الرئيسية » حوارات وتقارير
الشاعر محمود خيرالله

القاهرة - الدار البيضاء اليوم

شارك الشاعر محمود خيرالله، في هاشتاغ "حكايتي مع بائع الكتب" الذي دشنه الكاتب الصحافي إسلام وهبان عبر المجموعة "نادي القراء المحترفين" عبر "فيسبوك".

وكتب خيرالله قائلا: "بائعة الكتب ذات الضفيرة الصفراء لا أعرف مَن مِن الأصدقاء القدامى، يتذكر تلك الفتاة البيضاء النحيلة، التي كانت في مثل سني تقريبًا، وكانت ضفيرتها الذهبية تتحرك فوق كتفيها البيضاوين، تلك الفتاة الصغيرة التي كانت تبيع الكتب في "مكتبة الأهرام"، القريبة جدًا من محطة القطار في شبين القناطر، في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، لا أعرف من يتذكر تلك العذوبة التي كانت تطل في ابتسامتها، لكنني على الأقل أتذكرها معكم في هاشتاج بائع الكتب".

وقال خيرالله: "لقد كنت ذلك الرجل المحظوظ الذي أحب عالم القراءة ودخل فيه بكل قوته، لأن أجمل ضفيرة ذهبية رآها في حياته، كانت تتراقص على ظهر فتاة تبيع له الكتب وهو لايزال في الخامسة عشر من عمره، كل ما أعرفه، أنه من كثرة حبي لتلك الضفيرة، صرتُ أبذل جهدًا خرافيًا لأحصل على الجنيهات القليلة التي أشتري بها كل الكتب المتاحة في فاترينة المكتبة، ولأشتري "أشرطة الكاسيت" التي تبيع ألبومات محمد منير وعلي الحجار، وحميد الشاعري، من تلك الفتاة اشتريت ديوان "هي أغنية" للشاعر الفلسطيني محمود درويش، وكنتُ أردد كالمجنون أجزاء من قصيدة "أنا العاشق السيء الحظ"، ثم صرتُ أخطف ما تطوله يدي من نقود لأشتري ساعات لن أحسب الوقت بها، ونظارات لن تحجب الشمس عن عيني، وأقلامًا لن أكتب بها، لقد كانت تلك المكتبة المتواضعة تبيعُ ثقافة هذا الزمان البعيد.

كل ما أعرفه عن تلك الفتاة ـ التي لا أذكر حتى اسمها ـ أنها تركت أثرًا عظيمًا في حياتي، يكفي أنني في هذه السن الصغيرة، وبسبب هذه الضفيرة الذهبية البراقة، تمنيتُ أن أكبر فورًا لكي أتزوج فتاتي، وأن أكتب شعرًا جميلًا يضيء جبين فتاتي، وأن أكون صحفيًا لكي أكتب عن شقاء فتاتي، التي سرعان ما باتت تمثل شريحة من بائعات الكتب اللائي صادفتهن في حياتي، وبعد خمسة وثلاثين عامًا، أستطيع أن أقول الآن، بمنتهى الشجاعة، أنني مدين بكل شيء تقريبًا لبائعة الكتب الصغيرة تلك، ذات الضفيرة الذهبية، التي تتحرك فوق كتفين صغيرين كسفينة تلوّح للعابرين.

لو كنتُ مسؤولًا عن إضاءة الأنوار الثقافية في هذه البلاد التي يجهض الجهل ثوراتها على مر العصور، كنتُ سأنتقي البنات الجميلات والشباب اليافعين، لكي يبيعوا الكتب للجمهور، ولكي تنعقدَ الصلة أخيرًا بين الجمال والوعي، بين المتعة والإدراك، بين الثقافة والجنس، وهو ما يحدث بالضبط في كل بلاد العالم المتحضِّر، لكنه لا يحصل إلا نادرًا في بلاد تبعثر الصحراء حضارتها، وترمي بأجمل شبابها إلى الجحيم.. أقصد الجهل.

 

قد يهمك ايضا
شبكة القراءة في المغرب تُطلق مسابقة للشباب والتلاميذ المتميزين

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

تشكيلية سعودية تدعو إلى إعادة اكتشاف"المنمنمات" والزخرفة النباتية
ناشرون عرب يضعون خطة للرهان على الكتاب الإلكتروني بعد…
الشاعرة المغربية إمهاء المكاوي تتحدث عن مسيرتها الكتابية والبدايات
قرابة نصف الشباب المغربي يعيشون في منازل خالية من…
صاحبة "نوبل الأدب" تؤكّد أنها لا تعرف ما يعنيه…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة