أبو ظبي - الدار البيضاء اليوم
حقق جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي إنجازًا عالميًا جديدًا يرسّخ مكانته كأحد أهم المعالم الثقافية والدينية في العالم، وذلك وفقًا لتقرير منصة "تريب أدفايزر" العالمية لعام 2025، المتخصصة في شؤون السفر والسياحة. فقد جاء الجامع في المرتبة الثامنة عالميًا ضمن فئة "أبرز معالم الجذب"، متقدمًا مركزين عن تصنيفه في العام السابق، وضمن أفضل 1% من بين أكثر من ثمانية ملايين معلم حول العالم. كما حافظ الجامع على المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط، في إنجاز يُعزز مكانته الدولية، ويؤكد دوره الريادي في تعزيز السياحة الثقافية والدينية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، جاء جامع الشيخ زايد الكبير في الفجيرة، وهو أحد الصروح التابعة لمركز جامع الشيخ زايد الكبير، ضمن أفضل 10% من المعالم في العالم، بحسب تقييمات المسافرين، في إنجاز لافت يُضاف إلى ريادة المركز، لا سيما وأن خدمة الزيارات في جامع الفجيرة لا تزال حديثة نسبياً، مما يعكس سرعة صعوده كوجهة ثقافية جديدة على خارطة السياحة الدولية.
ويُعد جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي نموذجًا فريدًا يتجاوز دوره كدار عبادة، ليقدم تجربة حضارية وثقافية متكاملة. فإلى جانب احتضانه للشعائر الدينية، يضطلع الجامع بدور مهم في نشر قيم التعايش والسلام والوئام التي تمثلها دولة الإمارات. وقد أصبح مقصدًا سياحيًا عالميًا يقصده ما يقارب 7 ملايين زائر ومصلٍّ سنويًا، يجمعهم احترام التنوع الثقافي والإنساني في رحابه الرحبة.
ومن بين أبرز مبادرات المركز، تأتي "قبة السلام"، الوجهة الثقافية الجديدة التي تُثري تجربة زوار الجامع. وتضم القبة متحف "نور وسلام"، وهو أول متحف من نوعه في المنطقة، يقدّم محتوى متنوعًا يجمع بين المعروضات الفنية والتاريخية والعلمية والأدبية. تشمل مقتنيات المتحف قطعًا نادرة مثل حزام الكعبة المشرفة، ودينار الخليفة عبد الملك بن مروان، والمصحف الأزرق، والأسطرلاب الأندلسي، وكل قطعة تحكي قصة حضارية فريدة، تُعرض بأساليب تفاعلية حديثة تجعل من الزيارة تجربة حسية بامتياز.
ومن خلال أقسامه المختلفة، يتيح المتحف للزوار خوض تجارب غامرة تضعهم في قلب أجواء المساجد الثلاثة المقدسة في الإسلام: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، وذلك عبر تقنيات صوتية وبصرية متقدمة تنقل الزائر روحانيًا إلى هذه الأماكن المقدسة. كما يُولي المتحف اهتمامًا خاصًا بجميع فئات الزوار، حيث يقدم برامج وتجارب مخصصة للأطفال والعائلات، إلى جانب محتوى علمي وثقافي يستهدف الباحثين والمهتمين بالشأن الحضاري.
وتضم قبة السلام أيضًا مكتبة متخصصة، ومسرحًا ثقافيًا، ومعارض دائمة ومؤقتة تسلط الضوء على حضارات إنسانية متنوعة، بالإضافة إلى "سوق الجامع" الذي يوفر تجربة تسوق وترفيه راقية، تشمل متاجر ومطاعم ومناطق مخصصة للعائلات. كما يتيح "ممشى الجامع الرياضي" لسكان المدينة وزوارها من مختلف الثقافات، ممارسة الرياضة وسط مشهد بانورامي للجامع، يعزز من مفهوم السياحة المتكاملة التي تجمع بين الثقافة والرفاهية.
يعمل المركز وفق استراتيجية متكاملة تُنفذها فرق متخصصة بكفاءة عالية، لتقديم تجارب ثقافية أصيلة تعكس روح التسامح والانفتاح الإماراتية. وتُعد الجولات الثقافية أحد أبرز أوجه هذه التجربة، حيث يقدمها مرشدون ثقافيون من أبناء الدولة، يعكسون من خلالها الوجه الحضاري لدولة الإمارات ويجسدون رسالتها في الحوار والانفتاح على العالم.
وقد أصبح الجامع وجهة رئيسة لكبار الشخصيات والزوار من خارج الدولة، حيث بلغت نسبة الزوار الدوليين 82% من إجمالي الضيوف. وواصل المركز خلال النصف الأول من عام 2025 تقديم تجارب مبتكرة أسهمت في زيادة عدد الزوار، من أبرزها الجولات العامة، وجولات "لمحات خفية من الجامع"، إضافة إلى الجولات الليلية "سُرى" التي تتيح للزوار الاستمتاع بالجامع على مدار 24 ساعة، خاصة لأولئك الذين يمرون بالإمارات خلال رحلات الترانزيت أو ممن لم يتسنّ لهم زيارة الموقع خلال ساعات الدوام الرسمية.
كما يقدّم المركز جهاز "الدِّلِيل"، وهو وسائط متعددة تتيح جولات ثقافية افتراضية بـ14 لغة عالمية، تشمل أيضًا لغة الإشارة لفئة الصم من أصحاب الهمم، إلى جانب جولات مخصصة للأطفال، في خطوة تعزز شمولية التجربة الثقافية التي يقدمها الجامع.
هذا التقدير الدولي الذي حققه جامع الشيخ زايد الكبير هو تتويج لرؤية ثقافية واضحة تبنتها دولة الإمارات، جعلت من أماكن العبادة منارات للتقارب والحوار، ومساحات ثقافية مفتوحة تتحدث إلى الإنسانية بلغة الجمال والسلام.
قد يهمك ايضا
وفد من قطاع السفر السعودي يستكشف المعالم السياحية المثيرة في أبوظبي