الرئيسية » تحقيقات

مدريد - الدار البيضاء اليوم

تظاهَر الآلاف من سكان إقليم كتالونيا، لليوم الخامس على التوالي، تأكيدا على مطالبهم بالاستقلال عن إسبانيا، مما أدّى إلى اشتباكات مع الشرطة، وشهدت الاحتجاجات إشعال الحرائق كما حاول المتظاهرون اقتحام المكاتب الحكومية في برشلونة، عاصمة الإقليم، واندلعت الاحتجاجات غضبا من حكم أصدرته محكمة إسبانية، الإثنين، بالسجن على تسعة زعماء انفصاليين من كتالونيا.

وقال ميريتسيل بودو، المتحدث باسم الحكومة الإقليمية في كتالونيا، إنهم يشعرون بالتعاطف مع المتظاهرين ويتفهمون غضبهم، لكن السلطات الإسبانية أعلنت أيضا أنها تسعى إلى معرفة من يقف وراء تلك الاحتجاجات، حسب "بي بي سي".

حكاية إقليم كتالونيا
لإقليم كتالونيا تاريخ طويل من القمع والاضطهاد على يد الأغلبية الإسبانية ومن المحاولات المتكررة للتخلص من سيطرة الحكومة المركزية في مدريد ونيل أكبر قدر ممكن من الاستقلالية على مدى قرون عديدة، لكن كتالونيا شهدت في القرن العشرين أكبر حملة قمع واضطهاد على مدى عدة عقود حتى وصل عدد الكتلانيين الذين فروا من بلادهم إلى مئات الآلاف ولم يعودوا إلى موطنهم الأصلي أبدا.
تمكنت كتالونيا في بداية القرن العشرين من تحقيق وحدتها الإدارية ودرجة معينة من الحكم الذاتي. سعى رئيس الحكومة المحلية أريك برات دي لا ريبا إلى إقامة هيكل إداري للتنسيق بين المقاطعات الأربع التي يتشكل منها الإقليم إلى أن تمكن من تحقيق ذلك عام 1914، لكن الحاكم الإسباني المستبد بريمو دي ريفيرا ألغى هذه الإدارة عام 1925 وتعرض القوميون الجمهوريون واللغة الكتلانية والحركة العمالية (الفوضويون والشيوعيون تحديدا) لقمع واسع خلال عهد ريفيرا.

جمهورية عاشت يومين
جرت عام 1934 انتخابات محلية وحقق الحزب الجمهوري اليساري الكتلاني والمعروف باسم (ESQUERRA REPUBLICANA DE CATALUNYA) فوزا كبيرا وأعلن زعيم الحزب فرانسيسك ماسيا، عن إقامة جمهورية كتالونيا، لكن الجمهورية لم تعمر طويلا فقد وافق بعد ثلاثة أيام على الانضمام إلى الجمهورية الإسبانية الحديثة الولادة مع احتفاظها بنوع من الحكم الذاتي. وبعد الإعلان عن الجمهورية فر الملك الفونسو الثامن من البلاد وعاش في المنفى.
عام 1936 قاد الجنرال فرانكو انطلاقا من الأراضي المغربية تمردا عسكريا ضد الجمهورية الحديثة الولادة بمساعدة ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية بهدف الإطاحة بالجمهورية.
وكان الجمهوريون الذين فازوا في الانتخابات المحلية قبل أشهر قليلة هم الذين يحكمون في كتالونيا وبقية الأقاليم.
تحول تمرد فرانكو إلى حرب أهلية شاملة استمرت من 1936 إلى عام 1939 وخلفت مئات آلاف القتلى والمنفيين. وشهدت المدن الإسبانية دمارا واسعا نتيجة قصف الطائرات الألمانية والإيطالية للمدن التي كان يسيطر عليها الجمهوريون وهو الدمار الذي خلده الفنان العالمي بابلو بيكاسو عبر لوحته الشهيرة "غيورنيكا" التي تصور الدمار الذي لحق بهذه البلدة في إقليم الباسك.
وشهدت كتالونيا واحدة من أشرس معارك الحرب الأهلية وهي معركة نهر "ايبرو" التي قتل فيها 15 ألف من الجمهوريين. وأسفرت الحرب الأهلية عن مقتل 50 ألف من الكتلانيين.
وبسقوط الجمهورية في شهر فبراير/شباط 1939 فر من البلاد نصف مليون شخص بينهم 200 ألف كتلاني هربا من القمع وللنجاة بحياتهم. نفذت قوات فرانكو عام 1940 عملية إعدام ميداني بإطلاق الرصاص على رئيس حكومة جمهورية كتالونيا المنتخب لويس كومبانس الذي سلمته مخابرات هتلر لحكومة فرانكو بعد إلقاء القبض عليه في فرنسا.

ديكتاتورية لأربعة عقود
وفرض الجنرال فرانكو على البلاد نظاما ديكتاتوريا لمدة 4 عقود حيث منع الأحزاب وحرم الناس من أبسط الحقوق. لكن تعامل فرانكو مع كاتالونيا كان أكثر قسوة حيث ألغى الحكم الذاتي ومنع اللغة الكاتلانية وجميع الرموز الخاصة بكاتالونيا في المدراس والكتب والحياة العامة.
وشهدت كتالونيا إعدام 4 آلاف معارض لحكم فرانكو خلال الفترة ما بين 1938 إلى 1953.
مات فرانكو عام 1975 ودخلت اسبانيا مرحلة التحول الديمقراطي ونشطت الأحزاب السياسية في كتالونيا حيث شهدت برشلونة عام 1977 مظاهرة ضخمة شارك فيها مليون شخص مطالبين بالحرية وباصدار عفو عن المعارضين السياسيين و منح الحكم الذاتي للاقليم.

وعاد رئيس الحكومة المحلية لكتالونيا في المنفى خوسيه تاراديلاس إلى كتالونيا عام 1977 وأعلن عن عودة الحكم المحلي الذي يشمل كتالونيا وفالنسيا وشكّل حكومة مؤقتة.

يذكر أنه كانت هناك حكومة كتالونية في المنفى وكان مقرها في فرنسا طيلة فترة حكم الجنرال فرانكو حتى عام 1977..

قد يهمك أيضا :
انسحاب أميركا يغير مواقف المتحاربين وروسيا ترسم "خطوط التماس"

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

روسيا تعتقل مدير محطة زابوريجيا النووية والوكالة الذرية تطلب…
الكشف عن ثروة ترامب عقب قضية التهرب الضريبي
فرض عقوبات على 10 أشخاص وكيانين إيرانيين بسبب أنشطة…
طالبان تطالب إسلام آباد بوقف عبور الطائرات الأميركية مجالها…
الأرشيف الوطني الأميركي يكشف احتفاظ ترمب بـ700 وثيقة سرية…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة