حالات غريبة ترمي بظلالها على المشهد العام للدوري الوطني من خلال ترك باب التحفظ مفتوحا في تثبيت توقيت مباراة محددة، تضطر من خلالها العصبة على التعديل في كل مرة، يحدث هذا في غياب نصوص قانونية تكون ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻪ ﺍلعصبة بمسماها الإحترافي ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ كلما لزم اﻷمر ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺸﺎﺋﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺗﻄﻔﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻄﺢ، ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺤﻔﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﻣﺠﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻣﺴﻴﺮﻱ ﺍﻟﻨﻮﺍﺩﻱ وﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺑﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺩﻭﻣﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﺠﺞ ﺇﻣﺎ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍلمباريات المضغوطة، ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺃﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتراف الكروي بالمغرب الاحتراف الكروي بالمغرب



GMT 16:26 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"كاف إقامة أمم أفريقيا 2023 في الصيف

GMT 14:10 2019 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المنع المتخذ في حق الجماهير الشرقية

GMT 09:10 2019 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تذاكر "الديربي"..خطأ إدارة الوداد

GMT 12:20 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تكتيك الديربي مفاتيح القمة العربية

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 04:38 2016 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

معتقدات متوارثة عن الفتاة السمراء

GMT 18:38 2017 الثلاثاء ,20 حزيران / يونيو

شاروخان يعيش في قصر فاخر في مدينة مانات الهندية

GMT 12:25 2012 الإثنين ,23 تموز / يوليو

إيطاليا، فرانكا سوزاني هي لي

GMT 11:25 2014 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

"عام غياب الأخلاق"

GMT 01:38 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

فالفيردي يحشد قوته الضاربة لمواجهة "سوسيداد"

GMT 21:23 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل مُثيرة جديدة بشأن زواج "شابين" في المغرب

GMT 18:28 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

جوجل تدعم أذرع تحكم "Xbox" على إصدار Android 9.0 Pie

GMT 13:34 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

تأجيل النظر في قضية مغتصب الأطفال في فاس

GMT 07:40 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

علماء يبتكرون إبرة تصل إلى الدماغ لتنقيط الأدوية

GMT 17:20 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

"الحوت الأزرق" بريء من انتحار طفل في طنجة

GMT 06:02 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

"غوغل" تقرر إزالة 60 تطبيقًا لألعاب بها إعلانات إباحية

GMT 14:06 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

YSL يختصر حيوية الشارع في مجموعة ماكياج ربيع 2018

GMT 19:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق المعرض الصيني الأول للتجارة في البيضاء

GMT 01:42 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونغ تعتزم تطوير الهاتف القابل للطي "Galaxy X"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca