الرباط – محمد عبيد
أكدّ العاهل المغربي، الملك محمد السادس، خلال خطابه الذي ألقاه أمام المجلس "التأسيسي التونسي"، أثناء زيارته إلى تونس، و التي تعتبر الأولى من نوعها منذ اندلاع "ثورة الياسمين" في تونس، وتستغرق 3 أيام، على ضرورة، فتح الحدود بين بلدان "الاتحاد المغاربي"، مستنكرًا "استمرار إغلاقها و العمل بتأشيرات الدخول مع بعض دول المغرب العربي"، إشارة إلى الجزائر التي ما تزال تعمل بتأشيرات الدخول، فيما أعلن دعم بلاده، للاندماج المغاربي، وإحقاق التعاون في المنطقة المغربية مع من يشاركها الإرادة ذاتها، مشددًا على ضرورة "تعزيز التكتل والتضامن بين دول المنطقة المغاربية".
و انتقد العاهل المغربي ما قال عنه "التمادي في إغلاق الحدود" بين بلدان الاتحاد المغاربي، داعيا تعزيز مبدأ "الوحدة والاندماج" في المنطقة المغاربية. و هو مبدأ من مبادئ تأسيس اتحاد المغاربي.
وأوضح العاهل المغربي في خطابه، الذي سعت أحزاب يسارية تونسية إلى مقاطعته، أن التمادي في إغلاق الحدود "لا يتماشى مع مبادئ الاتحاد المغاربي، وهو يسير ضد مصالح الشعوب المتطلعة إلى الوحدة والاندماج"، وهي رسائل كلها للجزائر، التي ترفض فتح الحدود، بحجة "التخوف من إغراق المنطقة بالمخدرات".
ويشير العاهل المغربي إلى مسألة إغلاق الحدود البرية بين المملكة المغربية والجزائر منذ عام 1994، بعد تفجير فندق في مدينة مراكش المغربية أعلنت على إثره الرباط اعتماد التأشيرة لدخول الجزائريين.
كما تشهد العلاقات بين البلدين تأرجحاً على خلفية أزمة إقليم الصحراء الغربية، الذي يطالب بالاستقلال عن المغرب ويجد دعماً جزائرياً، بينما تعتبر الرباط الإقليم جزءً من التراب المغربي لكنها تؤيد مقترحاً للحكم الذاتي للإقليم تحت سلطة المركز.
وأكد العاهل المغربي، دعم بلاده، للاندماج المغاربي، وإحقاق التعاون في المنطقة المغربية مع من يشاركها الإرادة ذاتها، مشددا على ضرورة "تعزيز التكتل والتضامن بين دول المنطقة المغاربية".
هذا، ويأتي هذا الخطاب الملكي المغربي، في سياق توطيد العلاقات بين المغرب وتونس، وقيادة الاندماج المغاربي، في سياق زيارة العاهل المغربي لتونس، بدأها الجمعة وتستمر ثلاثة أيام. وتعتبر هذه الزيارة الأولى له منذ الإطاحة بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في مطلع عام 2011.