الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
رسام كاريكاتير مصري مواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19

القاهرة - الدار البيضاء اليوم

بريشة ساخرة، وروح مرحة، لا يتسلل لها الملل بقدر ما يملؤها الإحساس بالمسؤولية، يحاول رسام كاريكاتير مصري مواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19، من خلال رسوماته الفنية.

ونشر حمدي أحمد (39 عاما)، أكثر من 100 رسمة كاريكاتير عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منذ ظهور أول حالة إصابة بفيروس كورونا بمصر في 14 فبراير/شباط.

وحملت رسوماته طابعاً توعوياً عن كيفية مواجهة كورونا لتشمل جميع الهواجس والمخاوف التي أثارها الفيروس، ولقت تفاعلاً واسعاً من رواد التواصل الاجتماعي بصورة يومية.

يقول حمدي أحمد، رسام حر، لـ"العين الإخبارية": "أتابع انتشار فيروس كورونا منذ ظهوره في الصين، ولأني أحب مواكبة أي حدث يمس الناس من خلال رسوماتي، لا زلت أذكر كيف فكرت في كاريكاتير يعكس تأثرنا جميعاً بغلق صحن الطواف".

وجسد رسام الكاريكاتير كورونا في صورة جندي من جنود الله تبكي في الحرم المكي وتقول "لبيك اللهم لبيك"، وهي رسمة توحي بتأثر الجميع بغلق صحن الطواف بما في ذلك كورونا نفسه الذي كان سببا في ذلك القرار، بحسب الكاريكاتير.

حمدي الذي اشتهر برسوماته التوعوية والتي كان أبرزها رسمته "سوبر بابا" حول الأب المصري الذي أنقذ ابنته من القطار مؤخراً، يرى أن واجب كل إنسان لديه موهبة سواء تمثيل أو غناء أو كتابة أو رسم أو غيرها أن يستخدمها في توعية المجتمع.

ويوضح وجهة نظره: "الفن رسالة ويمكننا توعية الناس من خلال قالب فني جذاب، يساعدهم على استيعاب الأمور بشكل أكبر.. والتوقيت الذي نعيشه حالياً يجعل السوشيال ميديا لها تأثير أكبر مما كانت عليه خاصة بعد تواجد الناس لفترات أطول بعد فرض عدة دول للحظر الجزئي".

لا ينسى حمدي كيف تأثر بكاريكاتير جسد فيه فيروس كورونا وهو يسحب أمًّا عجوزا من أبنائها، وكاريكاتير آخر أظهر لقمة العيش في صورة تدفع صاحبها لوحش كورونا، في محاولة لتجسيد معاناة الناس مع فيروس كورونا الجديد.

وبنبرة حزينة يقول حمدي: "هذه نماذج مبكية ولا أراها كوميدية ولا أخفي تأثري بهم لأنني كنت أفكر في حال العمالة غير المنتظمة وكيف يضطرون لمواجهة كورونا يومياً".

يحاول حمدي أن ينقل مخاوفه والتي تتشابه مع الأجواء التي يعيشها ملايين المصريين مع كورونا، إلى رسومات، ويقول: "بحكم عملي كمخرج رسوم متحركة ولدي شركة أديرها في هذا المجال، وجدت نفسي مسؤولا عن صحة فريق العمل، وبالفعل نعمل جميعاً عن بُعد".

يتابع: "مخاوفي على أهلي، نصائحي المستمرة لأطفالي، حتى عاداتي تبدلت وأصبحت الإجراءات الوقائية جزءاً من يومي، كغسيل الأيدي باستمرار وارتداء الكمامة في حال التعامل مع خدمات التوصيل، وعدم استقبال الزيارات المنزلية وغيره".

ونجحت رسومات حمدي التي يحرص ألا تكون معظمها مصحوبة بتعليقات، في أن تصل إلي متابعين من عدة دول عربية، وهو ما يقول عنه: الكاريكاتير يصل لكل مكان لأنني لا أربطه بالداخل فقط لكنه يصلح لكل من يعيش في هذا العالم وتأثر بكورونا".

وعن ردود الفعل يقول رسام الكاريكاتير: "ردة الفعل بمثابة تشجيع للفنان علي استكمال فنه، والحمدلله وجدت رسوماتي تنتشر بشكل كبير، وتصلني رسائل كثيرة تدعمني وتطالبني بالاستمرار"، وقرر أن يستمر في رسم الكاريكاتير حول كورونا لحين انتهاء الأزمة: "سأظل أرسم حتى يرفع الله البلاء والوباء عن العالم".

ويعتبر فنان الكاريكاتير حمدي أحمد رسوماته بمثابة تأريخ لفترة من أصعب الفترات التي مرت على الإنسانية، ويوضح: "لم أكن أتصور أن يكون فن الكاريكاتير مؤثر إلى هذه الدرجة، بالطبع أعرف أهميته لكن أن يكون قادراً على تأريخ أحداث في بلد ما وفي العالم بأسره يضاعف أهميته".

ويحاول الفنان المصري أن تكون رسوماته مباشرة وتفهم من السياق، وهو ما يدفعه للبحث عن أقرب تصور لما يعيشه الناس في حياتهم مع كورونا، من خلال مشاهداته وتوقعاته.

ويروي حمدي: "في بداية فرض حظر التجوال الجزئي في مصر توقعت تجمعات الناس في وسائل المواصلات وهو تصور أخافني فعبرت عنه بالكاريكاتير، كما هو الحال عند شم النسيم".

ولا تخلو رسومات حمدي من مشاهد يومية يعيشها مع أسرته، فيقول: "منذ ظهور كورونا ولم أرى والدتي؛ لأني لا أخرج من المنزل وأتعامل بمبدأ أني مصاب والجميع مصابون؛ لذا لا يجب أن أنقل الفيروس لأحد ولا أسمح لأحد بنقله لي".

وجسد حمدي هذه الحالة بعدة رسومات كان من بينها لقاء أشخاص بأهلهم وهم يعطون ظهورهم لبعضهم البعض، في إشارة لأهمية عدم الاختلاط حتى مع أقرب الناس.

ضيق الوقت، والرغبة في سرعة التنفيذ لا يسمح لحمدي بتلوين الكاريكاتير الذي ينشره، لكنه ربما يفكر يوما أن تكون رسمته الأخيرة في أزمة كورونا بالألوان.

وقد يهمك أيضًا:

اختتام المسابقة الثقافية الرمضانية في العامرات الأحد

إختتام المسابقة الثقافية الرمضانية ''كأس الأمان في اليمن''

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

عيسى مخلوف في ضفافه الأُخرى: سيرة الذات والآخر
الروائية رشا عدلي تكشف المستور و"شغف" تصل بها إلى…
أنور الخطيب يوقّع ديوانه المنَحوتة مفرداته " كثير الشوق"…
في افتتاحه معرض الشارقة الدولي للكتاب الشيخ سلطان يعلن…
فيلم "أزرق القفطان" لمخرجته مريم التوزاني لتمثيل المغرب في…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة