الرئيسية » الحوارات الفنية
الفنانة نادين نجيم

بيروت- الدار البيضاء

تغلب الأم في نادين نسيب نجيم النساء الأخريات داخلها. تؤكد المؤكد في لقائها مع منى الشاذلي، بإعلاء صوت الأمومة على الأصوات الأخرى، تحديداً أصوات النشاز. المرأة الناجية من علاقة مسدودة، كبئر عميقة من الأسرار والظلمات، وحدها تقرر ما سيطفو من هذه الألغاز الشخصية. ترمي طعماً لتُسكت الأسماك الجائعة في أعماقها، الراغبة في البوح والتخلّص من الصمت الثقيل. تتعلّم لجمها للإبقاء على نموذج الأم المثالية في عيون ولديها، كنزيها.

تحرّك نادين الأم بيادقها على رقعة ملتهبة، لا مكان فيها للمرأة الخاسرة. تعبُر الأسوار الشاهقة ما بين الضعف والقوة، بظهر يعتاد على الطعنات وعلى الشفاء منها. المرأة القوية لا تكذب في مشاعرها، بل تُحسن ترتيبها ووضعها على الرفوف المناسبة. نادين نجيم قوية لحملها الكثير وتحمّلها إخراج القليل. فوسط الضجيج، تتخذ قرار اختيار الجوانب الهادئة؛ ووسط المعارك، تميل إلى استراحة المحارب. دائماً من أجلهما. تكرر اسميهما كدندنة أغنية: «هافن وجوفاني». من أجل ألا يقال: أمّكما أساءت إلى سمعة العائلة. الأمومة تضحيات باهظة.

اعترفت لمنى الشاذلي أنّ الطلاق كان قاسياً. وهي، خلال تصوير «خمسة ونص»، سكنها التخبّط النفسي وطاردتها الأسئلة الصعبة. لكنها بعد نيله، نبت لها جناحان فحلّقت. في «عشرين عشرين»، لمع ضوء الحرية؛ وفي «صالون زهرة» شعرت بزخم المشاعر. كأنها في خلّاط كهربائي يعمل بسرعة هائلة لإصدار الطاقة الإيجابية وإرادة الإقبال على الحياة. أحسّت بثقل يتساقط فيمنحها خفّة تنتظرها. كانت «زهرة» نقطة تحوّل في كيانها المهزوز - المتماسك. تخبر مُحاورتها أنها في يومياتها لا تكشف دائماً وجهها الميّال إلى الدعابة. فإذا بهذه الشخصية تخوّلها الإحساس بالارتفاع. أو الاسترخاء على موجة والبحر في لحظة صفاء مذهلة.

ترتاح النجمة اللبنانية في ضيافة أهل مصر. تتفهّم حلقة «معكم منى الشاذلي» على قناة «سي بي سي» رغبتها في الإبقاء على بعض أبوابها مقفلة، مقابل حاجة ملحّة أخرى هي الفضفضة المنضبطة. تحرص الضيفة على ألا يفلت منها ما تريد الاحتفاظ به لنفسها. تمرر العتب من تحت الأبواب الموصدة نفسها. وتقول للناس إنّ الحقيقة قد تخلط الأوراق لمصلحتها، لكن ما النفع؟ ماذا ستجني من «فضح» المستور سوى مزيد من الأصابع الموجّهة نحو ولديها؟ والمزيد من خدش الطفولة. ومن الأذية وانتهاك السلام الداخلي.

ظلّت تضحك طوال الحلقة، حتى في عزّ الكلام عن الآلام والمعارك. أرادت إطلالة تنتصر للفرح على الأسى، وترد الاعتبار للجراح غير الملتئمة. بتعاطف إنساني، تدير منى الشاذلي الحوار. وكلما سألت عن جانب مُعذّب، تلقّت جواباً يرفض الشفقة. فنادين نجيم لا تجيب فقط عن نفسها. تتحدث باسم ولديها وتجيب باسمهما أيضاً. عانيا من الانفصال والتنقّل بين الأم والأب، فلن تزيد إلى المعاناة تصريحات أم غير ناضجة. بجملة، ترسم طريقها: «أنا أقرر سعادتي ومستقبلي. سأعيش وولدَي سعداء رغماً عن الجميع».

تبكي في الليالي ولا يلمح أحد دمعها. تملك شجاعة الاعتراف بقسوة الأيام على صبيّة دخلت باكراً عالماً يفوق عمرها، منذ انتخابها ملكة جمال لبنان عام 2004. إلى درب التمثيل بنوره وعتمته. تجعل النجاح قراراً شخصياً لا يرتبط بالآخرين ولا يتّكئ على سند. 17 عاماً مرّت على حدث تتويجها على عرش الجمال اللبناني، فكم تغيّرت هذه الصبية، بشيء من شكلها وبكثير من شدّ عودها!

بلطفها الرقيق، توجّه منى الشاذلي تحية من مصر إلى لبنان، مع حسرتنا جميعاً: «تستحق الأفضل»، على عفوية المصريين في تأنيث هذا البلد المفتّت. تُعامل نجمته بنبل مَن يصفّق لنجاحات الآخرين كدليل قوة وثقة. تسألها عن التقليل من حجم وجعها، كأن يقال: ماذا ينقصها؟ لديها المال والجمال والشهرة والنجاح ونعمة الأمومة؟ «أنا كتومة»، تجيبها: «فلو تكلّمتُ عن آلامي، لملأتُ كتاباً بأكمله، لكنني لا أفضّل الكتب المفتوحة».

تربّت على أنّ المنازل أسرار، ونشر الغسيل لا يليق بقيم العائلة. مرّت نجاحاتها أمامها بريبورتاج يختصر السنوات، بالأدوار والشخصيات والنضج من دور إلى شخصية. وتجلّى حسّها الفكاهي في الإضحاك والتقليد الكوميدي. كانت كل الضحك النازف دفعة واحدة.

ليت ذلك اليوم لم يغيّرنا إلى الأبد. تصيب الصدمة منى الشاذلي، وضيفتها تخبرها أنّ 400 قطبة قد غرزت جسدها بعد الانفجار، والجراحة استمرت لسبع ساعات، خرجت منها برجاء ألا تفقد بصرها. تتدمّر المنازل وتحلّ الخسائر المادية، لكنها تُعوّض. ندوب النفس لا تتزحزح بسهولة من أماكنها. يتجاوب وجه نادين نجيم بإزعاج مع صوت الزلزال الذي عصف ببيروت مساء الرابع من أغسطس (آب)، والبرنامج يستعيد بعض صوره المقززة وصعقة لحظاته الأولى. تشاء ألا تتذكر، برغم رحمة الله التي مسحت ذاكرتها حين فقدت وعيها، فجنّبتها «تروما» المشهديات المرعبة.

خشيت أن يخاف ولداها منها. لكنهما يبصران أماً تحبّهما بروحها وقلبها. تصبح الأشكال عابرة، حين يتعلق الأمر بالحب الصادق. وهو نادر، لا تجيده سوى قلة. غناؤها «آه لو لعبت يا زهر» في ختام الحلقة، تحية للمرأة الراقصة على جراحها.

قد يهمك ايضا

نادين نسيب نجيم تكشف عن أفضل مشاهدها في مسلسلها "2020

الفنانة اللبنانية نادين نسيب نجيم تكشف عن إصابة شقيقها بفيروس "كورونا"

  

 

   
View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

إلهام شاهين تكشف عن أعمالها المقبلة وتتحدث عن قرار…
سعد لمجرد يُؤكد أن غيثة العلاكي أكثر من وقف…
دُرَّة تبدأ بروفات أولى أعمالها المسرحية في مصر وتنتظر…
نادية الجندي تكشف عن تفاصيل حياتها الفنية والشخصية وعلاقتها…
باسم سمرة يُهاجم أحمد السقا ويكشف تفاصيل حياته الفنية…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة