الرباط - الدار البيضاء اليوم
عقد المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، اجتماعا لتقييم مؤتمره الوطني العادي السابع، المنعقد يومي 4 و5 مارس الجاري، ومناقشة مجموعة من النقط التنظيمية والسياسية.وقال الحزب إن أعضاء المكتب السياسي توقفوا في مستهل الاجتماع عند برقية التهنئة التي بعث بها الملك محمد السادس إلى عزيز أخنوش بمناسبة تجديد الثقة فيه رئيسا للحزب للمرة الثانية.وأوضح بلاغ صدر عن الاجتماع أن أعضاء المكتب السياسي “عبروا بهذه المناسبة عن عميق شكرهم وخالص عرفانهم للعناية الملكية السامية”، مؤكدين على “تسلحهم بالتوجيهات الملكية السامية المضمنة في البرقية المولوية، وكذا انخراط كل المناضلات والمناضلين في مواصلة العمل الجاد والهادف إلى توسيع مشاركة الشباب في العمل السياسي، وكذا تعبئة كافة المواطنين والمواطنات حول القضايا ذات الاهتمامات الراهنة للمغرب”.
وأكد المكتب السياسي للأحرار أن “الاستمرار في تقوية مؤسسات الحزب وتنظيماته الموازية، وتواجده المكثف بمختلف ربوع المملكة، والرفع من نوعية ووتيرة التواصل والتأطير والإنصات، ليس فقط مسؤولية تنظيمية تساهم في توطيد أركان الحزب، بل كونها قناعة سياسية تنهل شرعيتها من الدستور أولا؛ ومن ثقة المواطنين الذين عبروا عنها يوم 8 شتنبر 2021، ثانيا”، مضيفا أنه “إذا كان التعبير الانتخابي قد إنحاز إلى ‘مسار الثقة’ والبرنامج الانتخابي، فإنه في نفس الوقت يمنح الشرعية الكاملة لحكومة صادرة من أغلبية منبثقة من صناديق الاقتراع”.
وسجل المكتب السياسي، يضيف البلاغ، “باعتزاز بالغ نجاح انعقاد محطة المؤتمر الوطني السابع، الذي التأم في جو طبعته المسؤولية والالتزام”، وحيا “عاليا كافة المناضلين والمؤتمرين على مساهمتهم الفعالة ونقاشاتهم المثمرة، واقتراحاتهم السياسية العميقة”، وعبر عن “الافتخار اللامتناهي بانخراط جميع الهياكل والأجهزة في المسار التعبوي للحزب”، مؤكدا أن “الأوراق السياسية خلال المؤتمر ستشكل الأرضية الصلبة التأطيرية للمرحلة المقبلة”.
من مسار الثقة إلى مسار التنمية
وورد ضمن البلاغ أنه “بعد مناقشة مستفيضة واستعراض التطورات الراهنة المرتبطة بعمل الحزب، والتحديات المقبلة، أكد المكتب السياسي أن المؤتمر الوطني السابع الذي انعقد في وقت كسب فيه الحزب تحدي ‘مسار الثقة’ بتصدره المشهد السياسي المغربي، ليتطلع إلى كسب تحد جديد يتمثل في تنفيذ ‘مسار التنمية’، على الرغم من السياقات المعقدة، وبرهانات جديدة تستجيب لانتظارات وتطلعات المغاربة، وعلى رأسها مواصلة ترسيخ دعائم الدولة الاجتماعية، مرتكزا على برامج الحزب والأغلبية الحكومية المتضمنة في البرنامج الحكومي الذي يشكل التزاما وتعاقدا حقيقيا مع المواطنين”.
وبعدما استحضر المكتب السياسي محورية الحرص على بناء مؤسسة سياسية وتنظيمية قوية في الفترة الماضية، قادرة على القيام بأدوار التأطير والاقتراح واحتضان النقاش المنتج للحلول، مما مكن من النجاح في تحقيق معادلة الإنصات والحوار دون إخلال بمهام التفاعل مع المواطنين، أجمع أعضاؤه على أن مجهود الحزب في المرحلة المقبلة سيرتكز على تبني القيم ذاتها والحفاظ على نفس تعبوي يرفع من مستوى التأطير، ويقوي المؤسسات الداخلية، مع توجيهها لخدمة “مسار التنمية” والوفاء بالالتزامات عبر التقاطع مع المجهود الذي تقوم به الحكومة والبرلمان وباقي المؤسسات المنتخبة.
ثبات على قيم “الأحرار”
وتوقف أعضاء المكتب السياسي لحزب “الحمامة”، وفق البلاغ ذاته، “عند مرجعية الحزب السياسية المبنية على الديمقراطية الاجتماعية كمنهج للتدبير يروم محاربة الفقر والهشاشة، وينشد الانتصار للمناطق البعيدة وإدماجها في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية، وبناء جسور بين السياسات العمومية التي تستهدف البنيات التحتية وأثرها على الإنسان”.ومن هذا المنطلق، أكد المكتب السياسي تطلعه خلال المرحلة المقبلة لإدماج هاته القيم في مجهوده التنظيمي، وذلك عبر الانفتاح على مجموعة من الهيئات الموازية، من أجل أن يكون حسه الترافعي مستوعبا في شموليته لمختلف الإشكالات التي يعاني منها المجتمع.
كما نوه بـ”تفاعل المؤتمر الوطني السابع من خلال المصادقة بالإجماع على طلب خمس منظمات موازية جديدة تضاف إلى تلك الموجودة سلفا، ما من شأنه أن يُغنِي النقاش العمومي المؤطر مؤسساتيا ويحتضن مجموعة من الأطر والكفاءات الراغبة في تقديم الاضافة النوعية للحزب وللمشهد السياسي في بلادنا”.
التزام بمهام التأطير
وفي الشأن التنظيمي، عَبَّر المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار عن “اعتزازه الكبير بروح الانتماء المسؤول لكل المناضلات والمناضلين الأحرار، وحرصهم على تحصين تنظيمهم السياسي عبر سيادة روح التوافق على أشغال المؤتمر الوطني السابع، وهو ما يعكس النتائج التي حققها الحزب على مستوى تجديد نخبه لإتاحة الفرصة للجميع للمساهمة في الدينامية التي يعرفها على مختلف المستويات”، مشيرا إلى أنه عقد اجتماعه الأول بنسبة تجديد تصل إلى حوالي 50 في المائة، وهو “ما يعكس النفس الديمقراطي المكرس للتدوال المسؤول لمختلف المناضلين للمساهمة في مسار البناء الواعي لإكراهات المرحلة”.
وانسجاما مع الدينامية التي يعرفها الحزب، يورد البلاغ، “أكد أعضاء المكتب السياسي على ضرورة إيجاد صيغ تحقيق مصالحة الشباب مع السياسة، عبر تعزيز الفضاءات الحاضنة لكل النقاشات التي تروم تقييم السياسات العمومية التي تستهدف مختلف انشغالاتهم على كافة المستويات، وتبني مقاربة تجعل من الفعل التشاركي بصفة عامة، سواء أكان جمعويا أو سياسيا، من المقدمات الأساسية للمصالحة ما بين هيئات التأطير والشباب”.
وفي ختام الاجتماع، جَدَّد أعضاء المكتب السياسي لحزب “الأحرار” التأكيد على أن “مسار التنمية” الذي رفعه الحزب في مؤتمره الوطني السابع، وقبله “مسار الثقة” الذي حظي بثقة المغاربة، ليس مجرد شعار لتمرير المرحلة، بقدر ما هو رؤية لتفعيل التعاقد السياسي الذي كرسته مخرجات صناديق الاقتراع باعتبارها التعبير الوحيد لإرادة المواطنين، يروم إقرار إصلاحات عميقة ستنعكس إيجابا، في المدى المنظور وبشكل مباشر، على المواطنين.
قد يهمك أيضَا :
"مؤتمر الأحرار" يعلن دعم الحكومة في إيجاد حلول لـ"مشاكل متراكمة" في المغرب