"عشرة فيهم البركة"...

الدار البيضاء اليوم  -

عشرة فيهم البركة

يونس الخراشي

تستحق "ظاهرة العشرة" في كرة القدم أن يلقى عليها الضوء، لأنها مثيرة بامتياز، وربما يستخرج منها الباحثون أشياء ذات أهمية كبيرة، ليس فقط بالنسبة إلى اللعبة الأكثر شعبية في العالم، ولكن أيضا بالنسبة إلى الرياضة بشكل عام، وربما لما هو أعم وأشمل.

ما هي "ظاهرة العشرة"؟
هي تلك التي وقعت مساء أول أمس (الثلاثاء) في ملعب الكامب نو ببرشلونة، وتأهل إثرها تشيلسي الإنجليزي إلى نهائي العصبة الأوروبية على حساب المضيف برشلونة، إذ أجرى الضيف جزءا من المباراة وهو بعشرة لاعبيه أو تسعة زائد الحارس.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها أن يستأسد فريق طرد أحد لاعبيه، فإذا بالباقين يتعددون، حتى لكأنهم صاروا أكثر بكثير مما كانوا عليه، فيظهروا في الملعب، لكثرة ما أصبحوا متحمسين، وبقوة أكبر، أحسن تنظيما، وأجرأ على الدفاع وعلى الهجوم معا، وأقرب إلى الفوز.

لعل المتتبع لكرة القدم المغربية يذكر كيف أن الرجاء البيضاوي، الذي طرد لاعبه عبد اللطيف جريندو، في مستهل النهائي الشهير عن عصبة الأبطال الإفريقية، ضد الترجي التونسي، بملعب رادس، قاوم لاعبوه العشرة الباقين بشكل بطولي طيلة الدقائق الطويلة للمباراة، بل إنهم صاروا يتحركون بسلاسة أكبر، ومنظمين بشكل يفوق التصور، وفي الأخير تفوقوا حتى في ضربات الترجيح، بشخصية متينة لم تهتز منها شعرة.

ما الذي يقع لنفسية اللاعبين العشرة حتى يتغيروا بهذا الشكل؟

سؤال يصعب أن يجاوب عليه صحافي، ويفترض أن يطرح على المختص، سيما أن الأمر يتعلق بالجانب النفسي عند الرياضي، خاصة إذا أحس هذا الرياضي أنه تعرض لظلم تحكيمي، ما يستفز فيه جانبا ما، ويجعله أكثر حماسة، وأكثر قدرة، وأكثر رغبة في التحدي وكسب الرهان.

الذي يهمنا هنا ليس فقط العثور على السر في ما يقع، بل استثمار هذا الذي يقع، لأن من شأنه أن يشكل قوة في حال استغل، ليجعل اللاعبين، من دون أن يتعرض أحد زملائهم للطرد، يستخرجون مخزونهم الطاقي الكبير، فيعطوا أفضل ما عندهم، ويمتعوا الجمهور بصور يأتي لأجلها إلى الملعب، ولكنه لا يجدها إلا في بعض الأحيان.

لقد انتبه الغربيون، منذ فترة طويلة، إلى قيمة الجانب النفسي عند الرياضي، وإذا بهم يركزوا عليه ليطوروا أداء اللاعب بشكل عام، وفي جميع الرياضات. لأنهم أدركوا جيدا أن مواجهة بين فريقين مثل الريال والبارصا، يتوفر كلاهما على لاعبين متميزين، ومدرب متألق، وإدارة منظمة واحترافية، لا يمكن لأحدهما أن يتفوق على الآخر إلا إذا كان الأقوى نفسيا أثناء المباراة.

إن الاحتراف ليس ترفا، بل هو بناء يقوم على أسس علمية، ومن ضمن تلك الأسس يحضر الاهتمام بالجانب النفسي. "وما نحتاجش نقول ليكم كيف هو هاد الجانب فكورتنا، غير خليوها على الله وصافي".
إلى اللقاء..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عشرة فيهم البركة عشرة فيهم البركة



GMT 11:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

"بوغبا" الزيات والبنزرتي "الخواف"

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

الخيانة الكروية

GMT 10:48 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

برمجة غريبة

GMT 10:26 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هداف منتصف الليل

GMT 10:19 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

الوداد "السياسي"..

GMT 15:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

منتجع حيدر نبي في طرابزون حيث جمال الطبيعة

GMT 20:30 2014 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الخبز الأسمر

GMT 23:28 2016 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

ثعبان مولجا أخطر الحيوانات فتكًا في العالم

GMT 09:59 2017 الثلاثاء ,19 أيلول / سبتمبر

أوراق نقدية من فئة 500 يورو تسد المراحيض في سويسرا

GMT 01:16 2016 السبت ,23 إبريل / نيسان

تشوهات الجنين.. الأسباب وطرق الوقاية

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 09:08 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيدين هازارد يحدد أهدافه مع تشيلسي الإنجليزي

GMT 08:27 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

أضرار زيت الخروع على البشرة والجسم

GMT 13:05 2018 السبت ,19 أيار / مايو

محمد رياض يبدع في رحيم

GMT 22:42 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اختطاف خمسينية ومحاولة الاعتداء عليها في آسفي
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca