الدار البيضاء - سناء الإدريسي
كشف تقرير جديد للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، عن الوضع المأساوي للتعليم بالمغرب، التقرير التحليلي لـ"تطبيق الميثاق الوطني للتربية والتكوين 2000-2013″، شخص واقع هذه المنظومة بمختلف مستوياتها، من التعليم الأولي إلى التعليم الجامعي، انطلاقا من دراسات أعدتها الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي ودراسات أخرى وطنية ودولية.
خلاصات التقرير أوضحت أنه فيما يخص تمدرس الأطفال، يوجد تباين في أعمار المتمدرسين، يكشف عن تأخر في ولوج التعليم الابتدائي. أما التعليم الإعدادي فلم يرق بعد إلى المستوى المطلوب حيث بلغ تمدرس أطفال الفئة العمرية ما بين 12 و14 سنة خلال 2012 نسبة 86 بالمائة، إلا أن نسبة تمدرس هذه الفئة في السلك الإعدادي تظل محدودة، ذلك أن 85 بالمائة فقط من هذه الفئة هم الذين ولجوا الإعدادي خلال السنة ذاتها، علما أن أكثر من الربع، أي 28 بالمائة من هؤلاء الأطفال، ما زالوا يتابعون دراستهم في التعليم الابتدائي، وهو ما يعني استمرار التأخر الدراسي وارتفاع نسبته تدريجيا مع ارتفاع نسبة تمدرس هذه الفئة العمرية.
وفيما يتعلق بالتعليم الجامعي، شهد عدد طلاب الجامعات ارتفاعا كبيرا خلال 13 سنة الأخيرة، بمعدل انتقل من 261 ألف و 629 إلى 543 ألف و419 طالب وطالبة، وتحظى المسالك ذات الاستقطاب المفتوح بأكبر نسبة من هذا التدفق الكبير، فهي تمثل اليوم 86,7 بالمائة من مجموع أعداد طلبة التعليم العالي، ويسجل التزايد الملحوظ في أعداد الطلبة المسجلين بالمسالك ذات الاستقطاب المحدود، إذ انتقلت من 8,7 بالمائة سنة 2001 إلى 15,4 بالمائة سنة 2013.
نقطة مهمة وقف عليها التقرير تتمثل في كون أعداد هامة من الطلبة يغادرون الجامعة دون الحصول على شهادة، و توقعات البرنامج الاستعجالي الهادف إلى تحقيق نسبة 69 بالمائة من الحاصلين على شهادة جامعية ضمن فوج 2009-2010 لم تتحقق.
التقرير لم يغفل في مضامينه تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يمثلون الفئة الأكثر هشاشة والأكثر تعرضا للإقصاء من المدرسة، والذين يبلغ عددهم من الفئة العمرية 6 إلى 11 السنة 38 ألف طفل وطفلة، تصل نسبة تمدرسهم إلى 34 بالمائة على المستوى الوطني، 26 بالمائة منها تنتشر بالوسط الحضري، و42 بالمائة بالوسط القروي. وأشار نفس التقرير إلى أن تمدرس هذه الفئة من الأطفال داخل التعليم الإلزامي بالنظام المدرسي الرسمي يظل ضعيفا جدا، ذلك أنه في سنة 2013، لم يستقبل سوى 4501 طفل وطفلة في وضعية إعاقة بالتعليم الابتدائي والإعدادي، 3690 منهم تقل أعمارهم عن 15 سنة.