لماذا يخسر حمدين معركة الرئاسة

الدار البيضاء اليوم  -

لماذا يخسر حمدين معركة الرئاسة

بقلم :أحمد المالكي

أرسل النادي الأهلي خطاباً رسمياً لوزارة الرياضة يطلب فيه تحويل 200 ألف جنيه للقلعة الحمراء، عبارة عن تكاليف سفر الفريق للمغرب، لمواجهة فيق الدفاع المغربي في إياب دور الـ16 لكأس الكونفيدرالية الإفريقية، وفقاً للوائح الاتحاد الإفريقي، وينتظر الأهلي وصول هذا المبلغ من الوزارة بعدما سبق للأخيرة وأرسلت أكثر من مبلغ تأخر صرفه للنادي.
على الرغم من أن المرشح الرئاسي حمدين صباحي يبذل جهدًا غير عادي، ليصل إلى الناس في محافظات مصر المختلفة، وقام بجولات بدأت من أسيوط والغربية وبنها، لكن التوقعات بخسارته كبيرة، والمعركة محسومة لمصلحة المرشح الأخر عبدالفتاح السيسي الذي يبدو أنه لن يقوم بعمل جولات في محافظات مصر المختلفة، كما يفعل المرشح الأخر حمدين صباحي الذي لديه شعبيه جارفة عند الشباب، وهذا وضح في كل الجولات التي قام بها.
قد يبدو لك عزيزي القارىء أنني ألمح في هذه الكلمات، وهذا المقال إلى حدوث شيء في انتخابات الرئاسة، تجعل الكفة ترجح ناحية المرشح عبدالفتاح السيسي وأنها ستكون انتخابات مزورة، أو غير نزيهة، ولكن أطلب منك قراءة مقالي إلى الأخر.
عبدالفتاح السيسي سيربح هذه الانتخابات بعيدا عن التزوي،ر وهو عبر في لقائه على شاشة إحدى القنوات الفضائية أنه لن يحترم نفسه إذا جاء بالتزوير، وهذا شيء جيد، ولكن هناك أسبابًا أخرى بعيدة عن التزوير، وعن الانتخابات غير النزيهة وهذه الأسباب نتيجة تراكمات الماضي الذي مازال يطاردنا حتى الآن، ولا نعرف كيف نتخلص منه.
إن أنظمة الماضي قتلت العمل السياسي في مصر، وهذا موجود أيضا في كل الدول العربية، ولكنني سأتحدث في هذا المقال عن مصر، فالأنظمة التي حكمت مصر استخدمت القمع الأمني والقوة الأمنية ضد كل من يفكر في المشاركة في العمل السياسي أو كل من يريد عمل حزب يعبر فيه عن توجهات سياسية معينة، وهذا ما أوصلنا إلى هذه الحالة التي نعيش فيها الآن، دولة لا يوجد فيها حزب قوي أو معارضة قوية تحصل على ثقة الناس، وظهور مصطلح جديد اسمه انتخاب رجل دولة، لأن الناس لا ترى في المعارضة بارقة أمل.
إن الأنظمة الديكتاتورية التي حكمت مصر بقبضة الحديد وهمشت الاحزاب وكانت توافق على احزاب ليس لها رؤيه وترفض تاأسيس أحزاب يمكن أن يكون لها وجود في العمل السياسي الجاد، وحزب الكرامة خير دليل وهو الحزب الذي ينتمي إليه المرشح الرئاسي حمدين صباحي، تم رفضه أكثر من مرة، لأن النظام يرى أنه قد يشكل خطرًا عليه.
إن الأحزاب في مصر كانت عبارة عن مقرات وصحف والبعض كان يؤسس أحزابًا للحصول على السبوبة التي تمنحها الدولة لهذه الأحزاب، ولكن إذا بحثت عن الوجود الحقيقي لهذه الأحزاب في الشارع المصري، لن تجد لها وجودًا، والمهزلة أن هذه الأحزاب كان عدد أعضاء بعض هذه الأحزاب لا يتجاوز 50 شخصًا على مستوى الجمهورية.
فالأحزاب في مصر كانت أحزابًا شكلية، لم نجد لها تمثيلًا في المجالس المحلية، ولا المجالس النيابية، وكان النظام سعيدًا بهذه الأحزاب حتى يكون شكله أمام أميركا أنه توجد معارضة في مصر، ولكن ماهو مصير هذه المعارضة، إذا فكرت في يوم من الأيام خوض أي انتخابات أمام مرشح حزب الغالبية، سيكون مصير من يفكر في ذلك السجن، وقد يتهم بالتزوير في أوراق تاأسيس حزبه، ولم يكتفِ النظام بذلك، بل كان دائما يتهم هذه الأحزاب الهزيلة، بأنها أحزاب لا توجد لديها رؤية، وبعضها مغرض ولا يريد مصلحة الوطن، وأن حزب الغالبية هو حزب العبور إلى المستقبل وللأسف على الرغم من ضعف هذه الأحزاب، لم يتركها النظام في حالها، بل كان يوجد الفتن في داخلها، لدرجة أن حزب الوفد حدث فيه اقتتال، كان هدفه القضاء على هذا الحزب الذي له تاريخ طويل وكان فيه أسماء لها تأثير في الحياة السياسية في مصر.
بعد ثورة 25 يناير ظهرت أحزاب جديدة، جاءت من رحم ثورة 25 يناير ومع أول انتخابات رئاسية، وترشح الفريق أحمد شفيق أطلق عليه البعض رجل دولة، وهذا مصطلح لا يوجد إلا في مصر، ومصطلح يجب أن يمحى، إذا أردنا ديمقراطية حقيقية، وعندما جاء مرسي ونظام الإخوان إلى الحكم، فعلوا كما فعل الذين من قبلهم، شوهوا صورة الأحزاب وحتى الأحزاب الجديدة، قاموا بتشويه صورتها وعلى الرغم من أن الأحزاب الجديدة، أفرزت وجوهًا شابة جديدة، لكن نظام الإخوان تفنن في تشويه كل من يعمل في العمل السياسي، بمن فيهم حمدين صباحي المرشح الرئاسي وللأسف نجحوا في ذلك.
وبعد أن كان لدينا عدد كبير من المرشحين للرئاسة في الانتخابات السابقة بعد ثورة 25 يناير، لم يعد لدينا بعد ثورة 30 يونيو إلا اثنين فقط من المرشحين، والنتيجة محسومة لمصلحة عبدالفتاح السيسي، لأنه ينطبق عليه المصطلح الساحر، رجل دولة، بينما حمدين صباحي ابن المعارضة التي تم تشويهها والقضاء عليها لا يصلح لأنه لم يعين في الدولة على الرغم من تفوقه في دراسته، وكان من الأوائل على دفعته، ولكن بسبب حبه لبلده وحلمه أن تكون الأفضل، حرمه النظام من التعيين في مؤسسة إعلامية تنتمي إلى الدولة، وعلى رأي المثل اللي بيقول "إذا عُرِف السبب بَطُلَ العجب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يخسر حمدين معركة الرئاسة لماذا يخسر حمدين معركة الرئاسة



GMT 01:00 2022 الإثنين ,14 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:30 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 21:38 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 07:46 2019 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

مزوار: اذكروا أمواتكم بخير !

GMT 00:19 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

اليمن والحاجة لإعادة إعمار القيم

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يَموت حقٌّ لا مقاومَ وراءَه

GMT 15:10 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

رئيس الرجاء يحاول اقتناص لاعبين أحرار بدون تعاقد

GMT 05:33 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن موقع هبوط يوليوس قيصر لغزو بريطانيا

GMT 09:33 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

عهد التميمي

GMT 10:19 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الروسي يعلن وصول أول كتيبة من سورية إلى موسكو

GMT 11:50 2016 الثلاثاء ,20 أيلول / سبتمبر

مقتل 4 من عناصر "بي كا كا" في قصف تركي شمالي العراق

GMT 06:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

8 معلومات مهمة عن "جسر العمالقة" تزيد الفضول لزيارته

GMT 17:21 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب الأرجنتين يعلن عن تشكيلته لمواجهة البرازيل

GMT 00:21 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

صحيفة بريطانية تكشف أفضل 10 فنادق في مدينة روما

GMT 22:46 2017 الخميس ,28 أيلول / سبتمبر

حسن الفد يعيد شخصية كبور من خلال عرضه " سكيتش"

GMT 16:29 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

2016 عام حافل بالأنشطة والعروض في الدار العراقية للأزياء

GMT 04:38 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مرضٌ خطير يصيب الأبقار ويعزل عشرات القرى في سطات

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,11 آذار/ مارس

وفاة الممثل المسرحي المغربي إدريس الفيلالي
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca