الرئيسية » آخر الأخبار الطبية
كورونا

واشنطن _الدار البيضاء اليوم

ساءل عبد الله حمودي الأستاذ بجامعة "برينستون" في الولايات المتحدة الأميركية، "أزمة كورونا" العالمية، إذ قدم مجموعة من التساؤلات ذات الصلة بعالم "ما بعد كورونا"، موردا أنه "يؤمن بالتساؤل قبل كل شيء، فمن غير مساءلة يبقى المجهول بدون جدوى".وقال حمودي، خلال ندوة نظمتها مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة، مساء الأحد، تحت عنوان: "سيناريوهات ما بعد كورونا.. وطنيا وعربيا وعالميا"، إن مداخلته تتمحور حول "تساؤلات "الما بعد" في موضوع "كورونا"، في إطار الموضوع العام للقاء الفكري".

وأضاف المفكر المغربي أن "الدخول في صلب الإشكالية يقتضي التمييز بين معنيين للسيناريو؛ فالأول يقصد به الخروج من الحجر الصحي الذي يطرح تساؤلات خطيرة، ذلك أن الخروج من الأزمات شيء يربك المجموعات البشرية والدول والفرق والمجموعات التي تسطر السياسات في جميع الميادين، لأن الخروج شيء صعب لا يخلو من مآزق وانزلاقات، أو من حلول سليمة تعيد الاطمئنان إلى النفوس والشعوب".

وأوضح الأستاذ الجامعي أنه يتخلى عن المعنى الأول، لكنه في الوقت نفسه يلفت إلى أنه حيوي، وله صلة بالمعنى الثاني الذي سيتطرق إليه، متسائلا: "ما هو المعنى الثاني للسيناريو؟ هل ستنتهي الأزمة لتفرز أوضاعا جديدة متجددة مع بعض القطيعة مع الماضي؟ كيف يمكن أن نفكر في التشكلات الجديدة للأشياء؟"، ثم استرسل: "هذا هو المعنى الذي أريد التركيز عليه بالتمييز بين المعنيين".

 

"أردت في المداخلة حصر 4 نقاط؛ فالأولى تتعلق بمشكل "الما بعد"؛ وهو مفهوم عويص جدا يطرح مشكل الزمان "الما قبل" و"الما بعد"، حيث تعرفون الخلفيات الفلسفية وغيرها لتصنيف "الما قبل" و"الما بعد"، إذ أريد ضمنيا التركيز على أن البعض يتضمن مفهوم القطيعة والفاصل"، بتعبيره، قبل أن يطرح تساؤلا إشكاليا جديدا مفاده: "هل أزمة كورونا اليوم سيتمخض عنها فاصل؟ فاصل بالمعنى الزمني، أي الفاصل الذي له علاقة بالشكل الذي يكتب فيه التاريخ، ويفكر في مسيرة التاريخ".

وزاد موضحا: "سنتحدث اليوم عما العمل؟ حيث أشير إلى أن الناس الذين كانوا يعيشون أواخر عصر الازدهار في التاريخ العربي الإسلامي، لم يشعروا أن القطيعة ستأتي، وقد سميت بالقطيعة بعد الأحداث؛ أي بعدما شعر الناس، وظهرت عمليا مسيرة التقهقر"، متسائلا من جديد في معرض مداخلته: "هل سيكون بعد؟ ولماذا نتحدث عن بعد؟ وكيف؟".ولفت حمودي إلى أن "الناس في محنة، وهي تحاول الاستشراف؛ لكن هل سيكون "الما بعد" إذا تفشت أمراض أخرى بعد تفشي كورونا؟ قد تكون ربما بداية أزمات أكبر، فأزمة كورونا مسبوقة وغير مسبوقة، ولا أريد الحديث أكثر عن طابعها غير المسبوق".

"بالنسبة إلى تفشي العدوى، فهو تفشٍ معولم وخطير نظرا إلى تبعاته، من وفيات وتصدع للاقتصاد العالمي وتصدع نسبي داخل الكيانات الوطنية والدول، فهي تفتح بابا كبيرا لا بد أن نسائله"، يردف المفكر المغربي الذي مضى بالقول: "الما بعد كفاصل تتمخض عنه أشياء جديدة أو سنرجع إلى ما كانت عليها الأشياء".وتطرق حمودي إلى نقطة أخرى تتعلق بالسوابق، مشيرا إلى "سابقة الوباء الكبير في الزمن الخلدوني، وسوابق أخرى في أوروبا أو أمريكا أو بلدنا، فمثال الوباء الكبير كان كتب عنه ابن خلدون، إذ تحدث عن تصدع الحِرف والمدينة وتفكك العصبيات وغيرها، وهي الجوانب المشابهة لتصدع الاقتصاد العالمي والاقتصادات الكبيرة".

وأبرز المتحدث أنه "لا بد من التحليل الذي يبحث عن التمايزات"، متسائلا: "ما هي؟"، قبل أن يشرح ذلك بتساؤل آخر: "في باب الوباء، ماذا وقع في المغرب الكبير والمشرق مقارنة مع كيانات البحر الأبيض المتوسط الذي نسميه اليوم بالغرب، لما تصدعت العصبيات والدول والمدن والأرزاق والحرف وتفككت العصبيات؟".ويرى الباحث أن "الوباء ربما أضعف المؤسسات مؤقتا في أوروبا، لكن نجحت في الانتعاش، بينما قضى الوباء على مؤسساتنا وأضعفها بشكل شبه دائم، حيث أدى الوباء إلى قطيعة في الشمال، وقطيعة من نوع آخر في جنوب البحر الأبيض المتوسط"، متسائلا: "كيف نحلل هذا؟".

 

وعاد حمودي للحديث عن مؤشرات الأزمة الراهنة، إذ قال إن "كل المؤشرات تذهب في اتجاه إضعاف المؤسسات والتأزم في زمن كورونا، فقد كانت موجودة من ذي قبل، لكنها مختلفة اليوم، حيث ظهرت مؤشرات جديدة تهم القطيعة، وتهم بالأساس النظري والعملي في الآن نفسه، إذ كانت تحليلات كينز النظرية أو ماركس أو فلاسفة آخرين تركز على مفهوم العمل والقيمة، ليس من الجانب الأخلاقي، بل قيمة الأشياء في السوق".

ولفتت المداخلة إلى أن "هذا الأساس النظري تأزم جذريا، لأن مفاهيم السوق والمبادلة أطرت التنظير والحياة الإنسانية، ربما تكون في موقف مراجعة"، مؤكدا أن "المفهوم الأساسي، اليوم، هو مفهوم الحياة بجانبيه، أي كيف نحيا؟، بمعنى الحياة كوظيفة، والجانب الراديكالي المتصل بالموت".وأشار، أيضا، إلى أن "الموت لا يعني موت الناس فقط، بل أيضا يتعلق بالمؤسسات، وربما موت الأخلاق، فمفهوم الحياة لا بد أن يكون جامعًا، إذ فيه وجهان؛ الأول يتعلق بالحياة، سواء حياة الحيوان أو الأرض أو المياه أو الهواء، ثم الوجه الثاني المتعلق بالحياة في معناها الكوني، إذ بدأنا نشعر أن الحياة مهددة كيفما كانت ديانتك أو قوميتك أو وطنك، وهو بالتالي كوني وجامع بهذا المعنى، ما يستلزم إصلاحا جذريا للمؤسسات، التي كانت تأسست نظريا وعمليا على مفاهيم الشغل والقيمة والعمل والتبادل وغيرها".

قد يهمك ايضا

تفاصيل الحالة الوبائية في جهة مراكش - آسفي

شاهد: الولايات المتحدة تشكر إيران لإطلاقها سراح البحار الأميركي

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

تناول الأسماك البحرية يزيد من مقاومة الإجهاد
نقص الحديد يؤدي إلى إضعاف المناعة
7 فئات من الأدوية قد تسبب السمنة
دراسة تؤكد أن جائحة كورونا أدت لارتفاع مؤشر كتلة…
الصيام المتقطع قد يقلل من خطر الإصابة بالزهايمر

اخر الاخبار

الشرطة الأميركية تعلن سرقة مجوهرات بقيمة مليوني دولار في…
تقرير دولي يُشيد بالمنظومة الاستخباراتية المغربية كنموذج متقدم في…
الملك محمد السادس يهنئ رئيسة الهند بعيد الاستقلال ويشيد…
الشرطة الإسبانية تُطالب الحكومة بتوقيع اتفاقيات لإعادة المهاجرين مع…

فن وموسيقى

تامر حسني يؤكد إستمرار علاقته الفنية مع بسمة بوسيل…
الفنان سعد لمجرد يعود إلى المهرجانات المغربية بعد غياب…
لطيفة تكشف رغبتها في تقديم أغنية مهرجانات وتتحدث عن…
أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…

أخبار النجوم

رامي صبري يكشف رأيه بتجربته الأولى في The Voice…
إستغاثة مؤثرة من نجوى فؤاد تكشف معاناتها والوزير يتحرك…
كندة علوش تكشف عن رأيها في أداء زوجها بفيلم"درويش"
جميلة عوض تعود بقوة إلى شاشة السينما بعد فترة…

رياضة

انتقادات تطال محمد صلاح بعد خسارة ليفربول وغياب أرنولد…
المغربي أشرف حكيمي ينفي تهمة الإغتصاب ويؤكد ثقته الكاملة…
محمد صلاح يتلقى عرضاً خيالياً جديدًا من الدوري السعودي
أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر

صحة وتغذية

الذكاء الاصطناعي قادر على اكتشاف سرطان الحنجرة عبر تحليل…
بشرى لمن يريد خسارة الوزن بعد تصنيع دواء يفقد…
قضاء 15 دقيقة يوميًا في الطبيعة قد يكون الحل…
فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…

الأخبار الأكثر قراءة