آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

ملحمة فنية تمزج الموسيقى المغربية بالفلامنكو في مسرح محمد الخام

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - ملحمة فنية تمزج الموسيقى المغربية بالفلامنكو في مسرح محمد الخام

المسرح الوطني محمد الخامس
الدار البيضاء - المغرب اليوم

تَمَايَلَتْ جنبات المسرح الوطني محمد الخامس طربا مساء أمس الخميس على أنغام آلة القانون وموسيقى ورقص الفلامنكو، في حفل فني نظّمه معهد ثربانتس الإسباني بالرباط، بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال المغربية، وهو ما جعل العَلَمَيْن الإسباني والمغربي يتجاوران في سكون على خشبة المسرح.

ألوان وألحان

خلفيةٌ خضراء وحمراء، جمهور مُتَوَاجِد، آذان طَرِبة، تصفيقٌ حار؛ هكذا مرّ العرض الموسيقي الافتتاحي لـ"فرقة أفنان لآلة القانون"، التي أطربت الحاضرين بألحان أخّاذة ذات نكهة أندلسية.

وبعد دقائق من إنهاء أعضاء فرقة آلة القانون عَرْضَهم، دخل عازف قيثارة إسباني مداعبا أوتار آلته، ولحقت به مغنية فلامنكو بعدما زادت حِدّةُ الألحان التي تغيّر على إثرها لونُ خلفية خشبة مسرح محمد الخامس إلى الأخضر الغامق والأحمر الداكن، مُضْفِيا على القاعة جوّا يتلاءمُ وطبيعةَ أنغام الفلامنكو الإسباني، قبل أن تتّشح الخلفية باللونين الأزرق والأخضر الدّاكنين مؤذنة بدخول راقصة الفلامنكو.

نقرٌ على الأرض وعينٌ على السماء

تدور حول نفسها بالمسرح ويُمناها تشير إلى السماء، يبدأ التصفيق فتتحرّك يمنة ويسرة، تزداد وتيرة التصفيق فتزيد معه وتيرة الحركات الراقصة؛ ترقص اليدان اللتان تمسكان الوشاح والفستان، وتنقر القَدَمَان بخفة على الخشبة لتنطّ راقصة الفلامنكو من مكان إلى آخر تاركة وراءها العيون بين معجبة ومشدوهة.

تنطلق الأغنية فيَخْفُتُ الرّقص بسلاسة حتى ينسجم معها، ثم تزداد حدة الغناء فينطلق الرقص النّقْرِي ويبدأ معه عرض الفلامنكو كما نعرفه.

عينُهَا على الجمهور، وثَغْرُها باسمٌ، وحَركات رجليها تتواتَرُ بإتقان، ويصاحبها تصفيق إيقاعي.. فستانُها ووِشاحُها امتدادٌ لجسدها؛ وتُحكِمُ بهما راقصةُ الفلامنكو سردَ القصة التي ترافق تمايلاتِها الخاضعةَ لأوتار القيثارة، ولحدة صوتِ المُغَنية الإسبانية التي تُذكِّر بالغناء النسائي الأمازيغي الأطلسي.

نقراتُ قَدَمَيْ راقصةِ الفلامنكو، ووشاحُها الذي لا يعصي ليديها أمرا، يجعلها توحي بكونها فراشةً تصارع من أجل بسط جناحيها في كمال، كلما انتصبت باسطة يديها أمام الجمهور الوَلِه بإتقانها عَرْضَها.

سقط الوشاح

تخلّت راقصة الفلامنكو عن وشاحها، وأَحْيَتْ عرضا آخر لا مكان فيه إلا للرّقص النقري المُتْقَن الذي يطابق أنغامَ الأوتار، والتصفيق، ولا يُخْطِئُ موعدَه مع السَّكتات التي تأخذ أنفاس المتابعين في خِضَمِّ التّوالي المشحون للأصوات والحركات.

تهدأ أنغام الأوتار شيئا فشيئا، وتُغادر الراقصة بهدوء خشبة المسرح ثم تختفي بين الستائر مع الضربة الأخيرة على الوتر، لتعود بعد ذلك في جو من التصفيات منحنيةً وزميلَيْها شكرًا للجمهور.

كمال إنساني

اجتمعت الفرقتان في عرض أخير، وتَوَاجَدَتْ (من الوَجْدِ) القاعةُ بأنغام "القانون" الذي تجاوِرُهُ القيثارة، والعود، والتشيلو، وآلاتٌ إيقاعيةٌ نفخت في مداد النوتات الموسيقية روحا صَدَعَتْ بألحان "لمّا بدا يتثنّى"، و"يا بنت بلادي".

وفي العرض الأخير عادت راقصة الفلامنكو مرتدية ثوبا أسود أدّت به مقطعا نقريّا بدون موسيقى، ووقفت بَعْدَهُ متأمّلة ما يتجاوز سقف المسرح، قبل أن تعطي إشارة بدأ معها الغناء، وجَهَرَتْ على إثرها الآلاتُ بِمَكنوناتها، ثم أَسْلَمَتِ القاعة نَفْسَهَا لموجة تصفيق حارّ بمجرد النُّطْق بآخر كلمة من أغنية "لاموني لي غارو مني" التي خُتمت بها السهرة.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملحمة فنية تمزج الموسيقى المغربية بالفلامنكو في مسرح محمد الخام ملحمة فنية تمزج الموسيقى المغربية بالفلامنكو في مسرح محمد الخام



GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 20:31 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

كومباني يعلن جاهزية مانشستر سيتي لمواجهة ليفربول

GMT 11:14 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

تزيني بمجموعة مميزة من المجوهرات في عيد الحب

GMT 16:31 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

برانت دورتى ينضم لفيلم "Fifty Shades Of Grey"

GMT 01:15 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مميّزات جديدة في هاتف "iPhone X" الجديد من أبل

GMT 11:16 2014 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة وفيتامينات لعلاج النهايات العصبية للجهاز العصبي

GMT 05:31 2016 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

علماء يتوصَلون لمعرفة مسارات طيور السنونو خلال رحلاتها

GMT 00:27 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مناقشة كتاب "أيام من حياتي" سيرة سعد الدين وهبة

GMT 23:31 2017 الأربعاء ,05 إبريل / نيسان

الريان يخرج حمد الله من "جحيم" الجيش القطري

GMT 05:04 2016 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

ضريح القديس يهوذا وحصنه الشاهق يزيّنان جانسي الهندية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca