حاريث ووالده

الدار البيضاء اليوم  -

حاريث ووالده

بقلم: محمد الروحلي

لم يتم استدعاء اللاعب أمين حاريث لأول مواجهة رسمية للمنتخب المغربي تحت قيادة المدرب وحيد خاليلوزيتش في إطار تصفيات كأس أمم إفريقيا 2021 لكرة القدم، والتي جرت أمس الجمعة ضد موريتانيابالرباط، وستعقبها مواجهة ثانية في نفس الإطار ضد بوروندي الثلاثاء القادم. وكان طبيعيا أن تصدر ردود فعل حول الأسباب التي جعلت وحيد يفضل عدم استدعاء نجم خط وسط نادي شالكه الألماني، وأولها جاءت من اللاعب نفسه، والذي تساءل مستغربا عن الدوافع، في سياق حوار له مع الصحافة الفرنسية، بقي في إطار من الاحترام، وهذه مسألة عادية ومطلوبة.

إلا أن المفاجأة هي ما جاءت على لسان المدرب البوسني، حين أكد خلال الندوة الصحفية التي سبقت مباراة موريتانيا، أن حارث اتصل به في ساعة متأخرة من الليل، يطلب جوابا حول أسباب عدم استدعائه للمعسكر التدريبي، ثم المباراتين الرسميتين، وحسب المدرب، فإن توقيت المكالمة كان متأخرا، وكان عليه وقتها أن يكون نائما بصفته لاعبا محترفا.

الأسباب التي أدت إلى عدم استدعائه ليست سرا من الأسرار، إذ تقول المصادر أن الأمر يعود إلى عدم انضباط حاريث سواء أثناء المعسكرات التدريبية أو خلال المباريات، كما أن اللاعب لا يظهر أي حماسة وسط المجموعة، ويفتقد للتركيز وعدم تقدير الدور المطلوب منه داخل المجموعة.

كل هذه الحيثيات وغيرها تبقى قابلة للنقاش وإيجاد الحلول لمسألة تبقى عادية في مسار أي لاعب وتعامل أي مدرب، خصوصا وأن أمين حاريث لاعب في بداية المشوار الدولي، وتنتظره سنوات من الممارسة، كما تنتظره آفاق واعدة نظرا لإمكانياته التقنية والفنية المتميزة، وبالتالي فليس هناك قطيعة، ولا يمكن أن تكون كذلك.

إلا أن الأمر غير الطبيعي وغير المقبول ما ذهب إليه والد حارث الذي صرح حسب مصادر صحفية، أن عدم استدعاء ابنه مسألة غير مقبولة تماما وغير مستساغة نهائيا، وأنه هو من أقنع ابنه باللعب مع المغرب، رغم اتصالات رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم شخصيا، وأن أمين كان بإمكانه أن يأخذ مكانا رسميا مع فرنسا، ولا يمكنه أن يجازى بهذه الطريقة.

والد حاريث لم يكتف بهذا القدر من الغضب، بل ذهب إلى حد إعطاء الحق للاعب محمد إحتارين الذي اختار على ما يبدو تمثيل المنتخب الهولندي، عوض أن يدافع بتلقائية عن القميص الوطني المغربي.

إنه تصريح جارح من أب يفترض أنه شخص مسؤول حول مسألة غير قابلة للنقاش، فالكل قدر عاليا تلبية عائلة حاريث لنداء الوطن، وفي كل مراحل مساره المتعثر مع المنتخب المغربي، كان دائما مرحبا به من طرف مختلف الأوساط، وعندما همشه رونار لأسباب غير مفهومة، تعاطف الجميع مع أمين، وانتقدوا المدرب الفرنسي السابق، لكن أن يصل الأمر إلى التشكيك في حسن اختيار القلب، فهذا لأمر مرفوض وغير مقبول، بل يتطلب تقديم نقد ذاتي علني، والاعتذار عن طريقة التعبير غير المسؤول في ملف غير قابل للمساومة

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حاريث ووالده حاريث ووالده



GMT 16:26 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"كاف إقامة أمم أفريقيا 2023 في الصيف

GMT 14:10 2019 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المنع المتخذ في حق الجماهير الشرقية

GMT 09:10 2019 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تذاكر "الديربي"..خطأ إدارة الوداد

GMT 12:20 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تكتيك الديربي مفاتيح القمة العربية

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 03:29 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

استبدال رائدة فضاء سمراء فجأة من بعثة "ناسا"

GMT 12:18 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

الغيطي يعترض على قيام سلفي بتحطيم تمثال في روما بلفظ مسيء

GMT 08:10 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

C3 إيركروس بديل مثالي لسيتروين C3 بيكاسو الشعبية

GMT 05:16 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تعلن أنّ الأطفال يرغبون في رؤية العقاب العادل

GMT 02:05 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

لفتيت يؤكد ضرورة وضع قانون لتنظيم العمل الإحساني في المغرب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca