القاهرة ـ وكالات
يصدر قريباً للروائي الكبير فؤاد قنديل، أحدث إبداعاته الأدبية، رواية "موسم العنف الجميل". ويقول قنديل عن روايته الجديدة: "تلك الرواية قاومت كتابتها عشر سنوات ، لكنها منعتني أن أكتب غيرها وأصرت على ملاحقتي، إلى أن احترمت رغبتها أو أردت إزاحتها من طريقي ، لكن المؤكد أني كنت منتشيا بما جري في أكتوبر 73، وما كان باستطاعتي أن أتجاهل ذلك الإبداع العسكري والعلمي الذي شكل ملحمة التحرير، خاصة أنني خرجت في مظاهرات عامي 71 ،72 مع جماهير الشعب المطالبة باستعادة سيناء مهما كانت العقبات". أضاف: "هذه الرواية جديرة أن تدرس قصة الحرب التي اندلعت ظهر السادس من أكتوبر لما بها من علم وخطط وتمويه واندفاع وتضحية واستبسال مشتعل بالرغبة الحميمة لاستعادة الوطن والكرامة والشرف، وقد حاولت في روايتي الإمساك بلحظات نادرة من عشق الأوطان الذي تبلور في هذا العنف الجميل". وتنتهج الرواية أسلوباً مميزاً بتصويرها ما يجري على ضفتي القناة قبل وأثناء الحرب المفاجئة للجميع، من خلال مشاعر ومواقف لشخصيات مصرية وإسرائيلية تذوق مرارة الانتظار وعذابات الرغبة في الانتصار، وقد تحمست للكتابة بعد أن وقعت على شريط كاسيت لجندي إسرائيلي يحتل موقعه على القناة داخل تحصينات لا تؤثر فيها الصواريخ ، ما إن بدأ الجندي يسجل رسالة لأسرته حتى داهمته النيران فنسي الشريط ومضي يصرخ في قادته واصفا اجتياح المصريين الذين لا يحفلون بملاحقة الطائرات لهم والرصاص الذي ينصب على أجسادهم ومطالبا بسرعة وصول الدعم وهو يقول: "أغيثونا .. الآلاف من المجانين يحصدوننا برشاشاتهم وقد سقط الأطباء من الإجهاد.الدبابات لم تصل كما وعدتم ، وما وصلنا منها يضرب في الأماكن الخطأ". قنديل هو روائي من نوع خاص كما قال عنه بعض النقاد، يقترب من السبعين، عمل منذ الستينيات باستديو مصر، ثم انتقل إلى الثقافة الجماهيرية، درس الفلسفة وعلم النفس بالجامعة، يميل في معظم أعماله للواقعية السحرية والفانتازيا والرمزية، وأغلب أعماله تسعي بدأب للكشف عن المستور والغوص خلف المجهول من حياتنا بلغة شعرية قادرة على التصوير وإشاعة حالة من الجمال والثورة، وأثري المكتبة العربية بنحو خمسين كتابا في القصة والرواية والدراسات وأدب الطفل، وما زال يطالعنا بالجديد من إبداعاته القصصية التي نال عنها الكثير من الجوائز، آخرها جائزة الدولة للتفوق في الآداب، وجائزة الدولة التقديرية ثم جائزة الطيب صالح، وقد حصل سبعة من الباحثين على رسائل الماجستير والدكتوراة عن أدبه وفنه الروائي. يذكر أن قنديل أصدر في مجال القصة القصيرة اثنتي عشرة مجموعة ، منها : كلام الليل . عسل الشمس . زهرة البستان . الغندورة . رائحة الوداع .حدثني عن البنات . وفي الرواية أصدر ثماني عشرة رواية ، منها : السقف. الناب الأزرق . عصر واوا . حكمة العائلة المجنونة . كسبان حتة . أبق الباب مفتوحا .قبلة الحياة . رجل الغابة الوحيد بالإضافة إلي"المفتون" وهي سيرة ذاتية من ثلاثة أجزاء صدر منها جزءان .