الرئيسية » في الأخبار أيضا
مدينة العيون عاصمة الصحراء المغربية

الرباط - كمال العلمي

لم يكد يكمل وزير خارجية بيرو، ميغيل أنخيل رودريغيث ماكاي، شهرين في منصبه حتى غادره؛ في خطوة يرجَّح أنه أقدم عليها إثر خلافات بين رئيس البلاد ورئيس جهاز دبلوماسيته، دفعت بالأخير إلى الاستقالة.ويأتي هذا في ظل حديث وسائل إعلام محلية عن علاقة مباشرة لقرار استقالة ماكاي بـ”عدم التفاهم بينهما حول قطع العلاقات مع جبهة البوليساريو واعتراف خارجية بيرو في منتصف غشت الماضي بالوحدة الترابية للمملكة المغربية”، التي لم تتأخر حينها في الرد عبر بلاغ رسمي لوزارة الخارجية تضمن “تقدير وإشادة المغرب بالقرار البيروفي، الذي يفتح صفحة جديدة في العلاقات مع هذا البلد الصديق”.

مغادرة رئيس الدبلوماسية في بيرو منصبه في وقت وجيز تطرح تساؤلات وتحديات؛ ليس فقط على الصعيد الداخلي للبلد الذي يعيش أوضاعا سياسية غير مستقرة منذ فترة، بل أيضا في ما يتعلق بسؤال فقدان المغرب، باستقالة وزير خارجية بيرو، “صديقا مقربا” كان داعما بقوة للرباط في ملف الصحراء المغربية؛ وكذا الارتدادات المحتملة على اصطفافات دول منطقة أمريكا الجنوبية التي مازال بعضها يتخذ مواقف “ضبابية” في القضية الوطنية الأولى للمملكة.

سياقات الاستقالة
عبد العالي باروكي، أستاذ الدراسات الإسبانية والأمريكية اللاتينية بجامعة محمد الخامس بالرباط، شدد أولا على أنه “يجب ألا يُفهم قرار وزير الخارجية البيروفي ميغيل أنخيل رودريغيث ماكاي على أنه إقالة، بل إن الأمر يتعلق فعلا باستقالة”، معددا، في الصدد ذاته، ملاحظات تُسعف في فهم القرار وخلفياته، أبرزها أنه “لا يجب ربط استقالته فقط بقضية سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية، لأنه لو كان الأمر كذلك لكانت ردة فعل من رئيس بيرو منذ إعلان وزير الخارجية القرار في غشت الفائت”.

من جهة أخرى، يردف الأستاذ الجامعي ذاته في إفادته بأن “هناك مجموعة قضايا مرتبطة بالسياسة الخارجية لبيرو، حسب تصريح السيد ماكاي جاء لتصحيحها”، مبرزا أنها “ذات علاقة بالخصوص باتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار التي لا تنتمي إليها جمهورية بيرو؛ والاتفاقيات البيئية، مثل اتفاقية إسكاثو، ثم مسألة سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية الذي انتقده حزب ‘بيرو حرة'”.ولفت باروكي الانتباه إلى أن “رئيس بيرو الحالي كاستيو يواجه مشاكل جمة على مستوى حقيبة الخارجية”؛ مؤكدا أنه “خلال 14 شهرا فقط على توليه منصب الرئاسة نجد أن ماكاي هو رابع وزير خارجية يتولى هذه الحقيبة”، واصفا الأمر بـ”غير الطبيعي”.

مخاطَب حكيم
نبيل دريوش، إعلامي مغربي مختص في الشأن اللاتيني-الإيبيري، اعتبر مغادرة وزير الخارجية البيروفي رودريغيث مكاي لمنصبه بعد شهر وأربعة أيام فقط من تنصيبه “جزءا من تخبط عام وأزمة سياسية عميقة يعيشها هذا البلد الأميركو-لاتيني، بسبب استفراد الرئيس بيدرو كاستيو بالقرارات وعناده ومجيئه بالرأي ونقيضه واتجاهه إلى نهج سياسات شعبوية”.

وأوضح الإعلامي المتابع لقضايا البلدان اللاتينية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “مغادرة ماكاي منصبه بهذه السرعة تكشف عن أخلاق الرجل الذي قال منذ اليوم الأول إنه جاء لتصحيح أخطاء السياسة الخارجية البيروفية”، مؤكدا أنه “تحمل مسؤوليته بكل شجاعة عندما اصطدم مع الرئيس حول نقطتين أساسيتيْن هما الاعتراف بجمهورية البوليساريو الوهمية والانتماء إلى الاتفاقية الدولية للحدود البحرية”.

“سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية للبوليساريو ودعم خطة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية كان جزءا من تصحيح هذه الأخطاء”، يردف دريوش، قبل أن يضيف مستدركا: “لكن الرئيس كاستيلو ينتمي عَقديا إلى منتدى ساو باولو اليساري المتطرف، الذي يعد رئيس كولومبيا سنتياغو بيترو أحد أعمدته الكبرى”، غيْرَ مستبعد تأثيرا محتملا لهذا الأخير ومحيطه في هذا الموضوع.

ولفت المتحدث ذاته إلى أنه “بذهاب مكاي، فعلا، خسِر المغرب مُخاطَباً حكيما ومتزنا وبرؤية واقعية للسياسة الخارجية”، وزاد: “إلا أن للمغرب الكثير من الأصدقاء والحكماء داخل بيرو”، معتقدا أن “متابعة رئيس بيرو بملفات فساد ثقيلة أمام القضاء وتعمق الأزمة السياسية؛ إذ إن الحكومات والوزراء باتوا لا يعمرون أكثر من أسابيع أو شهور قليلة، وكذلك كونه رئيس لا يحظى بدعم الدولة العميقة بالبلاد، وتأجج احتجاجات الشارع بين الفينة والأخرى بسبب الغلاء والتضخم؛ كلها عوامل لن تُبقيه في سلطة البلاد لمدة طويلة”.وختم الإعلامي المغربي المختص في الشأن الإيبيري اللاتيني تصريحه قائلا: “أكيد أنه برحيله سيتم تصحيح المسار؛ فالمشكلة اليوم ليست مع بيرو، وإنما مع رئيس بفكر يساري متطرف ينتمي إلى موجة يسارية متشددة تجتاح مراكز السلطة بأميركا اللاتينية، لكنها لن تستمر لسنوات طويلة”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

مشروع فلاحي ضخم بآلاف الهكتارات قريباً في الصحراء المغربية

المملكة الأردنية تُجدد موقفها من قضية الصحراء المغربية

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

سانشيز يرد على رسالة المغرب إلى الأمم المتحدة حول…
وزير الداخلية الإسباني يؤكد أن المغرب شريك مُخلص نقيم…
البحرين تُجدد موقفها “الثابت” الداعم للوحدة الترابية للمغرب
البرلمان المغربي يٌطالب بـ"اللباس الوطني" أمام الملك
عقد برنامج جديد بين الدولة والصندوق المغربي للتقاعد

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة