دمشق - جورج الشامي
أعلن لواء الإسلام التابع لقوى المعارضة السورية المسلحة ، عن حظر جوي كامل فوق سماء الغوطة الشرقية بعد اغتنامه منظومة دفاع "الأوسا" روسية من القوات الحكومية في غوطة دمشق الشرقية، فيما قصفت قوات الحكومة منطقة المطاحن على طريق مطار دمشق الدولي بصواريخ أرض-أرض وبالمدفعية الثقيلة، بينما أفاد ناشطون عن"توجه رتل عسكري من مطار
المزة العسكري إلى مدخل مدينة داريا الشرقي" ورجح ناشطون أن "تكون هذه التحضيرات بداية لهجوم شامل على المدينة". وفي ريف حلب (في الشمال) تحاول القوات النظامية بكل قوتها استعادة "خان العسل" من المعارضة. من جهتها أعلنت مجموعة من الألوية والكتائب العسكرية المقاتلة في جبل الزاوية في محافظة إدلب، والمنضوية تحت اسم "أحرار الزاوية" اليوم حالة الاستنفار العام لجميع التشكيلات المقاتلة في الجبل.
في التفاصيل ، فقد أعلن لواء الإسلام التابع لقوى المعارضة السورية المسلحة عن حظر جوي كامل فوق سماء الغوطة الشرقية، وذلك ليس بمساعدة أوروبية ولا بمساعدة دول عربية، بل من خلال امتلاك مقاتلي اللواء منظومة دفاع "الأوسا" روسية الصنع والتي اغتنمها اللواء من إحدى كتائب الدفاع الجوي التابع لقوات الحكومة في غوطة دمشق الشرقية.
وكان النقيب إسلام علوش المتحدث باسم لواء الإسلام أعلن عن اسقاط طائرة حربية باستخدام المنظومة الروسية، وقال "أن مقاتلي اللواء قاموا بصيانة وتجهيز واعداد عربات "الأوسا" المغتنمة أصلا من الحكومة، وكانت مهمة المهندسين المتواجدين في اللواء تحديث واستخدام هذه المنظومة في الحرب ضد السلاح الجوي الحكومي".
ويقول النقيب إسلام "أن المقاتلين استخدموا المنظومة الدفاعية بغاية البراعة والدقة، وأن الجيش الحر يعلن منطقة "الغوطة الشرقية" منطقة حظر جوي يُحرّم على طائرات الحكومة التحليق فوق سمائها، وأنه في الأيام المقبلة سوف نعلن عن تشغيلنا لباقي العربات والمنظومات التي سيطرنا عليها، ونتعهد بأنه ستكون دمشق وسوريا بشكل كامل هي منطقة حظر جوي يُمنع فيها تحليق طائرات الحكومة".
من جهة أخرى قصفت قوات الجيش السوري اليوم منطقة المطاحن على طريق مطار دمشق الدولي بصواريخ أرض-أرض وبالمدفعية الثقيلة ، تزامناً مع تواجد الكثير من المدنيين ممن يحاولون الحصول على الطحين، ما أدّى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح.
وتركّز القصف على المطاحن ومحيطها بعد سيطرة الجيش السوري الحر عليها منذ أيام، حيث توجهت مدفعية مطار دمشق الدولي وفوج حفير إلى المنطقة لتقصف بشكل عشوائي، بينما لم تشهد المنطقة أية اشتباكات مباشرة على الأرض.
ومن جانب آخر استهدفت قذائف الهاون منطقة المليحة في الغوطة الشرقية، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة آخرين بجروح.
ولفت مصدر من لواء "أبو ذر الغفاري" إلى "أنّ تقدّماً لقوات المعارضة قد سُجّل من خلال السيطرة على مناطق جديدة عدّة في بلدتي الدير سلمان والزمانية، إضافة إلى استكمال السيطرة على معمل المعكرونة فضلاً عن الجسر الخامس و مناطق أخرى على طريق مطار دمشق الدولي.
فيما أفاد ناشطون عن"توجه رتل عسكري من مطار المزة العسكري في دمشق، إلى مدخل مدينة داريا الشرقي مدعوماً بخمس دبابات وأربع عربات وخمس مدرعات وعدد كبير من سيارات وحافلات نقل جنود".
ورجح ناشطون أن "تكون هذه التحضيرات بداية لهجوم شامل على المدينة التي تتعرض لقصف من الدبابات المتمركزة على الحواجز المحيطة وكذلك من راجمات الصواريخ في جبال المعضمية".
وفي جنوب العاصمة تعرض مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين لقصف عنيف من قبل القوات النظامية. وأفاد ناشطون باستهداف المخيم بأكثر من 5 صواريخ وعشرات قذائف الهاون والمدفعية.
وبث ناشطون مقاطع فيديو على موقع "يوتيوب" تظهر تصاعد الدخان من الأبنية نتيجة القصف النظامي.
وتزامن ذلك مع اشتباكات على أطراف المخيم بين مقاتلي الجيش الحر وعناصر القوات النظامية المدعومة بمسلحي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة.
ويعاني المخيم من حصار شبه كامل من قبل القوات النظامية، ما تسبب بتدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية ولا سيما بسبب النقص الحاد في المستلزمات والكوادر الطبية.
وفي ريف دمشق، تواصل القصف براجمات الصواريخ على مدن وبلدات دير العصافير والغسولة ومعضمية الشام وداريا والزبداني وعلى معظم مناطق الغوطة الشرقية واشتباكات عنيفة في محيط مباني المطاحن بالغسولة، في حين تدور اشتباكات بين القوات الحكومية السورية ومقاتلي المعارضة الاربعاء على اطراف بلدة خان العسل في ريف حلب (شمال) التي تحاول القوات النظامية استعادتها من المعارضة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وسيطر مقاتلون معارضون على البلدة التي كانت أبرز المعاقل المتبقية لنظام الرئيس بشار الاسد في ريف حلب الغربي، في 22 تموز/يوليو بعد معارك عنيفة استغرقت اياما، وفقدت القوات النظامية فيها 150 عنصرا على الاقل بينهم 51 عنصرا اعدموا ميدانيا.
وذكر المرصد في بيان "تدور اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية عند اطراف بلدة خان العسل في محاولة من القوات النظامية لاعادة السيطرة على البلدة".
وفي 19 آذار/مارس، تبادل طرفا النزاع الاتهامات باطلاق صاروخ يحمل مواد كيميائية على خان العسل ما تسبب بمقتل نحو ثلاثين شخصا، مع ورود معلومات متضاربة حول حصيلة الضحايا.
وفي مدينة حلب، افاد المرصد عن تعرض عدة احياء "للقصف من قبل القوات النظامية عند منتصف ليل الثلاثاء - الاربعاء"، منها قاضي عسكر والصاخور ومساكن هنانو.
ونقلت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطة عن مصدر سوري كبير ان "حلب كانت ولا تزال على الدوام في مقدمة أجندة وأولويات القيادة السياسية والعسكرية السورية".
واكد المصدر ان حلب "ليست لقمة سائغة" مشيرا الى قدوم تعزيزات عسكرية "ستحسن شروط القتال بكل ما لهذه الكلمة من معنى".
وأفادت مصادر المعارضة السورية أن اشتباكات عنيفة اندلعت، الأربعاء، قرب مقرات عسكرية في مدينة حلب بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة المسلحة. فقد استهدف مقاتلو الجيش الحر الأكاديمية العسكرية في منطقة الحمدانية بحلب براجمات الصواريخ وقذائف الهاون وفقا لما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية.
كما ذكرت أن مقاتلي الجيش الحر شنوا هجوما على ثكنة هنانو العسكرية في حلب، ما أسفر عن اشتباكات مع القوات الحكومية.
وفي ريف حلب ذكر ناشطون أن حصيلة قصف القوات الحكومية على مسجد في عندان ارتفع إلى 9 قتلى إضافة إلى عشرات الجرحى.
وفي حمص، شهدت بلدات تلبيسة والغنطو قصفا بقذائف الهاون والمدفعية بالتزامن مع انفجارات هزت المنطقة.
واستمر القصف بقذائف الهاون على حي الوعر غربي المدينة وهو يعد أكبر تجمع للنازحين من مناطق حمص التي دمرت أجزاء كبيرة منها بالمواجهات.
من جهة أخرى قالت قناة "الدنيا" المقربة من الحكومة "إن الجيش السوري دمر عدد من أوكار وتجمعات الإرهابيين في أحياء القرابيص والورشة وباب هود".
واتاحت السيطرة على منطقة الخالدية من قبل قوات النظام المدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني، فصل المعاقل المتبقية للمعارضة في مدينة حمص، والمحاصرة منذ اكثر من عام، ما قد يمهد للسيطرة على كامل المدينة.
واليوم، افاد المرصد عن تعرض احياء باب هود وحمص القديمة والوعر لقصف من القوات النظامية.
وعلى الطرف الغربي للمدينة، افاد المرصد عن تعرض مصفاة حمص لتكرير النفط لسقوط "العديد من القذائف المجهولة المصدر عليها مما ادى الى اضرار مادية واصابة شخصين بجراح".
من جهتها، اتهمت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) "ارهابيين" بالوقوف خلف الهجوم، في اشارة الى مقاتلي المعارضة، مشيرة الى انه ادى الى اصابة عدد من العمال واضرار مادية.
وفي درعا، بث ناشطون فيديو قالوا إنه يكشف السيطرة على مستودعات للذخيرة داخل كتيبة النقل في منطقة اللجاة بريف درعا ولم يتسن لنا التأكد من صدقيته من مصدر مستقل.
وفي شمال غرب سوريا، افاد المرصد عن مقتل تسعة اشخاص بينهم خمسة اطفال وسيدتان "جراء القصف بالبراميل المتفجرة على قرية البارة" في منطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب مساء الثلاثاء.
من جهتها أعلنت مجموعة من الألوية والكتائب العسكرية المقاتلة في جبل الزاوية في محافظة إدلب، والمنضوية تحت اسم "أحرار الزاوية" اليوم حالة الاستنفار العام لجميع التشكيلات المقاتلة في الجبل، وبشكل خاص على جبهات الرامي وكفر شلايا وبسامس.
وبيّن البيان الصادر اليوم عن أحرار الزاوية بأن هذا الاستنفار يأتي بعد تكثيف القصف من قبل الجيش النظامي على جميع قرى وبلدات جبل الزاوية.
وكانت قرى جبل الزاوية قد تعرضت منذ الصباح الباكر لقصف جوّي عنيف وإلقاء براميل متفجّرة على عدة مناطق، بينما يشتد القصف المدفعي على جبل الأربعين وعلى قرى معرّة النعمان.
كما شهدت الأسابيع الماضية عدة مجازر نتجت عن استهداف قرى جبل الزاوية بالقصف الجوي والمدفعي، حيث سجّل سقوط أكثر من 100 قتيل خلال الأيام العشرة الماضية في قرى عدة من الجبل.
وتواصلت الاشتباكات العنيفة بين كتائب الجيش الحر والقوات الحكومية في قرى عدة بريف حماه الشرقي، وشهدت مدينة دير الزور قصفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على عدد من الأحياء المحررة بالمدينة، وفي الرقة دارت اشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية المتمركزة في الفرقة 17 شمال مدينة الرقة، تزامنا مع قصف قرى ناحية تل حميس بريف الحسكة بالمدفعية الثقيلة.