بغداد – نجلاء الطائي
كشفت فتاة أيزيدية بالغة من العمر 17 عامًا، عن قصة تعرضها لأسوأ ممارسات وحشية وعبودية واعتداءات جنسية، من دون نسيان الجانب النفسي الذي تعيش فيه الفتيات طوال حياتهن بعد تجارب مماثلة.
وأكدت الفتاة "جنان" في حديث مع "المغرب اليوم" عبر منافذ التواصل الاجتماعية، أنَّ زعيمًا أو ما يسمى مسؤول ولاية المال في تنظيم "داعش" المتطرف وهو أجنبي الجنسية "احتفظ" بمجموعة من النسوة كعبيد لممارسة الجنس، حتى آخر لحظات من قتله، إلى جانب حراسه الشخصيين.
وأوضحت الفتاة جنان ما كان يحصل من قبل أحد قياديي التنظيم وهو ما يسمى "الوالي" كالوقوف بشكل منتظم من قبل الفتيات التي يحتجزهن كعبيد، مضيفة: "كان عددنا ثلاثة ويختار على ضوء ذلك الوالي مع من يريد تمضية ما تبقى من اليوم، بعد أن يقوم بشم رائحتنا نحن الفتيات".
وتابعت: "بعد أن يختار "الوالي" الفتاة التي يريدها، يقوم حراسه بأخذ ما تبقى لأنفسهم، لقد كانوا سيئين للغاية في التعامل، وكان شخصان يأتيان في نفس الوقت"، مشيرة إلى أنها كانت تتمنى أن يختارها أجنبي، لأنه لم يكن يضربهن كما الآخرين، كان الأمر أشبه بالاختيار ما بين الموت والموت.
وبحسب شهادة جنان، فقبيل عملية البيع، تم أخذها إلى فندق كبير في منطقة الموصل يدعى "اوبرويت "، حيث رأت هناك مبنى مليئًا بالنسوة والفتيات، جميعهن عراة إما نصفيًا أو كاملًا، وتقول: "أذكر أنه في اليوم الذي تم بيعي أنا وأختي البالغة من العمر 10 أعوام، كان ذاك اليوم هو الأخير الذي رأيت فيه والدتي، لا يمكنني أن أنسى قيامها آنذاك بالبكاء وشد شعرها عندما أخذونا".
وزادت: "بعد مضي وقت في نينوى تم أخذي إلى مدينة الرقة السورية، وتعرضت حينها مع بعض الفتيات إلى فحص عذريتنا من قبل أطباء في التنظيم"، لافتة إلى أن اللواتي تم التأكد من عذريتهن، يتم أخذهن إلى غرفة تحوي 30 – 40 رجلاً، "يجعلوننا نقف أمامهم ويقومون بانتقاء الفتاة التي يريدون، كنت أظن أنني سأكون محظوظة خصوصًا أنني لم أكن على قدر جمال الفتيات الأخريات، ولكن سرعان ما تم شرائي مع فتاتين عبر رجل روسي الجنسية في أقل من 10 دقائق".
وعن كيفية التعامل معها قالت جنان: "إن أصعب المواقف كانت لدينا عند طلب منا تلاوة من القرآن أثناء قيام رجال التنظيم بأفعالهم المشينة، وحينما كنا نعترض يتم ضربنا، وفي بعض الأحيان كانوا يسكبون المياه المغلية على أفخاذنا ويضعوننا في الشمس لوقت طويل، فضلا عن شربنا الماء الملوث".
واستطاعت هذه الفتاة الهرب، بحسب شهادتها، عند تعرض مقر قيادتهم إلى غارات جوية، مضيفة: "استطعت الهروب بسرعة والوصول إلى دهوك بعد مشي أسبوع، ولكن هناك فتيات أخريات عدن إلى داعش بسبب الخوف، هناك فتاة تعرضت لبتر ساقيها لأنها حاولت الهروب".
وأشارت إلى أنها لا تعرف أسباب هربها، على الرغم من أنه لم يعد لديها شيء، متمنية في وقتها الموت بدلًا من اختبار ما مرت به، قائلة: "عدت بعد أيام وتعرفت على شاب أيزيدي كان يسكن دهوك في إقليم كردستان وخلال مدة وجيزة من الزمن عرض عليّ الزواج، بالرغم معرفته أحداث ما جرى لي"، لافتة إلى أنها حامل بالشهر الثالث.
تجدر الإشارة إلى أنَّ تنظيم "داعش"، تمكن من الاستيلاء على جبل سنجار (المنطقة التي تسكنها غالبية من الطائفة الأيزيدية)، في أوائل شهر آب/ أغسطس من العام 2014، في معارك أدت إلى مقتل المئات وهروب الآلاف من الايزيديين.
وجاءت سيطرة التنظيم المتشدد على جبل سنجار بشكل مفاجئ بعد انسحاب قوات البيشمركة التي كانت تسيطر على مناطق الأيزيديين، وسرعان ما شهدت المنطقة موجة نزوح مكثف نحو مناطق أخرى وبالأخص نحو الأقاليم الكردية.