الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
مسرح محمد الخامس بالرباط.

الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم

قدرية مؤلمة تهيمن على أحدث مسرحيات المخرج عبد المجيد فنيش “يا مسافر وحدك”، التي كتب نصها المسرحي عبد الكريم برشيد واحتضنتها خشبة مسرح محمد الخامس بالرباط.

في زحمة الحياة، محطة القطار، يصطدم الإنسان، ذلك الكائن الضعيف الذي لا يملك أمره إلا أمانيّ، بالمكتوب؛ بعد فرح، واطمئنان، وإحساس لحظي بالكمال.

مسرحية “فرقة الأوركيد”، لوحة من الحياة، تؤمن بالحكي والأغنية؛ الكل مسافرون، يحملون حقائبهم، وينتظرون بالمحطة أن يأتي القطار، ويغادروا، هكذا، كأن لم يكونوا يوما شيئا مذكورا.

تحضر الحياة، الإنسان المسرع، المفتون، والإنسان الهائم في آخره-نصفه، محبا وَلِها، يتطلع إلى الغد، يتجاذب أطراف الحديث، يَألَف، يحكي، يتذوّق، يفزع، ينفجر ضاحكا… لكن، القدر قدر والمكتوب مكتوب.

العودة إلى الماضي ممكنة في عالم المسرح. تنتصر “يا مسافر وحدك” للحكاية، وتوفيها حقها، وتشخص شخصياتها الذكريات، ولا يملك المتابع إلا التأمين والاستمتاع.

بطعم مغربي، تحضر في المسرحية التي كتبها رائد المسرح الاحتفالي عبد الكريم برشيد، الأغنيةُ، مسنِدة للقصة، ومشركة للجمهور، وجزءا لا يتجزأ من العرض؛ من عنوان المسرحية المستلهم من أغنية “يا مسافر وحدك”، إلى أغاني الفرح والتأمل والحزن والنعي، المغربية والعربية، لا تنفصل الأغنيات الشعبية عن المسرحية.

في السفر حياة، وفي المسرح أيضا، ولا تعترف الخشبة بموت الكبار، عمَلا ومُنجَزا. وبين زمنية اللحظة، وزمنية التاريخ، “يقول الإعلام ما يريد، والتاريخ يكتب ما يشاء”.

ولا تنفلت هذه المسرحية من زمنها وما يشهده، فتدمج واقع جائحة “كورونا”، ولو في إشارة بين حبيبين إلى ضرورة تعقيم اليدين. الفيروس اجتاح كل مكان، واستوطن نفوسنا، وجثا على معيشنا، آبيا أن نواجهه بالنسيان المُحتَرِز.

في محطة القطار، غير المسمّاة، السفر بلا حقيبة مثار شكّ؛ شخص في لباس غريب، يقرأ كتابا من عل، لا يتفاعل مع يوميّ الناس، لا يجري وراء قاطرة، لا ينتظر موعدا، يثير ريبة البعض: حياة زوجة يحيى، التي أحست بـ”غدره” ولو لم تستوعب الكيف.

هذا الشخص الذي يعي المشاهد، بعد حين، أنه منفّذ الأقدار، ملك موت أو شيء من هذا القبيل، منصاع بدوره للمكتوب، بقدر انصياع باقي الناس، يضرّه ما في الكتاب لكن ما له غير تنفيذه، ولو كانت السطور تقول بتفريق حبيبين وجدا نصفهما المفقود بعد حياة من البحث والنقص.

لم يشفع للزوجين كونهما “ليسا أهل سلطة ولا سلطان، وما يطلبان إلا حقهما في الحياة”، بل انضبط “الموظّف” إلى النظام الذي لم يرسِ قواعده.

يأتي قطارٌ، لا يُسمح للركابِ الصعودُ إلا واحدا… يخرّ مغشيّا على الأرض، يتمتم الشهادتين، تفارق الروح الجسد، مشيَّعَة بدموع الحبيبة، ينتظر مشاهد “يا مسافر وحدك” حلّا للعقدة، طبطبة على كتفه، بهجة، لكن ما هكذا تجري الحياة، وما بهذه السّذاجة يقبل المسرح.


قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

تفاصيل خطة لإنقاذ المسرح المغربي من "السكتة القلبية"

 

لطيفة أحرار تناشد وزير الشباب والثقافة من أجل انقاذ المسرح المغربي

 

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

عيسى مخلوف في ضفافه الأُخرى: سيرة الذات والآخر
الروائية رشا عدلي تكشف المستور و"شغف" تصل بها إلى…
أنور الخطيب يوقّع ديوانه المنَحوتة مفرداته " كثير الشوق"…
في افتتاحه معرض الشارقة الدولي للكتاب الشيخ سلطان يعلن…
فيلم "أزرق القفطان" لمخرجته مريم التوزاني لتمثيل المغرب في…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة